فى الوقت الذى يحتفل العالم كله بأبطاله، يجد العرب أنفسهم مشتبكين مع سؤال جدلى صعب الحصول على إجابة له، وهو هل تتناسب الإنجازات العربية فى الأولمبياد مع الإمكانات والقدرات العربية؟ أو لماذا نتأخر دائمًا فى الترتيب؟
وربما قد يأتى السؤال فى أى صيغة أخرى، موقع ar.hao123 كان له رد فعل مختلف على الأداء العربى فى الأولمبياد، حيث لم يسعى للبحث فى الأسباب، كما لم يحاول إجابة أى من هذه الأسئلة المتكررة، ولم يهتم بما لم يحدث من نجاح “كان ممكن” واهتم فقط بما تحقق من نجاح فخصص مساحة كبيرة لوضع صور الأبطال وإنجازاتهم مع تصريح قصير منهم على صفحتة الرئيسية، وبما إننا نعلم إن الموقع ونشاطه الرئيسى هو خدمات الانترنت والتكنولوجيا، فوددنا أن نعرف أكثر عن سر اهتماهم المفاجئ بالرياضة، وسبب هذا التوجه المغاير للسائد.
“طالما اعتقدنا فى hao123 ar.أن القصص الإيجابية والناجحة لها قدرة أكبر على التأثير، فبدلًا من الصراع حول الأسباب ومبررات القصص الأقل نجاحًا، يمكننا أن نضع الإنجازات أمام أعين الجميع لنثبت إنها ممكنة، وقابلة للتحقق ونشجع أنفسناعلى استلهامها فى التحديات التى تواجهنا” كان هذا أول تعليق من “لو تشاو تشاو” المدير الإقليمى لإدارة التسويق فى شركة Baidu، عملاق التكنولوجيا الصينى، ثم أضافت “لقد تعلمنا عدة دروس من التجارب العربية فى الأولمبياد، لم نتعامل مع الأمر كمتفرجين لا شأن لهم بما يدور بحجة التباعد مابين مجالى التكنولوجيا والرياضة، بل اجتهدنا منذ اللحظة الأولى فى محاولة فهم الملامح العامة لهذا النجاح وكيف يمكننا أن نسلك درب أولئك الأبطال الذين جاءوا من أماكن مختلفة فى الوطن العربى لكنهم يحملون صفات متشابهة”.
وفقًا لشركة بايدو، والعاملين على موقع hao123 ar.، قائمة الملاحظات التى تم تسجيلها حول المشاركة العربية فى ريو يمكن اختصارها فى التالي: أولًا، العرب لا يخسرون اللقاءات الحاسمة - إلا ما ندر، قواعد الألعاب الأولمبية تمنح الخاسر فى اللقاء النهائى الميدالية الفضية، وتمنح الفائز فى لقاء تحديد المراكز ميدالية برونزية، وإذا نظرت لتوزيع الميداليات العربية، سترى إن أغلبية العرب الذين اعتلو منصات التتويج كانو فائزين فى آخر لقاءاتهم.
ثانيًا: التفوق الفردى سر النجاح، كل الميداليات التى حققها أبطال العرب هى فى مسابقات فردية، ليست جماعية، أو متتابعة، أو حتى ثنائية.
ثالثًا: كلما وُضعت تحت ضغط كانت النتيجة أفضل، على الرغم من أن لا أحد يجروء على التشكيك فى قاعدة إن البطل الأوليمبى يحتاج لظروف مثالية وأجواء مهيئة لصالحة، إلا إن أبطال العرب شككوا فى هذه القاعدة بتحديهم لظروف صعبة والمراهنةعلى احتمالات غير واقعية، وإن نظرت للصورة الأكبر ستجد إن دولة بأكملها حققت أفضل إنجازاتها حين تم منعها من المشاركة الرسمية، وهى الكويت.
رابعًا: التوقعات؟ ليست دقيقة دائمًا: قبل بدء الدورة الأولمبية الحالية، كان هناك العديد من الأسماء المرشحة وأسماء أخرى تشارك من أجل اكتساب الخبرات والتمثيل المشرف، الغريب فى الأمر إنه حتى الآن العديد من الأسماء المرشحة لم يحالفها النجاح، وأسماء أخرى كانت تطمح لاكتساب الخبرة فاكتسبت ميدالية.هذا لا ينفى إن البعض اشترك من أجل اكتساب الخبرة، وبالفعل اشترك، وأن كنا لسنا متأكدين إن كانو اكتسبو خبرة أم لا!
أخيرًا: يسرى ماردينى، الشابة السورية التى هربت من جحيم الحرب وتعطلت مركبها فى عرض البحر واضطرت هى واثنين آخرين أن يسبحو حتى الشاطئ جارين معهم المركب بمن بقى فيها لمدة ثلاث ساعت، تمكنت من التأهل للأولمبياد.وفى المسافة مابين الهروب من الحرب السورية، لتركيا، للشاطئ اليونانى، ثم المترجم المصرى الذى ساعدها، ثم ألمانيا التى دربتها، ثم المسابقة فى البرازيل، والاحتفاء العالمى بها، اتحد العالم كله للحظات قليلة خلف حلم شابة صغيرة حملت قصتها كل المعانى النبيلة لممارسة الرياضة.
قد نختلف أو نتفق مع هذه الملاحظات لكننا لا ننكر إنها تدل على متابعة دقيقة ومتأنية للمشهد، لذلك سألنا “تشاو تشاو” عن ماذا قد تستفيد الشركة من مشاهدة وتحليل الأداء الرياضى العربى، فأجابت مازحة: “يمكننا أن نجمع كل الملاحظات ونقدم منتج تكنولوجى يفوز فى اللحظات الحاسمة، ويتفوق على منافسيه بشكل فردى، ويصمد تحت أى ضغوط، ويخالف كل التوقعات ويفوقها بكثير، ويحمل رسالة توحد العالم، ” ثم أضافت بشكل أكثر جدية “ نحن فى hao123 ar.، وصلنا لقائمة أفضل 10 مواقع عربية وفقًا لأليكسا وحققنا المركز السادس كأفضل مركز، من خلال أكثر من ستة ملايين مستخدم يومى يثقون بنا كمرجع للحصول على الاستفادة القصوى من الانترنت، سواء كانت فى العثور على محتوى محدد أو سرعة الدخول إلى مواقع بعينها، أو بتوفير المواد على صفحاتنا، وقد نجحنا فى ذلك من خلال الاعتماد على التجربة المحلية وتصميم منتجات خصيصًا للمنطقة العربية مثل تطبيق “Muslim touch” الذى يسعى لأن يكون الدليل المتكامل للمسلم، كل ذلك لا يمكننا الوصول له دون أن نفهم طبيعة المستخدم العربى الذى هو إنعكاس لجوهر الثقافة العربية، ونستبق دائمًا احتياجاته ونقدم له الحلول” ثم أنهت قائلة “ كل ذلك لا ينفى إن الاحتفال بالأبطال لا يحتاج إلى مبررات، وقد ترى أن الإنجاز صغير، أو يظن أحدهم إنه غير هام، لكن الأبطال دائمًا يستحقون الإشادة، ونحن مثلكم فخورون بهم”.
الجدير بالذكر إن موقع hao123 ar.يعتبر دليل المواقع الأكثر انتشارًا فى المنطقة العربية بمتوسط يومى لعدد المستخدمين يتجاوز الستة ملايين مستخدم، متركزين بشكل رئيسى فى مصر والسعودية، والإمارات، والمغرب، كما إن “بايدو” تعتبرأحد أكبر خمس شركات عاملة فى مجال التكنولوجيا والمعلومات حول العالم بإمتلاكها لمحرك البحث الأول فى الصين والرابع على مستوى العالم، غير العديد من المنتجات التكنولوجية الرائدة.