الدنيا ما بتقفش عند حد

  دومًا تبتدئ نهايتك بـ"الدنيا ما بتقفش عند حد". تلك الجملة التي توقفها أنت في آخر المحطات نفقا وحيدا لعبورك النفسي. أو تشهرها بصوت ضخم تُصدّي به كمّ الحزن الجارف لك. تبتر به صدى قلبك المتسرّب من حكاياتك القديمة. جسرك الهوائيّ وشخصك الثاني فيك.

دوما ما توقف الجُملةَ لتمضي. "الدنيا ما بتقفش"، جملة واقفة نافية نافرة فاعلة مجهولة بقولك "حد". لا "حدّ" في الحكاية، إلّا أنك تستثمر خيالاتك في رسم شخص دافع يقف خلفك.

حبيبك أصبح عدوّك بهذه الجملة،، هو من سيمنعك عن الحياة إن أحببته. هو من سيقعدك عن الدنيا إن وقفتْ لكما.

جملة ظرفية تفرض أنانيتك "عند حد". "عند". لم تقل "له". وقوفك أيضًا كان يوضح ذهابك إليه. ذهابك لأجلك. مجيئك له.. لك.

تَرى طريقا واحدة في ممشى ذكراك. لذا، فأنت دوما تحاول أن تزيح قلبك عن الطريق لتجتاز.

وتفرّق وجعك ما بين ممشيين لدمعك على وجنتين. وتحار في المنتصف.

أعرف أنك تائهة وحزين. ومفرَّق بين أحلام. أعرف أن القمم غير ملتصقة. لذا فأنت مضطرب في مشيك. مضطر للقفز بين أزمان حاليّة ومجهولة، ربما مصباحك الواحد في يدك قابل للكسر. وللظلام شعب كثيرة وعميقة. لم تزرع في عينيك معبرين من ضوء. أنت تخشى من ظلال الرموش.

تَرى طريقا واحدة في ممشى ذكراك. وتقول: "الدنيا"؟؟!

أنت تقاطع حزنك في نفسك. ثمة شوارع للعالم وجسور. وأشخاص بيض وسود.

لا أحد يحمل معه أحدا من تقاطع. التقاطع سلام أخير. والسلام أحضان أكفّ دافئة. وإن كانت حزينة. تحمل خطوطا لأقدار مشتتة.

لا تقل "الدنيا"، وحديثك حيال شخص وحيد. اجهر بأنك تتحدث عن نفسك. صرّح بأنك خائف ومتأخّر. تقيم في عالمك الخاص معك. غائص تعبر أفكارك الهلامية. مع أشخاص الأحلام الميتة تقيم. والأحلام الفارغة، والأحلام الذكرى. الكراسي كلها لك. فقط. الشوق حارس حلمك الوحيد، يستفزك كلّ عجزٍ للبكاء.

يا أيها الــ أبدا أنت وحدك. لا تتقاطع. ولا تعبرك الموازي لك بالداخل. ولا تخرج من حزنك إلا طافيًا فوق جملة مهزوزة. ليست لوجعك الآن.

"الدنيا فعلا ما بتقفش". لكنها "ما بتمشيش". والشرايين طرق منتهية في القلب. إلى أي مدى تحتاج حلمك؟ من أي بداية ستبدأ؟ من أي نهاية ستعود؟ ستعود لتبدأ؟

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام (0-2) بالدوري الإنجليزي | الثاني لتوتنهام