فنانة استطاعت أن ترسم شخصيتها الفنية بشكل مختلف عن أبناء جيلها، أطلقوا عليها" عذراء السينما" بعد امتناعها عن الزواج، وهبت حياتها لمحراب الفن لتكون نجمة لها إطلالة خاصة بين النجوم وهي الفنانة أمينة رزق التى تحل اليوم ذكري وفاتها الـ13.
اشتهرت بالأدوار التي تجسد فيها دور الأم، حتي أطلق عليها أكثر من لقب مثل "عذراء الشاشة، أم السينما"، شاركت في أكثر من 150 فيلما.
نشأتها
ولدت الفنانة أمينة رزق في مدينة طنطا، وبدأت دراستها عام 1916في مدرسة ضياء الشرق، ثم انتقلت ووالدتها للعيش في القاهرة مع خالتها الفنانة أمينة محمد إثر وفاة والدها وكان عمرها 8 سنوات.
البداية الفنية
بدايتها الفنية كانت علي المسرح عام 1922، وظهرت في مسرحية "راسبوتين" مع الفنان يوسف وهبي عام 1924، التي كانت تحبه بشدة، وقامت بالغناء إلى جوار خالتها في إحدى مسرحيات فرقة علي الكسار في مسارح روض الفرج.
قدمت أمينة الكثير من الأعمال التليفزيونية وكان من بينهم "السيرة الهلالية، الإمام البخاري، هاربات من الماضي، محمد رسول الله، وقال البحر، ليلة القبض على فاطمة، عصفور النار، بوابة المتولي، البشاير، ثمن الخوف، أوبرا عايدة، للعدالة وجوه كثيرة، هارون الرشيد، فارس الرومانسية، أوراق مصرية، أحلام مؤجلة، ضد التيار، خالتي صفية والدير".
السينما
شاركت في السينما بحوالي أكثر من 150 فيلم وكان من بينهم "بائعة الخبز، أريد حلًا، بداية ونهاية، التلميذة، قبلة في الصحراء، شفيقة القبطية، دعاء الكروان، شاويش نص الليل، ناصر 56، استاكوزا، الكيت كات، صراع الأحفاد، المولد، التوت والنبوت، الإنس والجن، العار، العاشقة ".
الجوائز
حصلت أمينة رزق عن أعمالها الفنية علي العديد من الجوائز كأفضل ممثلة، كما حصلت ايضا على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، وتم تعيينها عضوا بمجلس الشورى المصري عام 1991.
حبها العذري
ولم يكن انضمام أمينة لفرقة عميد المسرح العربي يوسف وهبي بداية حقيقة لفنها فقط، وإنما أيضا بداية لدقات قلبها التى شغلها حب العميد يوسف وهبى، إعجابها بفنه وإنسانيته وخفة ظله كانت أسبابا كافية لأن يتملك حبه من قلبها، لكنها لم تجرؤ يوما على البوح بما تعانيه، خاصة أنها لم تجد منها تجاوبا، حيث ظل يتزوج ويطلق أمام عينيها تاركا قلبها لينفطر دون أن يعلم.
ووصل الأمر إلى أن أمينة تنكّرت مرة فى زى خادمة، لتلعب دور مرسال الغرام بينه وبين إحدى حبيباته، فقد كانت تلك السيدة متزوجة، ورغم ذلك تجمع بينها وبين يوسف وهبى قصة حب كبيرة، وظلت أمينة توصل لها رسائله الغرامية حتى تم طلاقها من زوجها، وتزوجها وهبى فى النهاية.
كثيرون هم من يرجعون عدم زواج أمينة رزق طوال حياتها لهذه القصة أحادية الطرف التى عاشتها مع أستاذها ومكتشفها يوسف وهبى، لكنها توقعت لنفسها هذا الأمر منذ البداية، ففى أول حوار أجرته مع أحد البرامج، أكدت أنها لن تتزوج، ولا تسعى لأن يكون لديها بيت وأبناء، وتمنت أن تموت فى سن الخامسة والستين وألا ترد إلى أرزل العمر، وقالت إنها إذا ما أطال الله عمرها عن ذلك، ستتفرغ للدين، لتعوّض ما فاتها.
لم تكن أمينة وقتها تعرف أنها ستظل تعطى للفن حتى الرمق الأخير.
وفي 24 أغسطس عام 2003 رحلت الفنانة أمينة رزق عن عالمنا، عن عمر يناهز 93 عامًا، إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموي.