لم تقف مهام القوات المسلحة علي حماية الوطن والوقوف بصدورهم للدفاع عن أهل مصر فقط، ولكن يظهر في الأفق نوابغ من الضباط المقاتلين الذين برعوا في اكتشافات جديدة، من خلال البحث العلمي لتضرب القوات المسلحة نموذجا لجميع قوات الدولة المصرية لتحذو حذوها.
أهل مصر تلقي الضوء علي العديد من هذه النوابغ من الباحثين في الكلية الفنية العسكرية خلال السطور التالية
مستكشف المريخ
بداية مع الطالب مقاتل محمد ابراهيم محمد علي، بالفرقة الرابعة الكلية الفنية العسكرية، الذي قال "كنت أتولي مهمة قائد مجموعة "الفراعنة"، مستكشف المريخ، وتعد هذه المرة الثانية للمشاركة في هذه المسابقة العالمية".
وتابع الضابط محمد إبراهيم "حصلنا العام الماضي علي المركز الـ13 أما هذا العام فحققنا تقدما أكبر، حيث أخذنا الخبرة أكثر وتعلمنا من أخطائنا"، لافتا إلي أن المسابقة تضمنت مشاركة 63 فريقا علي مستوي العالم، "حصلنا علي المركز الرابع وهو مركز متقدم جدا بالنسبة لحجم المشروعات المشاركة في المسابقة فضلاً عن مستواها العملي".
ولفت إلي قول المسئولين الأمريكيين المشاركين في المسابقة عندما صرحوا قائلين "الفريق المصري أبهر الأمريكان"، حيث سبقنا كل الجامعات الامريكية المشاركة عدا جامعة واشنطن واستطعنا أن نتفوق علي العديد من الجامعات المتقدمة ومنها الجامعات الكندية وبعض الجامعات البولندية.
وأوضح الضابط محمد إبراهيم أن هذه المسابقة العالمية عمرها 11 عاما وشاركت فيها بولندا العديد من المرات فضلا عن كونها تركز وتعمل علي موضوع المريخ منذ سنوات الا أن الفريق المصري استطاع ان يتجاوزها ويحقق تقدما كبيرا عليها.
وعن المهمة التي تقع علي عاتق قائد الفريق، قال "يتوقف اختيار قائد الفريق علي مجموعة من العوامل ومنها التخصص، فضلا عن إمكانية التواصل مع الاخرين ومساعدتهم"، موضحا أن الفريق كان في البداية مكون من 40 طالبا من طلاب الكلية يشارك في وضع تصميم وتصور وطبيعة عمل لهذا المستكشف ولكن مع المراحل المتقدمة تمت التصفيات إلي ان أصبحنا 8 طلاب فقط؟.
وأوضح "في البداية بدأنا عمل تصور عام للفكرة وما هو المطلوب من كل واحد من أعضاء الفريق والتصميمات الخاصة بالمستكشف، وبعد تجميعه واختبار كل المهام المطلوبة منه بدأنا بعمل العديد من التعديلات المختلفة وتطويره وسافرنا وحققنا المركز الرابع".
من جانبه كشف الطالب المقاتل أحمد أشرف الشيخ بالفرقة الثالثة بالكلية الفنية العسكرية عن تصميم مركبة تقوم بمهام متعددة علي المريخ، وتقوم بعمل موانع والحصول علي عينات من السطح وتحلل التربة وترسلها للمحطة الأرضية فضلا عن إمكانية التواصل بين المستكشف والمحطة الأرضية، مضيفا "كل هذه المراحل كانت تحديات بالنسبة لفريق العمل، ولكن ربما الحاجز الذي كسر خلال اشتراكنا في هذه المسابقة هي "عقدة الخواجة".
وتابع الطالب المقاتل أحمد أشرف "كان يمكننا الحصول علي المركز الأول، نحن الطلاب المصريين نمتلك قدرات متميزة، وخلال ال 9 شهور منذ بداية العمل علي الفكرة وقبل تصميمها في مصنع قادر استفدنا في كل خطوة وكل مرحلة مررنا بها خلال خطوات المشروع فكل طالب يكون لديه فكرة وتصور مختلف كانت اضافة للجميع".
وعن تفاصيل المشروع قال الطالب المقاتل محمد الوسيمي بالفرقة الرابعة بالكلية الفنية العسكرية إن المشروع عبارة عن عربة بـ6 عجلات، ومضاف لها ذراع يمكنها حمل أشياء من علي الأرض ويمكنها القيام بعدة مهام مثل فتح صنبور مياه أو تانك بنزين، وإعادة ملؤه وذلك من خلال التحكم عن بعد، ويتم إرسال المهام له ويمكنه أيضا قراءة الأرقام والبيانات وإرسالها من خلال التواصل مع المحطة الأرضية.
وأوضح الوسيمي أن الوصول لهذا التصميم استغرق ما يقرب من 4 شهور من العمل المتواصل حيث كان الإعلان عن الاشتراك في المسابقة بداية العام الدراسي، مضيفا "بعد التصفيات المتكررة والانتهاء من طرح الافكار ومقترحات التصميم استطاع فريق الفراعنة إنجاز هذا العمل فيما يقرب من 120 يوما فقط".
وأوضح أن المراكز الثلاثة الأولي التي سبقت الفريق المصري كانت من نصيب الفريق البولندي في المركز الأول والمركز الثاني لجامعة واشنطن والثالث لفريق من جامعة ببلغاريا، وكل فريق له تصميم مختلف في المستكشف الخاص به، ويتم التقييم وفقا لتعدد وظائف هذا المستكشف ونظم تعامله.
الصاروخ
من جانبه قال أحمد سامي قائد مجموعة "كيميت"، والتي قامت بتصنيع الصاروخ وطالب بالفرقة الخامسة بمعهد إمبابة لهندسة الطيران، إن المشروع يعد من أفضل ما قمت به من مشاركات خلال فترة دراستي بالمعهد والذي لا يوجد به قسم للصواريخ، ولكن متخصص فقط في هندسة الطائرات , وبالتالي هذا المشروع أكسبني علما جديدا تزودت به معرفيا خلال فترة المسابقة، مضيفا أن المشاركة مع زملائه من الطلاب بالكلية الفنية العسكرية كانت متوازنة وأثمرت خبرات عديدة لكل منا.
وأوضح أن المعامل التي وفرتها لنا إدارة الكلية الفنية العسكرية وفرت علينا الكثير من الوقت والجهد، خاصة أنها معامل متقدمة، قائلا "لولا هذه التجارب التي تمت بالكلية الفنية العسكرية لخرج المشروع عبارة عن دراسات نظرية علي الورق فقط".
وأوضح أن فكرة المسابقة كانت انطلاقا من الكلية الفنية العسكرية وبدأنا الاشتراك معهم ونفذنا الصاروخ الذي كنا نسعي لتنفيذه وفقا للمهام المطلوبة في.. أعتقد أن هذه المشاركة كانت موضع استفادة من الجميع.
فيما أوضح الطالب مقاتل أحمد محمد مغازي الفرقة الثالثة تخصص اتصالات بالكلية الفنية العسكرية، قائلا "ضم الفريق 16 طالبا نصفهم من طلاب الكلية الفنية العسكرية والنصف الآخر من معهد طيران إمبابة، مضيفا أن مشروع الصاروخ مقسم إلي جزءين، ميكانيكي وإلكتروني.
وتابع "مشاركتي في المسابقة أضافت لي الكثير , وتعتبر أول تجربة طلابية لنا كفريق نعمل في اتجاه ولنا هدف واحد، فضلا عن الاحتكاك المباشر بطلاب الجامعات العالمية والتعرف علي نماذج تفكير خاصة بكل مشروع وما يمثله فضلا عن التعرف علي تقنيات مختلفة من خلال المسابقة بما يفتح لدينا آفاقا وأفكارا جديدة قد تولد فيما بعد مشروعات أكثر عمقا"، لاسيما أننا اكتشفنا أن الفجوة المعرفية بيننا وبين الدول المتقدمة ليست بالأمر الكبير، ولكن ربما تختلف في أمور بسيطة.
أما أحمد حسني من معهد الهندسة وتكنولوجيا الطيران وطالب بالبكالوريوس فقال "شاركت في مسابقة الصاروخ والذي كان مشروع التخرج لي، حيث تم تنفيذ التصميم بالتعاون مع الكلية الفنية العسكرية"، مشددا علي أنها كانت تجربة مميزة جدا بالنسبة لنا جميعا وتعلمنا العديد من المعلومات، والأهم ليس المركز بقدر الاستفادة الحقيقية من المشاركة.
وأوضح أننا لم ندرس من قبل كيفية تصنيع الصواريخ لأن التخصص في الطائرات فقط، مضيفا "لكنني تعلمت وأصبح لدي خبرة في تصنيع الصاروخ من خلال هذه المسابقة، وساعدنا في هذا اعضاء هيئة التدريس بالكلية الفنية العسكرية، بخلاف ترشيحاتهم للعديد من الكتب التي أفادتنا كثيرا في موضوع البحث الخاص بنا، وحتي علي مستوي الاختبارات والتقييم قبل الذهاب للمشاركة في المسابقة العالمية كانت مفيدة جدا لنا، في النهاية كل خطوة من خطوات هذا المشروع هي استفادة كبيرة ومكسب لكل الطلاب".
فيما أوضح الطالب مقاتل محمد أحمد النحاس بالفرقة الثانية قسم الكهرباء بالكلية الفنية العسكرية أنه شارك في مشروع الصواريخ والذي بدأ مع بداية العام الدراسي، حيث تكون الفريق من أكثر من 40 طالبا، مضيفا "نمر بمراحل عديدة في التقييم حيث اختبارات التصفية والمادة العلمية واللغة والتخصص والتقنيات الفنية,إلي أن يتم الاستقرار علي فريق العمل المشارك بالمسابقة".
وتابع النحاس "كانت المهمة المطلوبة من الفريق هو تصنيع صاروخ يرتفع لمسافة قدرها 3 كم لا تزيد أو تقل ثم يفتح البارشوت وينزل سليما ويحمل وزن 5 كجم زيادة فوق وزنه والا تكون لها علاقة بمحتويات الصاروخ أو تكوينه الاصلي أي وزن مضاف اليه بغرض تركيب مثلا كاميرا مستقبلية أو جاهز راداري أو شيء من هذا القبيل.
وتابع أن الفكرة قد تبدو سهلة إلا أن تنفيذها كان صعب جدا لاسيما مع الخبرة الضعيفة للفريق المشارك.
طائرة بدون طيار
فيما أوضح الطالب مقاتل علي رضا باليزيد، الفرقة الرابعة بالكلية الفنية العسكرية، أنه شارك في مسابقة طائرة بدون طيار من ضمن فريق مكون من 15 طالبا منهم 11 من الكلية الفنية العسكرية و2 من الكلية الجوية وزميلان من معهد هندسة الطيران بإمبابة، والتي أطلق عليها اسم "سكاي سندر"، وقمنا خلال الفترة الدراسية بالعديد من الخطوات والتي تابعنا فيها عددا من المشرفين وأعضاء هيئة التدريس، حيث تهتم إدارة الكلية بمشاركة أبنائها في العديد من المسابقات العالمية لرفع الكفاءة من الناحية العملية والتي يمكن أن تمنحنا الخبرات من خلال التعلم والمشاركة العملية.
وشدد علي أن اختيار ادارة الكلية وقع علي هذه المسابقة للمشاركة فيها، قائلا "في البداية كان الطلاب يجدون صعوبة في الانضمام والمشاركة بالمسابقة، خاصة أنها مقتصرة علي الكليات الموجودة ببريطانيا فقط إلا أننا استطعنا الانضمام والمشاركة وحصلنا خلالها علي المركز السادس من بين 17 فريق خاض التصفية".
وأوضح أن هناك العديد من المهام التي تسبق المشاركة قام اعضاء الفريق باجتيازها بنجاح، مضيفا أن هذا المركز جيد بالنسبة لكونها أول مرة فضلا عن أن تجربتنا أثمرت عن فتح هذه المسابقة خلال العام القادم لتضم العديد من الدول التي يمكن المشاركة فيها بل أن بعد المجهود الذي شاهدته الدول طالبت مصر أن تشارك معها في تنظيم المسابقة العام القادم.
فيما تحدث الطالب مقاتل باسم حسن محمد، الفرقة الثالثة ميكانيكا طيران بالفنية العسكرية، عن أهم الصعوبات التي واجهتنا خلال اعداد والمشاركة في هذا المشروع، مضيفا أن العام القادم سيختلف الأمر تماما في المشاركة المصرية.
وشدد علي أن أداء المهام للطائرة في مصر اختلف عن بريطانيا لأن الطائرة مثلا تم تجربتها أكثر من حوالي 5-6 مرات، وأدت مهامها بكفاءة
وأكد أن طبيعة العمل مع طلاب الكليات المدنية متختلف كثيرا لأننا تعاملنا كفريق عمل، ونحن نقوم بتقسيم انفسنا لمجموعات وكل واحد له اسلوب عمل خاص به، وعليه أن ينتهي في الموعد المحدد.,