رؤية حول الأزمة السورية

صورة تعبيرية
كتب :

من لم يقرأ التاريخ يدفع دينه مع الفوائد المركبة، وهو الثمن الذي يدفعه

الشعب السوري حاليًا بعد ما صار بين مطرقة الخوارج والتنظيمات الإرهابية وبين سندان

النظام والمليشيات الإيرانية. الجيش السوري للأسف الشديد كما يراه البعض الآن الجيش الأول لمصر وامتداد

الأمن القومي وإلى آخر القصص القديمة.. العالم تغير وتحرك إيران بالمنطقة طائفيًا واحتواء

سوريا لهذا التحرك غير الكثير والكثير بالتالي علينا أن نغير المفهوم القديم وفقًا

لتلك التغيرات. بعد وصول خامنئي لمنصبه إبان الثورة الإيرانية سنة 1979 كانت من أهم سياسته

الخارجية، العمل على إحياء الإمبراطورية الفارسية عن طريق نشر التشيع وشراء الذمم. مع انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، الظروف والأحداث التي كانت سائدة

في تلك الفترة منعت حافظ الأسد من الابتعاد كليًا عن الحلف مع إيران ودفعته في اتجاه

محاولة تحقيق التوازن. على الرغم من تبدل قناعة حافظ الأسد من التعاون مع الحلف مع إيران ونظرته

بعين القلق للمشروع الإيراني، ورغبته بالعودة إلى الحضن العربي إلا أن التيار كان أكبر

بكثير والأطماع كذلك. بعد تولي بشار الأسد، أصبح التقارب أقوى بل وصار علنًا.. وكان بشار هو

الحاضن الرئيسي لكل الجماعات والتنظيمات الإرهابية؛ كالإخوان وحماس وحزب الله من أسباب

زيادة الخلاف بينه وبين السعودية ومصر، وحذروه أن يتوقف عن دعم تلك التنظيمات ولكن

بشار رفض. وحين وقعت أحداث الربيع العربي، اعتبرت إيران الثورة في سوريا مؤامرة..

هذه الازدواجية جعلت إيران تفضح نواياه فسارعت بإرسال ميليشيات تساند الأسد حتي صار

جزء كبير من الجيش السوري به ميليشيات إيرانية. العشرات من الميليشيات العراقية ذات ولاء لإيران بشكل طائفي، تقاتل في

سوريا دعمًا لنظام بشار وهي نفسها تعترف أنها تقاتل في دمشق مع قوات النظام وهي من:

الحرس الثوري الإيراني، والجيش المهدي، ومنظمة بدر، عصائب أهل الحق التي يرأسها قيس

الخزعلي ويقودها في سوريا "الحاج مهدي" تضم في صفوفها أمهر القناصين، وكتائب

حزب الله، وعصائب لواء أبو الفضل العباسي الذي يضم 500 عراقي وسوري وبعض الجنسيات الأخرى

وهي ميليشيات إيرانية بقيادة أبو هاجر العراقي. وكذلك قوات: "محمد باقر الصدر" التابعة لمنظمة بدر المقربة

من النظام الإيراني، وكتائب القدس التابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني ويقودها

الجنرال قاسم سليماني، وسرايا طلائع الخرساني وهي ميليشيات عراقية إيرانية تتبع قيادة

فيلق القدس، ولواء ذو الفقار، وكتيبة قمر بني هاشم "الجوالة "، وكتائب سيد

الشهداء، وكتيبة الزهراء، وكتيبة شهيد المحراب، ولواء الإمام الحسن المجتبي، وفيلق

الوعد الصادق. تلك الميليشيات العراقية تتبع طائفيًا آيه الله الخامنئي، والتي تعتبر

أن الثورة في سوريا تهدد قدرات إيران وحلفائها في تحقيق المد الشيعي الفارسي الانتماء

وليس الشيعي العربي. بعض هذه الميليشيات هم من العراقين اللاجئين في سوريا منذ 200، وكانوا

أعضاء سابقين في جيش المهدي والبعض الآخر هم من دخلوا سوريا مع بدء الثورة لدعم النظام

الأسدي بدافع طائفي.

أعلنت إيران النفير العام، واستبدلت أضواء الشوارع بالمنشورات ودهنت الجدران

بالعبارات المذهبية. وكان دور إيران في سوريا متفق عليه مع إسرائيل، وهو مشروع الشرق الأوسط

الجديد بالاتفاق مع إيران كهيمنة إيرانية للإعادة بالإمبراطورية الفارسية. الدول الشيعية الكبرى تضم "سوريا ولبنان والعراق" وموافق عليها

من قبل إسرائيل أما المشروع الصهيوني "إسرائيل الكبرى"، أي أنه هيمنة صفوية

يهودية على المنطقة بالكامل ومعلوم الارتباط العقائدي والإستراتيجي بين إيران وعلاقتهم

السرية.  وما أن تجاوزت إيران هذه الخطوط أتتها الرسالة بشكل مباشر.. المشروع الفارسي

"المد الشيعي" يضم إيران وسوريا ولبنان والعراق.. ولن تتنازل عنهم إيران. تصريحات الرئيس السيسي، عن سوريا إبان كان وزيرًا للدفاع، تؤكد تحليلنا

للموقف وعدم انحيازه لأي طرف سواء النظام أو المعارضة هو نفس تحليلنا للموقف. والسؤال الأهم الآن: حزب الله وحماس والإخوان والقاعدة وداعش لماذا لم

تعلنهم إيران وسوريا جماعات إرهابية، كما أعلنتهما مصر والسعودية ؟؟ يرجي الانتباه وإعادة قراءة التاريخ لما فيه من عبر. 

ابن مــــــــــــــــــــصر

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة أرسنال ونوتنجهام فورست (1-0) بالدوري الإنجليزي (لحظة بلحظة) | ضغط من أرسنال