"صاحب الطريقة الذالية، حارس البحر الأحمر، أحد أئمة الصوفية" أبو الحسن الشاذلي يقع ضريحه بجوار وادي وجبل حميثرة جنوب البحر الأحمر وكان أحد أشهر أئمة الصوفية اشتهر في مصر والعالم الإسلامي وله العديد من المريدين في كل أنحاء العالم وتهل علينا في أوائل شهر ذي الحجة مولده الذي ينتظره القاصي والداني للتقرب من صاحب الطريقة الشاذلية.
عشق المصريون
عشق المصريون الامام الشاذلي لدرجة المغالاة فأنسبوا له العديد من الكرامات كما كانوا يطلقون عليها فنجد أن الدكتور عبد الحليم محمود قال في "درة الاسرار" “لما قدم المدينة زادها الله تشريفًا وتعظيمًا، وقف على باب الحرم من أول النهار إلى نصفه، عريان الرأس، حافي القدمين، يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل عن ذلك فقال: حتى يؤذن لي، فإن الله عز وجل يقول: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ..”، فسمع النداء من داخل الروضة الشريفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: يا علي، ادخل، كما يقول عن نفسه: “لولا لجام الشريعة على لساني لأخبرتكم بما يكون في غد وبعد غد إلى يوم القيامة..”.
الامام الحسين
أشار بعض العلماء الي أن "تقي الدين أبو الحسن بن عبد الله بن عبد الجبار" ينتهي نسبه الي الامام الحسين بن علي رضى الله عنهم جميعا، كان أبو الحسن عالما بأكمله في الزهد والتصوف، ويعود أصله الي المغرب حيث ولد عام 503 هـ بقرية غماره، وفي هذه القرية بدأت حياته العلمية، عندما شرع في تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن وتفقه في أمور الدين، ثم جرفه الحنين إلى عالم التصوف بما فيه من أنوار، وهنا اشتاقت نفسه إلى معرفة أسرار الطريق.
أما عن وفاته فكانت عندما كان يحج عام 656هـ وهو في طريقه إلى البيت الحرام قبض الله روحه، ودفن بمنطقة جبل حميثرة جنوب مدينة مرسى علم بما يقارب 150 كيلو مترا، ويشهد هذا المكان احتفال العديد من زائري الصوفية وأقطاب ومحبي العارف بالله الشيخ أبو الحسن الشاذلي من مختلف المحافظات والدول العربية.
علوم الشريعة
أتقن "الشاذلي" علوم الشريعة وناظر فيها ثم تصوف حتي برع فيه التصوف وأصبح له مريدين وكان قد رحل من المغرب الي العراق حيث بلاد العلم والثقافة والتقي بارباب العلم والثقافة من بينهم ابو الفتح الواسطي.
ظل في بغداد حتي نصحه بعض الأصدقاء بأن يعود إلى بلاده فإنه سيجد مبتغاه، فعاد إلى المغرب، وحينها التقى بشيخه ومعلمه عبد السلام بن مشيش، فأخذ الكثير عنه وظل معه إلى أن نصحه قائلا: “يا على ارتحل إلى إفريقيا، واسكن بلدا تسمى شاذلة، فإن الله عز وجل يسميك الشاذلي..”، ونصحه بأن ينتقل بعد ذلك إلى تونس، ثم منها إلى الشرق.
ثم رحل الي "تونس" ولاقي عناء كبير بسبب قاضي القضاة هناك، الذي أوشى به عن السلطان، فمنع الشاذلي وكان على وشك أن ينزل به عقاب السلطان لولا أن تدخل أخو السلطان وقال له هذا رجل الله ولا يحيا إلا له فدعه، فوقع القول موقعه، ثم أُطلق الشاذلي، فعزم الذهاب إلى بيت الله للحج، وكان ذلك من خلال الأراضي المصرية.
السفر
جاء الي مصر بعد عناء طويل من السفر فعلم بذلك ابن البراء، قاضي قضاة تونس، فأرسل إلى السلطان المصري الكامل بن محمد الأيوبي يحذره من الشاذلي، ويخبره أنهم أخرجوه من بلادهم لعلة فيه، فلما جلس السلطان الكامل معه علم أن الأمر كله وشاية وبغض من ابن البراء للشاذلي فأكرمه عنده.
قيل انه رأي النبي صلي الله عليه وسلم في منامه يقول له يا علي انتقل إلى الديار المصرية ترى فيها أربعين صديقا..”، ومن ثم رحل الشاذلي إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب.
وفي الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم أجمع.