قال وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد الدين راضي إن إنشاء مصنع لأدوية الأورام بالشراكة بين فاكسيرا والهيئة القومية للإنتاج الحربي وشركة فاركو للأدوية يأتي في إطار اتجاه الدولة للتعاون بين مؤسساتها وبين القطاع الخاص.
وأكد وزير الصحة -خلال توقيع بروتوكول تعاون من خلال الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص لإنشاء أول مصنع لإنتاج أدوية الأورام في مصر اليوم الاثنين- أن الدولة حريصة على توفير الأدوية الحيوية بأسعار مناسبة للمواطن المصري، منها أدوية مرضى الأورام، خاصة مع ارتفاع أسعار الدولار والعملات الصعبة، ونقص هذه الأدوية وبدائلها في السوق.
وأشار إلى أن الهدف من البروتوكول هو النهوض بصناعة الدواء بشكل عام في مصر، وتوفير العلاج لمرضى السرطان بشكل خاص، والعمل على تشجيع تصدير الدواء المصري للخارج،موضحا أن المصنع سيتم إنشاؤه بمجمع فاكسيرا الصناعي بمدينة 6 أكتوبر على مساحة 61 ألف متر، ويضم أيضا مشروع إنشاء مصنع للسرنجات ذاتية التدمير، ومصنع لقاح انفلونزا الطيور، ومشروع تصنيع الأنسولين.
وأوضح وزير الصحة أنه من المتوقع أن ينتج هذا المصنع حوالي 100 صنف من الأشكال الدوائية المختلفة "أقراص، وكبسول، فيال، أمبول"، وتم اختيار هذه الأصناف بالتنسيق مع اللجنة العليا للأورام لتغطية العجز في أدوية الأورام وتوفيرها للمواطن المصري بأسعار مناسبة وتوفير العملة الصعبة.
ولفت إلى أن الدراسة التي تم إعدادها عن الوضع الحالي لسوق أدوية الأورام في مصر تشير إلى أنه يتم تداول حوالي 300 مركب في أشكال صيدلية متعددة، يتم استيراد 95% من هذه المنتجات، لذلك فإن توفر هذه المنتجات يتأثر بعوامل عدة، ومن مصلحة المريض المصري أن يكون هناك منتج مصري يضمن توافره بصفة مستمرة.
وتابع وزير الصحة أنه تم اختيار 59 مركبا كيميائيا ليستخدم في إنتاج 103 منتجات صيدلية لتغطي احتياجات السوق المصري للمناقصات بنسبة 96%، مبينا أنه تم اختيار هذه المنتجات طبقا لعدة عوامل، منها النواقص التي يعاني منها السوق المصري، وكذلك المنتجات الأعلى في معدلات الاستخدام في جميع مناقصات الجمهورية، إضافة إلى توصيات لجنة الأورام بوزارة الصحة.
جدير بالذكر أن السوق العالمي للدواء يتجه للاستثمار في 3 مجالات هي أدوية الأورام بما يعادل 100 مليار دولار، وأدوية الفيروس الكبدي سي بما يعادل 100 مليار دولار، وأدوية مرض السكرى بما يعادل 78 مليار دولار، لذلك فإن الأدوية المضادة للأورام تحتل المرتبة الأولى في ترتيب الأدوية عالميا.
من جهتها، قالت رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، الدكتورة ألفت غراب إن اختيار وزير الصحة والسكان لفاكسيرا للدخول في هذا المشروع يأتي استمرارا لدعمه لشركة فاكسيرا وجهوده الحثيثة لتعظيم الاستفادة من إمكانيات الشركة من أصولها الثابتة وكوادرها الفنية، لما للشركة من قيمة كبيرة في صناعة المستحضرات الطبية الحيوية، فهي تعد واحدة من أعرق المؤسسات الطبية في مصر، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1881.
وأشارت إلى أن هذا المصنع سيساهم أيضا في استغلال الكفاءات العلمية بفاكسيرا، وتوفير فرص عمل إضافية، وسوف تغطي الطاقة الإنتاجية لهذا المشروع احتياجات السوق المحلي والفائض للتصدير.
بدورها قالت المدير التنفيذي لشركة فاركو الدكتورة شيرين حلمي إن الشركة اختارت خوض الصراع ضد الأمراض المزمنة والمتفشية في المجتمع المصري، ووضعت استراتيجية طموحة في إطار زمني محدد للقضاء على فيروس سي والأورام السرطانية كأولوية قصوى، وجاء التعاون مع وزارة الإنتاج الحربى وفاكسيرا من أجل تنفيذ مشروع إنشاء مصنع لأدوية الأورام وسد حاجة السوق المصري الذي يعاني من نقص شديد في أكثر من 300 مركب يتم استيرادها من الخارج وبتكلفة لا تناسب المريض المصري، لذلك تكفلت فاركو بالتمويل والدعم الفني والتسويق لمنتجات المصنع بالخارج.
ولفت إلى أن الهدف هو بدء إنتاج المصنع في عام 2018، مشيرا إلى أن معايير اختيار المنتجات المصنعة خضعت لبحوث السوق وتوصيات معهد الأورام القومي ولجنة الأورام بوزارة الصحة.
ووقع البروتوكول رئيس الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات ممثلة عن وزارة الصحة والسكان، ورئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربي ممثلة عن وزارة الإنتاج الحربي، ورئيس شركة فاركو للأدوية ممثلة عن القطاع الخاص، وشهد التوقيع وزير الإنتاج الحربي اللواء محمد العصار.