ظاهرة الاحتراق الذاتي ظاهرة خارقة للعادة نادرة الحدوث وغير متوقعة أبدًا ورهيبة في نتائجها، حيرت العلماء والأطباء قرون عديدة من الزمن، ففيها يحترق الإنسان تلقائيا ويتحول خلال عدة دقائق إلى كومة من الرماد دون سبب علمي أو جنائي يفسر حدوث هذا الاحتراق.
ولم يتوصل العلماء والباحثون حتى الآن إلى تفسير العديد من الحالات القديمة التي حيرت الخبراء، كما حيرت خبراء علم الجريمة والجنايات وهي رصد حالات مختلفة يحترق فيها جسد الإنسان حتى يتفحم أو يصبح كومة من رماد وذلك الجسد في وضع الجلوس على أريكة مثلا أو في وضع النوم والاستلقاء في الفراش دون أن يكون هناك مصدرا للنار في ذلك المكان؛ بل لا يكاد يوجد أثر للنار في الفراش أو الأريكة ؛ مما جعل بعض علماء الجريمة يعتقدون أن احتراق تلك الأجساد هو بفعل شربهم لمادة كالكحول مثلا أو بعض المواد المشتعلة التي أشعلت النار في أجسادهم.
الاحتراق البشري الذاتي حير العلماء لعدم القدرة على تفسير الحالات التي تتحدى الواقع وتحيط بها تفاسير مخيفة تعيد ما حدث إلى المجهول، إنّما وضعت بعض النظريات التي تفسّر آلية حدوث ذلك الاحتراق واسبابه
فرضيات حول هذه اسباب الظاهرة
* إدمان الكحول: العديد من الضحايا كانوا من المدمنين على الكحوليات لكن التجارب التى أجريت فى القرن 19 أظهرت أن الجسم المشبع بالكحول لن يشتعل بشكل كبير نتيجة لهذه الظاهرة.
* الدهون المختزنة فى الجسم: كثير من الضحيا كانوا من البدناء فيما كان البقية من النحفاء.
*عقوبة إلهية: لقرون مضت احس الناس بأن ما حدث هو اشارة من الله وعقاب منه.
*الكهرباء الساكنة (الالكتروستاتيكية): لم يعرف أحد لحد الآن أن شكلا من التفريغ الساكن للكهرباء قد يحدث بالفعل مثل ذلك الضرر البالغ فى جسم الانسان.
* تفاعلات كيماوية ذات طبيعة انفجارية تحدث فى الجهاز الهضمى لجسم الانسان وهذا يعود لسوء التغذية.
* حقول كهربائية موجودة فى جسم الانسان من المفترض انها قادرة على احداث تماس بطريقة غير معروفة كما يحدث التفاعل النووى التسلسلى الذى ينتج عنة حرارة هائلة فى وقت قصير ولحد الان لم يعطى تفسير نهائى لتلك الظاهرة حيث تبقى لغزا غاضبا.
تواريخ وحلات عن الظاهرة على مدى 300 سنة
سجل أكثر من 200 تقرير عن اشخاص يحترقون ذاتيًا دون سبب معروف، حيث سجلت أول حادثة يعتمد على موثوقيتها فى عام 1637 عندما نشر الفرنسى يوناس دوبونت كتابة الذى يتضمن مجموعة من الحالات والدراسات حول هذه الظاهرة بعد تسجيل وقائع حادثة نيكول ميليت حيث اتهم الزوج بارتكاب جريمة قتل فيها زوجته فى حين اقتنعت المحكمة بأن الزوجة قتلت بفعل الاشتعال الذاتى، وذلك عندما تم العثور على رماد جسد ميليت على سريرها وهى من الباريسيات المفرطات فى شرب الكحول ولم يبقى من جسدها سوى الجمجمة وعظم الاصبع الغريب هنا ان ملاءة السرير لم تحترق الا بشكل ظئيل.
حالات الاحتراق الذاتي غير متشابهة ولكنها تمتاز حسب قول الاختصاصيين بنقاط معينة مشتركة، كالسرعة، وقدرة الانجاز، يرافقها غالبًا دخان شبيه بدخان النفط، وحضور محروق عجيب لا تطفئه المياه، واختيار الظاهرة التي توفر مثلًا أطراف الجسد ولا تضر أحيانًا حتى بما يرتديه من ملابس ففي الوقت الذي تحترق عظامه وينسلخ لحمه تبقى ملابسه لا يصيبها أي ضرر، أو تبقى الأغطية الرقيقة التي يتغطى بها سليمة.
وفى حالة اخرى وجدت جريس بيت المدمنة على شرب الكحول والبالغة من العمر 60 عاما وتسكن فى مدينة ايبسوبتش - انجلتر ملقية على الأرض، حيث كانت ابنتها أول من شاهدها وكأن جسدها تحول الى رماد عود محترق من الخشب دون وجود لهب ظاهرة ولم يؤثر ذلك على ملابسها المتواجه بقربها على الاطلاق.
وفى 18 مايو 1958 تم العثور على الجسد المتحلل لـ"أنا مارتن" البالغة من العمر 68 عاما من غرب فيلادليفا فى ولاية بنسلفانيا حيث لم يتبق سوى حذائها وجزء من جذعها واشار التقرير الطبى الشرعى تحدث عن درجة حرارة مرتفعة تتراوح من 1700 الى 2000 درجة مئوية.
وفى 5 ديسمبر 1966 وجد رماد الدكتورة ايرفينغ بنتلى البالغ من 92 عاما ملقيا على ارض الحمام ومتفحم بنسبة الثلثين ووجدت ساقه منفصلة عن بقية جسده فيما لم يتأثر الدهان على جدار الحمام.