"فساد الوزراء" ظاهرة مستقرة فى المشهد السياسي المصري، أو الهيكل الحكومي، مستغلًا سلطاته وصلاحيته فى إهدار المال العام والتربح من الوظيفة، ومن هؤلاء وزير المالية الأسبق محي الدين الغريب، والذي تم اتهامه فى قضية "الجمارك الكبرى"، ووزير الزراعة صلاح هلال، وإقالته من منصبه بتهمة تلقى رشوة مالية، وصولا لخالد حنفي، وزير التموين السابق، لإهدار المال العام بإقامته فى إحدى الفنادق الشهيرة والفساد فى القمح.
وكان وزير التموين، خالد حنفي، قد تقدم باستقالته، منذ أيام، بسبب ما أسفر عنه تقرير تقصي حقائق فساد القمح، بوجود حجم الفساد الذي كشفته اللجنة بلغ 560 مليون جنيه، نتيجة 9 زيارات ميدانية قامت بها اللجنة لـ 12 موقعًا "شون- صوامع"، والمطالب بسرعة التحقيق في اتهامه بإهدار المال العام وإفساد منظومة القمح، وبعض السلع الغذائية، مما تسبب في إهدار حقوق الفقراء وضياع مليارات الجنيهات على الدولة المصرية.
وأكد النائب فوزي الشرباصي، عضو مجلس النواب عن دائرة شربين، أن استقالة وزير التموين، جاء بشكل مهين للبرلمان وضرب بعرض الحائط لطلبات الاحاطة والاستجوابات المقدمة من أعضاء مجلس النواب ضده، مشيرًا إلى أنه إذا كانت استقالته سوف تجنبه استجوابات البرلمان فإن البرلمان سيقوم بدوره فى التوصية على محاسبته لإهدار المال العام بإقامته فى إحدى الفنادق الشهيرة والفساد فى القمح.
وأضاف الشرباصي، أنه لابد من محاسبة وزير التموين على فساده فى منظومة القمح وإهداره للمال العام وعدم الاكتفاء باستقالته حتى لا نعطى فرصة لأى مسئول بالتلاعب والفساد ثم الاستقالة، مؤكدًا أن الاستجوابات المقدمه ضد وزير التموين السابق خالد حنفي تسقط، ولكن يبقى فقط المسئولية الجنائية.
وأشار عضو لجنة الإسكان، إلي أن كل ردود خالد حنفي لا تنفي مسئوليته عن إهدار المال العام حتى وإن كانت إقامته بفندق سميراميس علي حساب مؤسسة خاصة أو منحت له علي سبيل الهدية،فهذا يزيد من الشكوك عن المقابل نظير إقامته بفندق فاخر علي مدار عامين وأكثر، مضيفًا أن ترفه وزير التموين بمثابة استفزاز للطبقات الكادحة، موضحا أن مجلس النواب هو الظهير الشعبى للمواطن البسيط ولن يتهاون فى محاسبة المخالفين وكشف كل من يتلاعب بقوت المصريين البسطاء قائلًا "سنعمل على بتر الفساد كاملًا وحنفى هو البداية لمحاسبة المفسدين".
وأكد الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، أن استقالة وزير التموين خالد حنفى من منصبه تؤكد الدور الذى يلعبه مجلس النواب فى مراقبة الحكومة مشيرا إلى أن استجابة الحكومة لما طرحه البرلمان وقبولها استقالة خالد حنفى من منصبه تأتى تعزيزا للدور الذى لعبته لجنة تقصى الحقائق فى هذا الصدد.
أوضح أبو العلا، أن البرلمان لن يتغاضى أو يسكت إزاء فساد أو تورط أي مسئول أو حتى عجزه عن وقف الفساد وإنما سيمارس كل صلاحياته لافتا الى أن استقالة وزير التموين ستكون عبرة لكل مسئول تسول له نفسه أن يتستر على فساد أو يشارك بمسئوليته فى إهدار المال العام.
ولفت أبو العلا أن هذه الخطوة تؤكد قدرة البرلمان على محاسبة أى مسئول فى الدولة موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان أول الحريصين على هذه السياسات حينما رفض استمرار وزير الزراعة فى منصبه بعد فضيحة تورطه فى القضية الشهيرة.
و شن أعضاء لجنة الصحة، هجوما حادا، ضد الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، بسبب المشاكل التي تواجه المنظومة الصحية، وذلك بالتزامن علي الانباء التي يتم تداولها عن خروج الوزير خلال التعديل الوزاري المقبل.
وقال النائب خالد هلالي، عضو لجنة الصحة، أن هناك مشاكل كبيرة في مجال الأدوية، "وزير الصحة خارج نطاق الخدمة، وبيموت المواطنين وخايف يجي المجلس".
فيما انتقدت النائبة هالة مستكي، عضو لجنة الصحة، عدم حضور وزير الصحة لاجتماعات لجنة الصحة منذ فترة، مشيرة إلي أن صناعة الأدوية تواجه مشاكل مهمة يجب مواجهتها بسرعة شديدة خصوصا أنه أمر حيوي بالنسبة المواطنين.
ومن جانبه، قال الدكتور مجدي مرشد، رئيس لجنة الصحة، إن اللجنة تقدمت بمذكرة رسمية الي الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، للمطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق، بشأن الازمات التي تواجه صناعة الدواء، ومن المقرر الرد علي الطلب قريبا.
وتسبب موسم امتحانات الثانوية العامة هجوما كبيرا على وزير التربية والتعليم بسبب تسريب الامتحانات وزيادة معدل الغش في الامتحانات في ظل تقاعس الوزارة عن معالجة الأمر وإيجاد بدائل قوية لذلك.
و قال النائب علاء سلام، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النوب، إن وزيري الصحة والتعليم قد فشلوا فشلا زريعا فى علاج مشاكل الصحة والتعليم فى مصر وعليهم أن يرحلوا ليلحقوا بوزير التموين.
وأضاف سلام، أن وزير الصحة تسبب فى كارثة صحية فى مصر بإهمال المستشفيات من ناحية ومن ناحية أخرى إرتفاع أسعار الأدوية بشكل كارثي، والأكثر كارثية وهو اختفاء مئات الأصناف من الأدوية كأدوية السرطانات ومراهم وقطرات العيون وأدوية الجلطات والقلب ومنع الحمل وغيرها من الأدوية الهامة جدا والتى إن لم تتواجد سيموت المريض بلا شك.
وتابع سلام، أما وزير التعليم فقد فشل فشلا زريعا بعد تسريب امتحانات الثانوية العامة ونماذج الإجابة لأول مرة فى تاريخ التعليم ولم يحاسب حتى الآن، اضافة إلى الغائه بعض الامتحانات التى امتحنها الطلبة بما يزيد الحمل على كاهل أولياء الأمور والطلبة، اضافة لفشل المنظومة التعليمية فى مصر بشكل عام.