أكد محللون سياسيون في الشؤون الأمنية أن الهدف الرئيسي وراء سعي إيران لتوطيد علاقاتها مع أمريكا اللاتينية في الفترة الأخيرة، هو تعزيز وجود ذراعها اليمين ميليشيات حزب الله في القارة.
وقال الخبير الأمريكي وضابط الاستخبارات السابق في وحدات المارينز جوزيف هوماير، إن "إيران ترعى الإرهاب بأمريكا اللاتينية من خلال الدعم الذي توليه لحزب الله وجماعات إرهابية أخرى، بصفتها مراكز استخباراتية أكثر عن كونها كيانات دبلوماسية، مما يوفر القيادة والسيطرة بالنسبة لبعض من خلال سفاراتها المتعددة بمختلف أرجاء المنطقة، والملاحظ أن السفارات الإيرانية بأمريكا اللاتينية تعمل شبكات حزب الله بالمنطقة".
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يوضح تفجير "الجمعية التعاونية اليهودية الأرجنتينية" في بوينس آيرس عام 1994، كيفية عمل هذه الشبكة، وكيف تنسق طهران وحزب الله جهودهما لشن هجمات إرهابية، والذي تبين من دراسة هذا الهجوم، أن طهران تستغل العلاقات الثقافية والتجارية مع دول أمريكا اللاتينية في تمرير عملاء استخبارات وآخرين يتبعون الحرس الثوري، بغية تعزيز شبكات حزب الله داخل القارة وتوفير مزيد من الدعم اللوجيستي والمالي لها.
وأضاف الخبير الأمريكي، أن إيران تعمد حتى يومنا هذا إلى استغلال واحدة من أهم صلاتها التجارية بدول القارة تجارة اللحم البقري لتعزيز وجودها بعدة دول، خصوصًا البرازيل، الأمر الذي ظل قائمًا بالنسبة للأرجنتين، حتى تفجير "الجمعية التعاونية اليهودية الأرجنتينية".
وتابع: من خلال إقرار تجارة اللحوم "الحلال"، بأمريكا اللاتينية، نجحت طهران في بناء غطاء مثالي لعملائها السريين.
قنصلية وهمية في البرازيل
أما في البرازيل، قال هوماير، إن تحقيقًا موسعًا أجرته السلطات حول شبكة النشاطات التجارية المرتبطة باللحوم الحلال، كشف عن وجود قنصلية إيرانية وهمية مسجلة رسميًا في ساو باولو، لكنها في حقيقة الأمر لا تقدم أي خدمات قنصلية.
وكان يجري تسجيل هذه القنصلية على عناوين كثير من الشركات الإيرانية المعنية بإصدار شهادات "الحلال" بالنسبة للحوم، الأمر الذي يدفع للاعتقاد بأن نفس الشبكات الثقافية التجارية الدبلوماسية التي جرى استغلالها داخل الأرجنتين قبل هجوم "الجمعية
التعاونية اليهودية الأرجنتينية"، ناشطة في الوقت الراهن داخل البرازيل، ومن المعتقد أن ثمة نشاطات مشابهة تجري في كولومبيا وبيرو.