تربعت الفنان نادية لطفي على عرش قلوب جماهيرها، وأطلقوا عليها "فتاة الحلم" وأطلق عليها العندليب عبد الحليم حافظ لقب "العندليبة الشقراء".
وتمر نادية لطفي بأزمة صحية، ومن المقرر أن تجري فى الساعات الحالية عملية جراحية، وطالبت محبيها بعدم نشر أخبارها الصحية فى الوقت الحالي.
حياة نادية لطفي بها الكثير من المحطات ما بين المجد والشهرة والنضال والعزلة والمرض، نستعرضها في التقرير التالي:
1- اسمها الحقيقي بولا محمد لطفي شفيق والدها هو المحاسب الصعيدي محمد شفيق من مدينة قنا إحدى مدن الصعيد المصري، أما والدتها فهي من مدينة الزقازيق إحدى مدن محافظة الشرقية التي تقع على خط الدلتا
2- وقفت على مسرح المدرسة في العاشرة من عمرها لتواجه الجمهور لأول مرة، وكانت آخر مرة في اعتقادها بسبب نسيانها حوار الرواية على الرغم من براعتها في أداء دورها في البروفات، جعلها هذا الموقف تعتقد أن التمثيل ليس بالهواية المناسبة، وتنقلت بين العديد من الهوايات كان أولها الرسم الذي كانت تمارسه بصعوبة بسبب قيود والدها الصعيدي.
3- أحبها ابن الجيران الضابط البحري الذي طلبها للزواج، فوافقت على الفور، حيث كان الزواج بالنسبة لها هو الحياة الجديدة التي مارست فيها جميع هواياتها دون قيد أو شرط، وتنقلت بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والكتابة لتبحث عن الهواية التي تشبع روحها دون أدنى تفكير في الرجوع لهوايتها القديمة التمثيل.
4- الصدفة لعبت دورا أساسيا في الرجوع لهوايتها القديمة، بل واحترافها والحصول على بطولة مطلقة في أول وقوف لها أمام الكاميرا، حيث كانت بولا أو بومبي كما كان يحب والدها أن يناديها من بين المدعوين على حفل عيد الأسرة بمنزل صديق العائلة المنتج جان خوري، وكان من بين المدعوين المنتج السينمائي الشهير رمسيس نجيب الذي رأى فيها بطلة فيلمه الجديد الذي كان بصدد تحضيره وقتها "سلطان " أمام وحش الشاشة الراحل فريد شوقي، وكان ذلك عام 1958، وهو نفس العام الذي شهد الميلاد الفني لصديقة عمرها سندريلا الشاشة العربية الراحلة سعاد حسني، لتشهد السينما العربية ظهور جيل جديد من الفنانات يستطيع أداء مختلف الأدوار والألوان بنفس البراعة.
5- اقترح المنتج الراحل عدة أسماء لـ"بولا" لأن اسمها لم يكن مألوفًا على أذن عشاق السينما وقتها، وكان سميحة حمدي أو سميحة حسين من بين الأسماء المقترحة، ولكن بولا المثقفة التي شجعتها والدتها فاطمة على القراءة منذ الصغر، اختارت اسم نادية لطفي بطلة رواية "لا أنام " لمبدعها إحسان عبد القدوس، ونال الاختيار إعجاب رمسيس نجيب، ولكنه أشعل غضب إحسان عبد القدوس الذي اعتبر استعارة اسم إحدى بطلات رواياته من دون إذن منه أمرا غير مشروع، وكانت النتيجة دعوى قضائية في المحكمة يطالب فيها بحقه الأدبي.
6- تزوجت نادية لطفي ثلاث مرات، وكان أول زواج قبل بلوغها العشرين من عمرها من ابن الجيران الضابط البحري عادل البشاري، وهو والد ابنها الوحيد أحمد الذي تخرج من كلية التجارة ويعمل في أحد البنوك، أما الزواج الثاني من المهندس إبراهيم صادق، شقيق الدكتور حاتم صادق، زوج منى ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان هذا في أوائل السبعينيات، ويعتبر أطول زواج لها، وكان الزوج الثالث في حياة نادية لطفي رغم قصر مدة زواجهما هو شيخ مصوري مؤسسة دار الهلال الصحفية محمد صبري.
7- عشقت نادية لطفي فنون المطبخ وأتقنتها بنفس طريقة إتقانها للسياسة، فتاريخها النضالي يرجع لعام 1956 وقت العدوان الثلاثي على مصر وقبل دخولها عالم الفن. ونقلت مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني أثناء حرب أكتوبر بين الجرحى لرعايتهم، ولها دور مؤكد كفنانة عربية مثقفة في القضية الفلسطينية، حيث قضت أسبوعين في صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وكان الموت يطاردها في كل لحظة، وكانت تحتفظ في مكتبتها الخاصة بـ 25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها وقت الحصار الإسرائيلي للمقاومة الفلسطينية ببيروت، كما قامت بممارسة هوايتها القديمة في التصوير، وقامت بتسجيل 40 ساعة تصوير في القرى والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسرى المصريين في حربي 1956 و1967 حول الجرائم الإسرائيلية.
8- لم يقتصر فن نادية لطفي على التمثيل في أفلامها فقط، ولكنها حاولت في مجال الإنتاج وقامت بإنتاج فيلم تسجيلي باسم "دير سانت كاترين" في السبعينات، وأنفقت عليه ما يقرب من 36 ألف جنيه مصري، وهو يعتبر مبلغا ضخما في ذلك الوقت، وشعرت بالإحباط عندما عرض عليها التلفزيون المصري شراءه بألف جنيه فقط.
9- بلغ الرصيد الفني للفنانة نادية لطفي حوالي 75 فيلما سينمائيًا على مدار 30 عامًا، ومن أبرز أعمالها: "الناصر صلاح الدين، والسبع بنات، وحياة عازب، والخطايا، وأبي فوق الشجرة، والسمان والخريف، والنظارة السوداء، وللرجال فقط، وبين القصرين، وعدو المرأة، والإخوة الأعداء" وكان آخر أفلامها "الأب الشرعي عام 1988.
10- لم تقدم نادية لطفي سوى عمل تليفزيوني واحد بعنوان "ناس ولاد ناس"، بالإضافة إلى عمل مسرحي وحيد أيضا بعنوان "بمبة كشر".
11- نالت نادية لطفي الكثير من الجوائز خلال مشوارها الفني حيث حصلت على جائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم السبع بنات، وجائزة المؤسسة العامة للسينما عن فيلم أيام الحب، كما حصلت على جائزة مهرجان طنجة، والتقدير الذهبي من المغرب عام 1968م، بالإضافة إلى التقدير الذهبي من الجمعية المصرية لكتاب السينما عن دورها في فيلم "رحلة داخل امرأة"