في أواخر عام 2010 وأوائل عام 2011 اندلعت العديد من الثورات في منطقة الشرق الأوسط، وسميت بثورات "الربيع العربي" فبدأت بالثورة التونسية ونجحت أهدافها، فشعر العرب ببصيص من الأملن رغبة في التغيير فقامت بعدها الثورة المصرية، ونجحت أيضا، وبعدها الثورة الليبية، ومن ثم اليمنية وأخيرا الثورة السورية التي لم تحقق أهدافها حتي الآن.
ونتيجة للاشتباكات المسلحة التي وقعت بين الثوار وقوي الأمن، سقطت مجموعة من الجيوش العربية، والحقيقة أن تلك الثورات أحدثت فراغا في كافة أرجاء الدولة، وأصبحت البلاد أرضا خصبة لتكوين الجماعات الإرهابية التي تستخدم الدين الإسلامي ذريعة لها.
وهذه الجماعات الإرهابية ليست وليدة اليوم، ولم يكن لها دور بارز قبل ثورات الربيع العربي، ولكنها ظهرت بوحشيتها علي الساحة في هذه الآيام، نتيجة لسقوط الجيوش العربية، ويعتبر مافعله التتار سباقا، لايقل خطرا ولاضراوة على ماتفعله الجماعات الإرهابية اليوم، وسيظل الجيش المصري حامي العروبة والإسلام إلي يوم الدين.. وفيما يلي أبرز الجماعات الإرهابية التي ظهرت على الساحة العربية:
1- "داعش":
هو تنظيم مسلَّح، يهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم- إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، وينتشر نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا مع أنباء بوجوده في دول أخرى هي جنوب اليمن وليبيا وسيناء بمصر والصومال ونيجيريا وباكستان. وزعيم هذا التنظيم هو "أبو بكر البغدادي" ويلقب بالخليفة أو أمير المؤمنين، وقد أنبثقت داعش من رحم تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه "أبو مصعب الزرقاوي" في عام 2004، عندما كان مشاركًا في العمليات العسكرية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق عام 2003 وذلك جنبًا إلى جنب مع غيرها من الجماعات السنية المسلحة، وابتداءً من عام 2014 وتحت قيادة زعيمها أبو بكر البغدادي.
انتشر تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وحصل على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد السنة العراقيين العرب، وتم له وجود كبير في المحافظات السورية بعد الدخول في الحرب الأهلية السورية.، إلا أن هذا التقدم توقف شيئا ما بعد إنشاء تحالف من عدة دول لمحاربة هذا التنظيم، ويُحارب التنظيم كل من يُخالف آرائه وتفسيراته الشاذة من المدنيين والعسكريين ويصفهم بالرِّدة والشِّرك والنفاق ويستحل دماءهم فقد ارتكب العديد من الجرائم البشعة.
كما أنهم يتلذذون بالقتل ويخترعون يوم بعد يوم طريقة جديدة للإعدام، ومن أبرز مافعلوه وأثار حفيظة الناس ضدهم "إحراق الطيار الأردني، ذبح المصريين الأقباط بليبيا، قطع الرؤوس والإعدام الجماعي، تدمير المساجد الإسلامية والمعابد الدينية، تدمير الآثار التاريخية، سبي وبيع النساء، ختان النساء، تجنيد الأطفال".
2-جبهة النصرة:
جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام، هي منظمة تم تشكيلها في أواخر عام 2011 خلال الحرب الأهلية السورية وسرعان ما نمت وتمددت وذلك لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال، وقد ربطتها تقارير استخبارية أمريكية بتنظيم القاعدة في العراق، ومن ثم دعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير لعام 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري، وقامت الجبهة بعدة عمليات كبرى ضد نظام بشار الأسد، أبرزها تفجير واقتحام مبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق في أوائل أكتوبر ٢٠١٢ وتحرير محافظة إدلب، وكذلك تفجير مبنى المخابرات الجوية في حرستا ونسف مبنى نادي الضباط في ساحة سعد الله الجابري في حلب.
وتتعدد الجنسيات في هذا التنظيم مابين عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين، وللانضمام للجبهة يجب على المتقدم أن يستوفي عددًا من الشروط مثل الالتزام بالفروض الدينية والحصول على تزكية من شخص موثوق وإثبات الجدية والانضباط، وتم إدراج تللك المنظمة ضمن المنظمات الإرهابية، ففي ديسمبر 2012 قامت الحكومة الأمريكية بتصنيف جبهة النصرة على أنها جماعة إرهابية وهو الأمر الذي لقي رفضًا من ممثلي المعارضة السورية وقادة الجيش الحر وأطياف واسعة من الثوار، وفي 30 مايو 2013 قرر مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة بالإجماع إضافة «جبهة النصرة لأهل الشام» إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة لتنظيم القاعدة.
3-بوكو حرام:
هي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، وهي جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد التي غيرت اسمها بعد مبايعة تنظيم داعش إلى ولاية غرب إفريقية والمعروفة بالهوساوية باسم بوكو حرام أي "التعاليم الغربية حرام"، وقائدها الحالي هو "أبو مصعب البرناوي" وسميت هذه الجماعة "بطالبان نيجيريا" وهي مجموعة مؤلفة خصوصًا من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر، وتأسست الجماعة في يناير 2002، على يد "محمد يوسف"، وهو الذي أسس قاعدة الجماعة المسماة أفغانستان، في كناما، ولاية يوبه، يدعو يوسف إلى الشريعة الإسلامية وإلى تغيير نظام التعليم، وعلى حسب قوله: "هذه الحرب التي بدأت الآن سوف تستمر لوقت طويل".
في يوليو 2009 بدأت الشرطة النيجرية في التحري عن الجماعة، بعد تقارير أفادت بقيام الجماعة بتسليح نفسها، وتم القبض على عدد من قادة الجماعة في باوتشي، مما أدى إلى اشتعال اشتباكات مميتة بين قوات الأمن النيجيري وقدر عدد الضحايا بحوالي 150 قتيل، والحقيقة أن تلك الجماعة ترتكب أفظع الجرائم بحق المدنيين وتنتهك حقوق الإنسان بطريقة مبالغ فيها وتم إدراج تلك المنظمة ضمن المنظمات الارهابية.
4-انصار بيت المقدس:
هي جماعة مسلحة استوطنت في سيناء مؤخرًا، وأعلنت أنها تحارب إسرائيل، ولكن بعد أحداث 3 يوليو أعلنت بوضوح أنها تحارب الجيش المصري، وقامت بالعديد من العمليات الإرهابية من تفجيرات ومهاجمة أهداف ومنشآت عسكرية وشرطية، وتم تغيير اسمها من جماعة "انصار بيت المقدس" إلى "ولاية سيناء" منذ إعلانها مبايعة داعش، وذاع صيتها في مصر عقب عزل مرسي من الحكم، وأعلنت مسؤوليتها رسميًا عن تفجير مديرية أمن الدقهلية التي أودى بحياة 15 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، ويعتقد أنها تكون المجموعة الرئيسية وراء نشاط الجماعات المتشددة بسيناء، وتقوم الجماعة على تجنيد بدو سيناء بالإضافة إلى المصريين، وفر العشرات من أعضاء الجماعة من سيناء إلى قطاع غزة ومرسى مطروح.
في 8 يوليو 2014، نظمت جماعة «أنصار بيت المقدس»عرضًا عسكريًا مسلحًا، شاركت فيه أكثر من 10 سيارات في «الشيخ زويد»، وذلك بعد ساعات من تحذيرات أجهزة سيادية من إعلان جماعات جهادية «الإمارة الإسلامية» في سيناء وتوزيع جماعة «بيت المقدس» منشورًا على أهالي مدينتى رفح والشيخ زويد، يمهدون من خلاله لمبايعة دولة الخلافة وإعلان سيناء إمارة إسلامية، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية لإعلان حالة الطوارئ جنوبي رفح والشيخ زويد، فكثف الجيش المصري من عملياتة ضد تلك الجماعات وأقسموا الايتركوا سيناء إلا بعد أن يتم تطهيرها بالكامل.