حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، من لجوء تنظيم داعش الإرهابي لدفع الأطفال لتنفيذ عمليات انتحارية، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش توجه لزيادة تجنيد الأطفال من أعمار 12 إلى 15 سنة، أو ما يطلق عليه أشبال الخلافة لتنفيذ عمليات انتحارية كما حدث مؤخرًا في تركيا، مؤكدًا أن ذلك نتيجة الخسائر التي تكبدها التنظيم في العدة والعتاد.
وأشار المرصد إلى أن التفجير الأخير الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابي، من خلال قيام أحد الأطفال بتفجير نفسه في عرس في مدينة غازي عنتاب في تركيا، يؤكد أن التوجه الذي سلكه داعش هو أحد عواقب التغيير الطارئ على نهج حملته العسكرية، حيث تسببت حملة التحالف الدولي ضد التنظيم في مقتل الآلاف من مقاتلي التنظيم، ما اضطره إلى تجنيد ما يسميهم بأشبال الخلافة، من الأطفال لسد الفجوة التي يعانيها في عدد المقاتلين.
وأوضح المرصد أن الهدف من تجنيد داعش لهؤلاء الأطفال، هو إعداد جيل جديد أقوى من المقاتلين الحاليين، يتم تعليمهم ليكونوا هم مستقبل الخلافة المزعومة، مشيرًا إلى أن داعش يلقن الأطفال الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة في سن مبكرة جدًّا، بالإضافة إلى المناهج الأكثر وحشية، كما يقوم بعمليات الإعدام العلنية أمامهم، ويعرض لهم أشرطة الفيديو الخاصة بأعمال العنف، ويمنحهم ألعابًا مكونة من أسلحة، وهو ما يثير مزيدًا من القلق.
وأضاف المرصد أن التنظيم الإرهابي يركز في جهوده على تلقين الأطفال منهجًا تعليميًّا قائمًا على التطرف، وتعزيز فكرة أن يصبح هؤلاء الأطفال إرهابيي المستقبل، كما أن الجيل الحالي من المقاتلين يرى هؤلاء الأطفال أفضل وأكثر فتكًا منهم؛ لأنهم- من وجه نظر داعش- لم يختلطوا بالقيم العلمانية والمجتمعات الكافرة.
ولفت المرصد إلى أن التنظيم يرى في الأطفال وسيلة لضمان الولاء على المدى البعيد، حيث يتم أدلجتهم وتدريبهم منذ نعومة أظافرهم على الفكر التكفيري الدموي، حيث يعد الأطفال صيدًا ثمينًا لجماعات التطرف بسبب استغلال حسن نيتهم وضعف مداركهم؛ لأن عقولهم كلوح أبيض يمكنه نقش عقيدته الدموية عليه كما يشاء.
ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية إلى ضرورة التوعية بمخاطر انتهاكات التنظيمات الإرهابية تجاه الأطفال مما يهدد مستقبل الأمة، والحث على التدخل لتحرير الأطفال من البيئات التي يتم فيها استغلالهم وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية والنمطية وإشراكهم في نشاطات متنوعة بإشراف كوادر مدربة من الأخصائيين النفسيين، إضافة إلى تقديم الدعم للأطفال الفارين من جحيم هذه الصراعات والحروب، وهو ما يتطلب منظورًا طويل الأمد تجاه الأطفال والبيئات المحلية المتضررة من النزاعات التي يعودون إليها.