أعطى رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، الضوء الأخضر للرئيس السوري بشار الأسد للبقاء في حكومة انتقالية في سوريا، في تحول كبير في السياسة التركية لسوريا أقر يلديريم بأن الاتفاق مع روسيا على تطبيع العلاقات له "دور كبير" في هذا التغيير.
وذكر رئيس تحرير صحيفة حريت ديلي نيوز مراد يتكين، في مقال له، إن نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموس كان أول من أشار إلى تحول في السياسة حيال سوريا، إذ قال في 19 أغسطس إن كثيرًا من معاناة تركيا ناجمة من السياسية السورية، وأنه يتمنى لو أمكن التوصل إلى حل قابل للحياة قبل الآن، ولكن تركيا شأنها شأن دول أخرى أخفقت في تحقيق ذلك.
500 ألف قتيل.. ولكن
يتساءل يتكين، هل يكون الحل مع الأسد أو من دونه؟، لافتًا إلى أنه حتى الآن أصر حزب العدالة والتنمية على أن تنحي الأسد ضروري للسلام في سوريا. وهذا الطلب كان أحد أسس السياسة التركية حيال سوريا، عندما كان أردوغان رئيسًا للوزراء وأحمد داود أوغلو وزيرًا للخارجية، ولاحقًا عندما صار أردوغان رئيسًا وداود أوغلو رئيسًا للوزراء.
وقل يليديرم: "يداه ملطختان بدماء 500 ألف قتيل"، في إشارة إلى بشار الأسد، "فهل ستتمكن سوريا من تحمل هذا العبء؟ حاليًا يرى كل من روسيا وأمريكا إن هذا الأمر غير ممكن على المدى الطويل. ولكن لحكومة انتقالية، يمكن أن نجلس ونتحدث. من الواضح أنه شئنا أم أبينًا، الأسد هو لاعب".
تقييد المسألة بشخص
وهل هذا يعني أن تركيا ستتحاور مع الأسد؟ أجاب يلديريم بأن "نظراء الأسد هم معارضو النظام السوري...ليس واردًا أن نتحدث معه. هم (الأسد والمعارضة) المعنيون. عليهم الجلوس والتحدث... تقييد المسألة بأمر واحد أو شخص واحد يعني أنك توافق على الجمود".
إذا، يقول يتكين، لا يؤيد يلديريم تقييد السلام في سوريا بإزاحة الأسد، أقله في الفترة الانتقالية. وقد أشار ايضًا إلى الطبيعة الطائفية لنظام الأسد، قائلًا ضد حكومة "ذات توجهات إتنية".
وحدة سوريا
أما تشديد تركيا على وحدة سوريا فنابع من التهديدات المتزايدة من كل من داعش وحرب العمال الكردستاني المحظور. ولا تبدي أنقرة ارتياحًا للتعاون بين حزب الاتحاد الديموقراطي وواشنطن ضد داعش، وخصوصًا لأنها تعتبر البي واي دي امتدادًا للعمال الكردستاني.
سبب آخر للتحول
ويضيف يلديريم أن امتداد "الحرب في سوريا يرتد علينا إرهابًا انفصاليًا"، مقدمًا سببًا آخر لتحول السياسة التركية في سوريا.
المستحيل...ممكن
وسألت حريت وديلي صباح يلديريم كيف أمكن هذا التحول الذي كان مستحيلًا في عهد أردوغان-داود أوغلو، ممكنًا في عهد أردوغان-يلديريم، فأجاب رئيس الوزراء: "إيجاد حل هو الأمر الأكثر أهمية لنا...من المهم ألا يموت مزيد من الناس. إذا أردنا إنقاذ هؤلاء الناس ومعالجة جروحهم النازفة، كل الأمور الأخرى تصير تفاصيل. الأمور الأخرى يمكن البحث فيها وإيجاد حل. وكما قلت، لا يمكن الأسد أن يكون شخصية موحدة في سوريا على المدى البعيد،هذا مستحيل. الدول الرئيسية المعنية، الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية ودول أخرى يجب أن تتحد، وعلى تركيا بذل مزيد من الجهود في هذا الشأن".
بايدن
وتشبه هذه المقاربة اقتراح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجداروغلو لأردوغان،عندما كان رئيسًا للوزراء قبل أربع سنوات.
وهذه المسألة قد تطرح مجددًا في فطور العمل بين يلديريم وكيليجداروغلو ودولت بهجلي، زعيم الحركة القومية اليوم.
كذلك، يمكن زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء أن تشكل موعدًا مهمًا آخر في الخط الجديد ليلديريم. وقد تستأثر سوريا بالحيز الأهم من المحادثات، مع مطالبة أنقرة باسترداد فتح الله غولن.