منذ بداية حملته الانتخابية، ركز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، على وعدٍ بالقضاء على داعش، وقال مرة: "سأقصفهم، وعلينا أن نخلص العالم منهم".
كذلك، قال ترامب: "إنه سوف يرسل ٣٠ ألف جندي أمريكي لمحاربة داعش، ورفض استبعاد احتمال استخدام أسلحة نووية ضد مقاتلي التنظيم.
ترقب
وكتبت في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، مارا ريفكين زميلة في مركز عبد الله كمال لدراسات القانون والحضارة الإسلامية في جامعة يال الأمريكية، وأحمد مهدي، صحافي سوري مقيم في تركيا أن المرء قد يتوقع أن ينظر داعش لاحتمال فوز ترامب بالرئاسة بترقب وخوف، ولكن لقاءات مع أنصار التنظيم ومنشقين جدد عنه، يكشفون عكس ذلك، ذلك أن الجهاديين يناصرون ترامب لاعتقادهم أنه سيقود الولايات المتحدة في مسار تدمير ذاتي.
والأسبوع الماضي، كتب ناطق باسم داعش على قناة "الناشر" التابعة للتنظيم: "أسأل الله أن يسلم أمريكا لترامب"، وقال مناصر آخر على تليغرام: "يجب أن يمثل تسهيل وصول ترامب إلى البيت الأبيض أول أولوياتنا".
تفضيل "ترامب"
وتشير تحليلات لكتابات أنصار "داعش" على وسائل التواصل الاجتماعي، ولقاءات مع 12 من عناصره الحاليين والمنشقين عنه، إلى أن التنظيم يفضل ترامب على هيلاري كلينتون.
وعندما سئلوا عن سبب تفضيلهم لترامب، أورد أولئك الأشخاص عدة أسباب.
بداية، قالوا: "إن خطاب ترامب المعادي للمسلمين يخدم أجندة التنظيم الذي يروج لفكرة أن الغرب يشن حربًا ضد الإسلام".
زعيم لا عقلاني
كذلك، يأمل "داعش" أن يساهم ترامب في تشدد المسلمين في أمريكا وأوروبا، ويلهمهم لتنفيذ هجمات ذئاب منفردة داخل أوطانهم.
وأما السبب الثالث، برأي أنصار التنظيم، سيكون ترامب زعيمًا لا عقلاني وغير متوازن، وستؤدي قراراته المتسرعة لإضعاف الولايات المتحدة.
ورابعًا، يتنبأ داعش بما يسميه "المعركة النهائية"، والتي ستقع في بلدة دابق في شمال سوريا، وحيث سيحقق فيها الخليفة نصرًا على الأعداء. ويعتقد الجهاديون أن ترامب سيقود أمريكا وأوروبا نحو صدام كارثي، هم في انتظاره.
ضرر كبير
ويقول "مهدي وريفكين"، إنه على رغم من عدم متابعة جميع أنصار "داعش" للسباق الرئاسي الأمريكي، ويقول بعضهم إنهم غير مهتمين، أو ليس لديهم الوقت للاهتمام بالسياسات المحلية لأعدائهم، يتابع عدد آخر باهتمام مسارًا شهد انقسامات حادة، ويعتقدون أنه سيسبب ضررًا بالغًا لأمريكا.
وبحسب خالد، وهو مقاتل سابق في داعش، يدعم حاليًا جيش الفتح الشام "جبهة النصرة سابقًا"، أصبح ترامب معروفًا بشكل جيد بين الجهاديين نتيجة تغطية قناة الجزيرة المكثفة للانتخابات الأمريكية.
وقال عزام، منشق آخر عن داعش، ما زال يعتبر نفسه جهاديًا، إنه يشاهد التلفزيون يوميًا لكي يطلع على ما سيقوله ترامب مجددًا.
ويبدو بوضوح، كما يقول كاتبا التقرير، إن "داعش" ينتظر بلهفة تغيير القيادة في الولايات المتحدة لما يعتبرونه فرصة لتحقيق أهدافهم الفكرية والعسكرية.
صراع لا حضاري
ويلفت "مهدي وريفكين" إلى استناد وجهة نظر "داعش" للعلاقات الدولية إلى انقسام كبير بين عالمين متخاصمين: الأراضي التي تحكمها الخلافة، والتي يدعوها دار الإسلام، ومناطق أعدائه المعروفة بدار الحرب، وبالنسبة إلى تنظيم ينظر إلى العالم بنظرة ثنائية، بحيث أن كل شخص هو إما صديق وإما عدو، ليس هناك شيء اسمه الحياد، ومن السهل إيجاد خصوم مكروهين، والحض على محاربتهم.
عدو مثالي
من هنا، يصبح ترامب "عدوًا مثاليًا"، بكلمات طارق، محارب سابق في داعش، انضم مؤخرًا إلى أحد خصومه السلفيين، أحرار الشام.
ويذكر "خالد" أمثلة من خطب ترامب التي هاجم فيها المسلمين عامة.
وقد ظهر "ترامب" في عدد من الفيديوهات المصورة التي نشرها داعش، وأحدها صدر بمناسبة الهجوم في بروكسل، والآخر عند تنفيذ هجوم في أورلاندو.
كما ظهر "ترامب" في فيديو ثالث نشره تنظيم الشباب، فرع القاعدة في الصومال.
وقال منشق آخر اسمه سامر، "إنه عندما كان يحارب لصالح التنظيم في دير الزور: "فرحنا عندما هاجم ترامب المسلمين، ووصفهم بأوصاف سيئة، لأن ذلك يؤكد، بنظر داعش، بأن هناك فريقين في المعركة، أحدهما إسلامي والآخر غير إسلامي".