ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأحد، أن سكان الأحياء الفقيرة في البرازيل، يتعرضون للقتل بشكل يومي على أيدي الشرطة البرازيلية، وذلك في ظل استمرار دورة الألعاب الأوليمبية في ريو.
وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني – نقلا عن السكان - أن قوة أمنية من 85 ألف فرد تفرض على المجتمعات الفقيرة حالة تشبه الحصار ليس لحمايتهم ولكن لفصلهم عن زوار دورة الألعاب الأوليمبية.
وأضافت الصحيفة، إن الضحايا الحقيقيين للجريمة الأولمبية في ريو دي جانيرو، هم أفقر سكان المدينة، والذي وضعوا على خط المواجهة في الصراع بين السلطات وتجار المخدرات.
وأوضحت الصحيفة – نقلا عن وسائل إعلام محلية - أنه منذ بداية الألعاب الأولمبية لا يقل عن 14 حالة وفاة سقطت خلال اشتباكات مسلحة بين أفراد العصابات وأفراد الشرطة أو الجنود من قوات الأمن الذين تم نشرهم لتأمين الألعاب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين أن مثل هذه المستويات المرتفعة من العنف حقيقة واقعة منذ فترة طويلة من حقائق الحياة في مجتمعات فافيلا- الأحياء العشوائية في البرازيل - يشعر السكان بأن الوضع قد أصبح أسوأ بسبب بدء هذا الحدث الرياضي الضخم حيث ركزت الشرطة على حماية الزائرين الأجانب والأغنياء واستهدفت السكان المحليين الفقراء.
ولفتت إلى أن هيليو اندرادي، أحد افراد قوات الأمن البرازيلية والذي جاء من ولاية رورايما البعيدة في شمال البرازيل، قتل بالرصاص يوم 12 أغسطس الجاري فى حي تتحكم فيه العصابات في حي دو ماري العشوائي..وكجندي في الخدمة لتأمين الأولمبياد، فإن موته كان سببا للرئيس المؤقت ميشال تامر لإعلان الحداد الوطني وتنكيس الاعلام خارج أماكن الألعاب الأوليمبية.
وتابعت أنه كما هو الحال في ريو في كثير من الأحيان، فإن الشرطة قامت بشن حملة مطاردة واسعة للقتلة.. الأمر الذي تسبب في قتل خمسة على الأقل من سكان حي دو ماري خلال العمليات، على الرغم من أنه لم يتم القبض على المتهمين. وتبين الصور للمنطقة في وسائل الإعلام المحلية أنه حدث في ظل حالة تشبه الحصار، مع تحليق مروحيات الشرطة فوق المنازل ومداهمات الشرطة المدججة بالسلاح.
ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال دورة الألعاب الأولمبية تغلق الشرطة البرازيلية الطرق بأعداد كبيرة من القوات والعتاد والمركبات العسكرية كل 15 دقيقة تقريبا وذلك مع تحرك الرياضيين والمسؤولين وكبار الشخصيات الزائرة ذهابا وإيابا بين المطار ومركز المدينة.
واشارت الى أنه قبل أن تبدأ الألعاب، حذرت منظمات حقوق الإنسان من الأخطار المحتملة. وقالت منظمة العفو إن الشرطة في ريو دي جانيرو قتلت أكثر من 2500 شخص منذ نالت في عام 2009 حق تنظيم دورة الألعاب، بما في ذلك أكثر من 100 شخص هذا العام، معظمهم من الشبان السود.. وقيل إن تلك الحملات تزداد خلال المناسبات الكبرى.. لافتة إلى أن أول ميدالية ذهبية تحرزها البرازيل كانت للاعبة جودو سمراء من هذا الحي.
وذكرت ساكنة بالحي- على فيس بوك- إنها كانت تعتقد أن الألعاب الأوليمبية تجلب السلام كما كان في يونان القديمة ولكن ذلك لم يتحقق هنا.. فإن الأهداف هنا هي السود الذين هم خائفون حتى الموت.