أوضح الدكتور شريف الجيار أستاذ مساعد النقد والأدب المقارن بجامعة بنى سويف، والوكيل السابق لوزارة الثقافة، أن مبادرة "مشروع المائة كتاب" لتلاميذ وطلاب المدارس والجامعات المصرية، هى مبادرة فكرية ثقافية تهدف إلى اصلاح المنظومة التعليمية فى المجتمع المصري، حيث تتجاوز فكرة محو أمية القراءة والكتابة إلى محو الأمية المعرفية ونشر آليات التفكير العلمى.
وأوضح الجيار، فى تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه سيتم اختيار مائة كتاب ممثلة لتاريخ الإنسانية ومراحله المختلفة، وتكون دالة على تطور الفكر الإنسانى وكاشفة للجهود التى مرت بها الإنسانية حتى تصل إلى واقعنا الحالى، من أدب وفلسفة وكتب علمية وتاريخية وشتى المجالات الأخري، ثم يتم إعدادها لتطبيقها على مراحل التعليم المختلفة من الابتدائية وحتى الجامعة.
وكان الدكتور شريف الجيار أطلق مبادرة "مشروع المائة كتاب"، اليوم الأربعاء، لتلاميذ وطلاب المدارس والجامعات المصرية، وذلك للوصول إلى خريج مصري مثقف وملم بجزء من الثقافة الإنسانية العالمية حتى يصبح فعالاً ومؤثراً فى مجتمعه والعالم، متمنياً دعم الرئيس السيسي لهذه المبادرة.
وأوضح الجيار، فى متن مبادرته التى أطلقها أن فكرة المبادرة تتمثل فى تَبَنِّى الدولة المصرية مشروعًا قوميًّا للمعرفة بين الشباب والخريجين.
وبيّن الجيار، أن العديد من التعليقات السلبية تنهال على نظام التعليم فى مصر، ويتخذ الكثيرون من مستوى الخريجين فى الكليات المتخصصة دليلاً على وجود مشكلة كبيرة فى هذا النظام، فالخريج يحصل على شهادة التخصص فى مجاله، إلا أنه لا يتجاوز هذا التخصص، فيمتلئ المجتمع بنماذج تمتلك علمًا فى مجال ما، لكنها فاقدة للمعرفة فى مفهومها البسيط!
وأكد الجيار فى مبادرته أن مشروعه يستهدف مباشرة الشباب فى مراحل التعليم المختلفة، من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة، فيما يستهدق بشكل غير مباشر الأسر المصرية بمختلف طبقاتها وبنياتها، والمجتمع المصرى بكافة طبقاته وبنياته، والمجتمع العربى باختلاف مناطقه الجغرافية ومواقفه السياسية.
ولم تغفل مبادرة الجيار استراتيجيات التنفيذ، مشددة على أن عدد من الخطوات والإجراءات العلمية والعملية، أولًا: تشكيل لجنة من المتخصصين فى العلوم المختلفة، وترشيح الكتب المهمة فى مختلف المجالات، والتى تنطبق عليها المعايير السابقة. ثانيًا استشارة كبار المثقفين والعلماء المتخصصين فى المجالات المختلفة لتحديد القائمة النهائية للكتب المختارة. وثالثًا ترتيب المائة كتاب، بحسب المراحل الدراسية التى سيتم تدريسها فيها، ورابعًا إعداد الكتب بحسب المرحلة الدراسية، حتى تناسب مستوى فهم الشريحة المستهدفة بها. وخامسًا إعداد مختصر عن طبيعة كل كتاب والتعريف بكاتبه وقيمته من الناحية التاريخية وأثره فى التجربة الإنسانية، وسادسًا تنظيم فعاليات تدريبية للمدرسين الذين سيقومون بشرح هذه الكتب للطلبة لتجهيزهم لهذه المهمة، وسابعًا: إعداد نماذج الاختبارات الشهرية والنهائية، بما يضمن استيعاب الكتاب وعدم الاعتماد على الحفظ والتلقين.
ويتوقع الجيار أن تنتج مبادرته عددًا من النتائج، من بينها ربط المعرفة بالتعليم وتغيير العادات السلوكية للأسر المصرية بالتدريج إلى الأفضل وإلى مواكبة العالم لمتقدم، كذلك بناء جيل قادر على الإضافة إلى العالم وتأهيله بما ينبغى من مقومات العالمية على مدار خمسة عشر عامًا، فضلًا عن زيادة الإسهامات المصرية من العلماء والمفكرين إلى العالم، والتأكيد على الدور الريادى الإقليمى والدولى لمصر ثقافيًّا ومعرفيًّا.