في إطار التطورات السياسية، التي تشهدها الساحة المصرية، استقبلت القاهرة العاهل الأردني، بالأمس، في حين استقبلت أول أمس ثلاثة وفود أجنبية، فمن جانبه بحث العاهل الأردني عبد الله الثاني، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، تطورات الأوضاع الإقليمية والعلاقات بين البلدين.
ووصل الملك الأردني إلى القاهرة، في زيارة رسمية لمصر تستغرق عدة ساعات، وكان في استقباله الرئيس المصري وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.
واتفق الجانبان على تكثيف التنسيق والتشاور على مختلف المستويات السياسية والأمنية بين البلدين، لاسيما في ضوء المواقف المصرية والأردنية المتشابهة تجاه الأزمات الإقليمية، مشددين على أهمية تعزيز دور المؤسسات العربية، كمدخل رئيسي لمعالجة الأزمات في المنطقة.
وأعاد الملك التأكيد، خلال اللقاء، على مواقف الأردن الثابتة إزاء دعم الشقيقة مصر، والتضامن الكامل معها ومساندتها في مختلف الظروف.
واتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية.
وبحث الزعيمان أهمية العمل للدفاع عن الإسلام ضد من يقومون على تشويه صورته الحقيقية السمحة، التي تنبذ العنف والتطرف، وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر.
وحول القضية الفلسطينية، تم التأكيد خلال المباحثات على ضرورة كسر الجمود في الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقا للمرجعيات الدولية، وصولًا إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
كما تطرقت المباحثات إلى الأوضاع في العراق، حيث توافقت رؤى الزعيمين على أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التي تواجهها، وبما يعزز أمن واستقرار العراق، ويدعم التوافق الوطني بين مختلف أطياف الشعب العراقي.
كما استقبلت القاهرة أيضا وزير الخارجية والتجارة المجرى بيتر زيجارتو، ووزيرة خارجية الأرجنتين والمرشحة لمنصب سكرتير عام الأمم المتحدة سوزانا مالكورا، ووفد رجال الأعمال الأمريكي للأمن القومي؛ حيث أجروا العديد من اللقاءات مع رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ووزراء الخارجية والتعاون الدولي والصناعة والتجارة.
وبحثت اللقاءات تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وتلك الدول كما تناولت اللقاءات تطورات الأوضاع الإقليمية في المنطقة وما تبذله مصر من جهود دءوبة في سبيل إيجاد حلول سياسية للأزمات القائمة في كل من سوريا وليبيا واليمن بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية فضلا عن سبل الارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي وزيادة التنسيق بين مصر وتلك الدول في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
ومن جانبها، ناقشت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، بيتر زيجارتو، وزير الخارجية والتجارة المجرى، والوفد المرافق له، تعزيز التعاون فى مجالات توريد قاطرات للسكك الحديدية، وتم التطرق لمشروع توريد وتصنيع 700عربة قطار لصالح الهيئة القومية لسكك حديد مصر، والذى سيقوم الجانب المجرى بتمويله من خلال بنك تنمية الصادرات المجرى "اكسيم بنك".
وأشادت الوزيرة، وفقا لبيان لها، بصفتها رئيس اللجنة المشتركة مع المجر، بالعلاقات المصرية المجرية، مشيرة إلى التعاون الاقتصادى المتميز بين البلدين، والذى ظهر مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأخيرة إلى المجر، ثم زيارة فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر إلى مصر. وناقشت نصر، ووزير الخارجية والتجارى المجرى، تعزيز التعاون فى مجالات توريد قاطرات للسكك الحديدية، وفق ما يتناسب مع أولويات الشعب المصرى وبرنامج الحكومة المصرية الذى أقره مجلس النواب.
وبحث الجانبان، عقد اجتماعات الدورة الثالثة للجنة المشتركة المصرية المجرية للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى، حيث تم الاتفاق على عقدها خلال شهر فبراير 2017 بالقاهرة برئاسة وزيرة التعاون الدولى عن الجانب المصرى ووزير الدولة للدبلوماسية الاقتصادية عن الجانب المجرى، حيث من المنتظر بحث التعاون فى العديد من المجالات، أبرزها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وحماية المستهلك ومراقبة الأسواق، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وتطرق الجانبان إلى التعاون فى مجال البيوت الخضراء وإمكانية تقديم الجانب المجرى تمويل فى هذا المجال.
وفى هذا الإطار، وعد الوزير المجرى بدراسة هذا المشروع، نظرًا لاهتمام المجر بالبيئة النظيفة وخاصة فى مجال الأحزمة الخضراء.