من يوم إلى آخر يكتشف العالم أن ظاهرة ما يسمّى بـ "النساء الجهاديّات" تتمدّد في العالم من خلال مشاركتهنّ في بعض العمليّات الارهابيّة "خاصة العمليات الانتحاريّة"، وأن استقطابهنّ بات استراتيجيّة التّنظيمات الارهابيّة في العالم مثل "القاعدة" و"داعش" و"جبهة النّصرة".
وإذا كانت الطبيعة الذكورية للمجتمعات العربية الإسلامية، قد سهّلت وفرضت ذلك بحكم النّظرة الدونيّة للمرأة واستغلالها فإن بعد المرأة بصفة عامّة عن الشبهات وركوب المخاطر كان أحد الأسباب التي شجّعت الجماعات الارهابيّة على توظيفها للمشاركة في تنتفيذ عمليّات انتحاريّة أو استخباريّة أو رصد أهداف لضربها إلى جانب استغلالها في خدمات جنسيّة تتّخذ تسميات مختلفة.
وفي كثير من الأحيان تستغلّ المرأة للترويج للفكر الارهابي في محيطها وأقاربها وزميلاتها أو بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى تكليفها بجمع الأموال واستغلال سذاجة بعض النساء وحبّهن لفعل الخير.
ويكشف الواقع، أن أغلب المجندات في الجماعات الإرهابية نشأن في بيئة سلفية تكفيرية وتم توظيفهن تحت التهديد وغسيل الدماغ والكثيرات منهن زوجات لعناصر في التنظيم بتشجيع من الاب أو الاخ المتعاطف مع الفكر التكفيري.
وتتجلى خطورة هذا الاستغلال للمرأة على المجتمع من واقع أهمية دور المرأة فيه وحجم تأثيرها الكبير كأمّ ومعدّة أجيال، فما الذي يدفع المرأة للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية؟ وهل تلعب ضمن الجماعات الإرهابية أدوارا فاعلة في تقويتها ونموها أم أنها مجرد ضحية ووسيلة؟ هل تستخدم الجماعات النساء لأغراض القتال والمتعة والاعمال المنزلية فقط أم أنها وسيلة للتسويق؟ هل أن المرأة الجهادية التي يتم استقطابها وبرمجتها وتلقينها أدبيات الحركات المتطرفة مذنبة أم ضحية أيضا؟ كيف نتمكن من مقاومة ظاهرة استقطاب النساء؟ وما هي آليات التوقى منها؟ وختاما من هنّ أشهر «أميرات الإرهاب» كما يسمّيهنّ الدارسون لهذه الظاهرة؟.
حول هذه الظاهرة أمدّتنا السيدة بدرة قعلول الأستاذة الجامعيّة ورئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجيّة والعسكريّة بدراسة عنوانها "انخراط المرأة في التنظيمات الارهابيّة" ننشر مقتطفات طويلة منها.
دوافع التنظيمات الإرهابية لتجنيد المرأة
تغيرت استراتيجية التنظيمات الإرهابية مع عنصر المرأة منذ أن أعلن أيمن الظواهري أنه لا مكان للمرأة داخل التنظيم وخاصة ميدانيا لأن لها مهام في الصفوف الخلفية ومهام تقليدية لا غير.
أما مع ما يسمى بالدولة الإسلامية فقد أصبح الحديث علنا عن المرأة المجاهدة وادوارها داخل التنظيم باعتبار أن الوصول إليها ووسائل تجنيدها أقل كلفة من تجنيد الرجل وتكمن الخطورة الحقيقية في قدرة الجماعات الإرهابية على تجنيد مناصرات من النساء لها أو منفذات لأجندتها.
والجدير بالذكر أن تجنيد المرأة ارهابيا يعني تزايد نسبة تجنيد نصف المجتمع اضعاف ما يحققه تجنيد رجل لجماعة إرهابية في ظل خصوصية المرأة وسهولة تحركها وتخفيها بسبب ثقافة وعادات مجتمعاتنا والتي ترى أن للمرأة امكانيات وخيارات أكثر من الرجل للوصول إلى أهدافها.
وللنساء داخل الجماعات الإرهابية أدوار كثيرة تتمحور حول أهداف بعينها لتخدمها وهي الامومة وتخدم وظيفة نفسية لتعزيز الروح والافكار المتطرفة من خلال زرعها في الجيل الصغير الصاعد لخلق جيل جديد من الإرهابيين وكذلك التجنيد الذي وان كان يعتمد بشكل أكبر على الرجال فإن ذلك لا ينفي أن للنساء دورا هامّا في تجنيد أو في تسهيل عملية التجنيد لغيرهن من النساء وحتى للرجال والشباب.
ويعتمد دور التجنيد على روابط الاسرة والاصدقاء وينشط أكثر في المواقع النائية والشعبية عبر الحلقات الدينية في المساجد والجمعيات والمآتم والأماكن التي توجد فيها النساء المهمشات والضعيفات.
وفي سياق متّصل، تلعب المرأة دورا هاما في التسويق مع ازدياد التقدم التكنولوجي فاتبعت استراتيجية النساء الانتحاريات وتصوير فيديوهات لهن قبل التفجير وترويجها لوسائل الإعلام.
المرأة من "القاعدة" إلى "داعش"
منذ تأسيس تنظيم "القاعدة" سعت قياداته إلى إبقاء المرأة بعيدًا عن أنشطة الخط الأمامي سواء في أفغانستان أو في وقت لاحق في السودان واليمن.
ففي 2001 صرّح "الظواهري" بأن المرأة لا تدخل في العمل العسكري والتنظيم، ولكن في سنة 2005 تمّ الاعتراف لأول مرة من قبل تنظيم "القاعدة" باستخدام النساء كانتحاريات من قبل ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق.
وقد أصبح نساء "القاعدة" قوة رئيسية في التجنيد عبر الإنترنت بل تخطّين هذا الدور إلى تنفيذ عمليات فعلية وظهر ذلك بوضوح في سوريا.
"ندى القحطاني" ودخول ساحة القتال في سوريا
لعلّ من أبرز أسماء إرهابيّات "القاعدة" التي لمعت بشكل كبير هو اسم ندى القحطاني التي كوّنت مجموعة من النساء تطلق على نفسها اسم "صحابة جينان"، وأصدرت بيانا لحمل السلاح في سوريا.
وقال البيان، "إنّ قرار المرأة القتال في ساحة المعركة هو مسألة خاصة بها وان للمرأة الحرية في القتال".
وفاء الشهري وأروى البغدادي والتجنيد الالكتروني
وفاء الشهري هي أرملة عضو تنظيم "القاعدة" السابق في شبه الجزيرة العربية سعيد الشهري، والذي تمّ ترحيله من المملكة العربية السعودية بعد العودة إليها من سجن "غوانتنامو" وفرّ إلى اليمن وتم قتله في هجوم شنته طائرة أمريكية بلا طيّار في عام 2012.
وهنا أيضا أروى البغدادي زوجة عضو آخر بـ"القاعدة" في جزيرة "العرب" هو أنيس البغدادي والذي يعتقد أنه مختبئ حاليا باليمن، وتعتبر المرأتان أكثر من مجرد زوجتين لعضوي تنظيم "القاعدة" فالسلطات السعودية توجه لهما اتهامات بتنظيم وتمويل وتقديم الدعم الايديولوجي لـ "القاعدة" بالإضافة إلى اصدار دعوات علنية للأخرين للانضمام إلى التنظيم.
وتلعب الآن المرأة دورًا غير تقليدي لـ "القاعدة" من حيث جذب شريحة أكبر من الشباب والفتيات للتنظيم، وذلك من خلال التجنيد عبر الوسائل الحديثة مثل شبكة الانترنت والابتعاد عن الادوار التقليدية مثل تشجيع الرجال على القتال.
هايلة القصير سيدة تنظيم "القاعدة"
ربما الأكثر شهرة من بين نساء تنظيم "القاعدة" هي هايلة القصير المعروفة في وسائل الإعلام بسيدة تنظيم القاعدة والتي كانت متزوجة من شيخ سعودي انفصلت عنه وتزوّجت عضو "القاعدة" البارز محمد الوكيل الذي قتل في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في ديسمبر 2004 بعد هجوم فاشل بسيارة ملغومة على وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية.
وتعتبر "هايلة" واحدة من عناصر التنظيم الأكثر نشاطا وفاعلية في المملكة العربية السعودية وكانت شخصية رئيسية في التنظيم من حيث تأمين التمويل وتأمين المجنّدين الجدد بما فيهم الأعضاء الذين يذهبون في وقت لاحق لتنفيذ هجمات انتحارية.
وقد اتّهمت بعدد من الجرائم منها إلى جانب مساندتها للتنظيم، حيازة الأسلحة المستخدمة في الهجمات الإرهابية وتحريض الآخرين على ارتكاب أعمال إرهابية.
وتبقى سوريا نقطة تحول نوعي في دور المرأة، حيث تخلّت "القاعدة" عن أفكارها في تجريم وجود المرأة كمقاتلة، ودفع الصراع داخل سوريا "جبهة النصرة" المنتمية للقاعدة إلى تكوين كتائب نسائية عسكرية خاصة.
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا وبروز التنظيم الارهابي الداعشي يأتي الدور العسكري لنساء "القاعدة" مخالفا لفتاوى رجال التنظيم بمنعها من المشاركة في القتال.
كتائب "جبهة النصرة"
"جبهة النصرة" كما تم الذكر مسبقا هي فرع تنظيم "القاعدة" داخل سوريا، ويبدو أنها لم تجد مفرا من تكوين كتائب من المقاتلات النّسوة، خاصة بعدما اشتركت كل الفصائل الاخرى سواء مع التي تقاتل ضدّ النظام أو تلك الموالية له.
وقد تعاونت الكتائب النسائية مع بعضها البعض، فاشتركت كتائب "جبهة النصرة" مع الكتائب الكردية وتمّ تدريب نسائها على استخدام أنواع من الأسلحة التي لا حصر لها بل وتدريبهن على القنص بالـ"آر.بي.جي".
كتائب "داعش" الاكثر رعبا
يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الأكثر وحشية في ممارساته بالمناطق التي يسيطر عليها ويظهر ذلك بوضوح في منطقة مثل الرقة التي صار اسمها "إمارة الرقة" ولا تقل ممارسات الكتائب النسائية الداعشية وحشية عن ممارسات الرجال من التنظيم نفسه.
ومن القوانين التي تفرضها "داعش" فرض النقاب السميك وعدم التسامح مع أيّ تهاون من قبل المرأة في ذلك إذ تعتبر هذه المخالفة من أكثر المخالفات التي تسبّبت في اعتقال نساء في الرقة إلى جانب اجبار مسيحيّي الرقة على توقيع عهد ذمي يقضي بدفع الجزية تبدا بـ13غراما من الذهب بالنسبة للأثرياء وربعها بالنسبة للمسيحيين الفقراء ومنعهم من رسم الصليب أو استخدام مكبر الصوت في صلواتهم بالإضافة إلى منعهم من امتلاك أو حمل سلاح ولا حتى الدفاع عن النفس إضافة إلى العديد من القوانين الاخرى كالجلد للفتيات السوريات لظهور حواجبهن وتحجير ارتداء "الدجين" وإغلاق محلات الحلاقة الرجالية وحظر بيع الأقراص المضغوطة الغنائيّة.
وتفرض "داعش" عقوبات على مخالفي هذه القوانين بين الجلد وبتر الاعضاء لتصل إلى الاعدام في الحالات التي يتم فيها خرق القوانين المتعلقة بالتدخين.
وقد كونت "داعش" كتيبة نسائية اسمها كتيبة "الخنساء" تقودها "أم ريان" وجاء ذلك بعد تعرض أفراد من التنظيم لعدة كمائن نفّذها انتحاريون يرتدون زيا شرعيا فشكلت "داعش" كتيبة نسائية لتفتيش كل النساء خوفا من تكرّر هجومات من هذا النوع.
كتيبة الخنساء
بدأ تنظيم "داعش" بتسيير دوريات نسائية في شوارع مدينة الرقة بعد تشكيل كتائب من النساء الداعشيات في المدينة.
وبينت الكثير من المصادر، أن مقر الكتيبة التي أطلق عليها اسم "كتيبة الخنساء" وتقودها امرأة تونسية تدعى أم ريان وهي زوجة أحد امراء التنظيم في المدينة يقع في الفندق السياحي في الرقة وفيه سجن ومقر لجلد النساء اللاّتي لا يلتزمن بارتداء النقاب وفقا لتعليمات أمير التنظيم في المدينة أو من تصدر بحقهن أحكام جلد وسجن تبعا لجرائم مختلفة.
وتتمثّل مهمة الكتيبة الأساسية الانتشار في شوارع مدينة الرقة والتأكد من شخصية وهوية النساء والقبض على اللاّتي يخالفن تعليمات "داعش" في المدينة.
وقد تأسست كتيبة الخنساء النسائية مطلع 2014 وتتكون عناصرها من خليط من الجنسيات التونسية والأوروبية والشيشانية وغيرها من الجنسيات بدأت كمجموعة احتسابيه تدور في الشوارع والأسواق وتدخل البيوت للاحتساب على النساء أي القيام بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم تطورت مهمّتها إلى إقامة الحدود والعقاب كالجلد والسجن وكذلك التعذيب ثم أصبحت مهمّتها جزءا من الكتائب المشاركة في القتال والعمليات العسكرية بالإضافة إلى عملهن الأساسي.
كما للكتيبة مشاركات فاعلة ضمن منصات الانترنت، فقد تولت الكتيبة فور تشكيلها مهمة ملاحقة النساء اللاّتي يخالفن قوانين "داعش" في المنطقة قبل أن تتسع مهامها إلى تدريب مجموعات نسائية على حمل السلاح ضمن معسكرات خاصة محاطة بالكثير من السرية والغموض ويظهر تأثير العنصر الاوروبي في صفوف الكتيبة خاصة البريطانيات والفرنسيات.
أما الخليجيات فغير مرحب بهن رغم وجودهن لكثرة حالات الهرب في صفوفهن فيما تحتل الجنسية التونسية النّسبة الأكبر بين النساء.
وتقتصر مهام تلك الكتيبة ظاهريا على شؤون بعض المكاتب دون غيرها، لكن الكثيرات من "المهاجرات" الأوروبيات والعربيات الوافدات من مختلف اصقاع العالم، يخضعن لتدريبات عسكرية داخل الكتيبة إضافة إلى تلقينهن اصول الفكر المتشدد ضمن مخيمات خاصة تتوزع بين العراق وسوريا.
وقد حدّد تنظيم "داعش" شروط انتساب النساء إلى هذه الكتيبة وفي مقدمتها أن تكون المرأة عزباء وقد تجاوز التنظيم هذا الشرط فيما بعد لحاجته إلى تكثيف العمل النسائي وتتقاضى المجنّدة 25 ألف ليرة سورية شهريا أي ما يعادل 200 دولار أمريكي ليصل عدد النساء في كتيبة "الخنساء" التي شكلها التنظيم المتطرف في مدينة الرقة فقط إلى 200 امرأة في 2015.
وتشير مصادر، إلى ان المسؤولة عن هذه الكتيبة تدعى "أمّ ريان" وهي تونسية قدمت من العراق إلى الرقة برفقة زوجها ضمن عشرات من عناصر "داعش" بعد أن زوجت ابنتيها لبعض كبار المسؤولين في التنظيم.
وتتولى "أم الريان" مهمة الاشراف على جلد النساء المخالفات في المدينة، وتعتبر "أمّ ليث" أشهر البريطانيات المنخرطات في الكتيبة ممن لهن دور في الانترنت إلى جانب أخريات يعرفن بالكني "أمّ حارثة" و"أمّ وقاص" و"أمّ عبيدة" وهن أشهر الناشطات على شبكات التواصل.
ورغم أن الكتيبة تتمركز في محافظة الرقة السورية، فقد انتقلت للقتال الآن في كوباني لضرب أهداف كردية، وقد قامت احدى الانتحاريّات بتفجير نفسها في مبنى "البلدية" في كوباني.
كما انتقلت زعامات من الكتيبة في شهر سبتمبر 2015 وعلى رأسها "أمّ ريان" إلى ليبيا لتشكيل فرع لها من النساء وتدريبهن في سرت، وهناك الكثير من الجنسيات التونسية الليبية، الجزائرية المغربية.
دليل "الداعشيات"
ونشرت كتيبة "الخنساء" دليلا يتضمّن بالخصوص قوانين التعامل مع النساء غير المسلمات، وبعض الفتاوى الأخرى مثل نكاح النساء المرتدات اللاتي ولدن مسلمات وغيّرن دينهن.
ويمنع الدليل بشكل قاطع النساء من اللجوء إلى صالونات التجميل ومراكز التزيين، مشيرا إلى أن هذه المهن هي مهن الشيطان.
ويشير الدليل أيضا إلى حياة النساء داخل "مجتمع الخلافة"، حيث يؤكد على ضرورة دراسة النساء للعلوم الدينية وتعلم المهارات المنزلية كالخياطة والطبخ.
ويستنكر الدليل ايضا الانجازات العلمية لعلماء العرب وعلماء الدول الغربية، ويوضح أن "المجتمع الاسلامي المثالي" يجب أن يمتنع عن العلوم ومحاولات كشف أسرار الطبيعة.
"أميرات الحرب" الداعشية
حسب آخر المعطيات توجد "أميرات حرب"، يشرفن على الشؤون العسكرية بشكل اختصاصي ومنفرد عن بقيّة المهام المعتادة.
سجى الدليمي زوجة أبي بكر البغدادي
حسب ما هو متداول عن سجى الدليمي، تتبنّى عائلتها فكر "داعش" بداية من والدها حميد ابراهيم الدليمي، وهو أحد أمراء "داعش" في سوريا، التي دخلها منذ اللحظات الأولى للقتال.
وقتل الدليمي الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ"داعش" في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 سبتمبر الماضي.
وقد تزوجت سجى الدليمي ثلاث مرات: المرة الأولى من شخص عراقي اسمه فلاح اسماعيل جاسم، وهو أحد قادة جيش الراشدين، والذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الانبار في عام 2010 وهو من حاشية نظام صدام حسين ولها منه ولدان ومنذ ست سنوات تزوجت من ابي بكر البغدادي لمدة 3 أشهر وانجبت منه فتاة وهي الآن متزوجة من فلسطيني وحامل).
وهناك معلومات أخرى، لم يتم التأكد من صحتها تقول: "إنّ طليقة البغدادي كانت تشتغل حلاقة وفي بعض الأحيان خياطة في بغداد".
"أمّ ريان" التونسية
بعد أقل من شهر على سيطرته المطلقة على محافظة الرقة، أعلن تنظيم "داعش" في فيفري الماضي عن تشكيل كتيبة نسائية مسلحة أطلق عليها تسمية "كتيبة الخنساء" وحسب المعلومات المتوفّرة فإنّ هذه الكتيبة تخضع لإمرة "أمّ ريان" وهي تونسية الجنسية جاءت مهاجرة مع زوجها من العراق ضمن عشرات من عناصر "داعش" تم استقدامهن إلى الرقة.
وتحظى تلك الكتيبة بامتيازات كثيرة ضمن الاختصاصات التي تخضع لها مثل دوريات الحسبة والمكاتب الدعوية، إضافة إلى سطوتها البارزة في مكاتب الخدمات الاسلامية وسهم اليتيم، انتقالا إلى نشر الفكر الدعوي للتنظيم بين نساء المدنيين وطالبات المدارس، كما كثر الحديث عن سطوتهن وسلطتهن الممتدة وصولا إلى المكاتب الأمنية.
"عائشة العراقية"
ذاع صيت "الأميرة" عائشة العراقية في صفوف مقاتلي تنظيم "داعش" الذين تدفقوا في الفترة الاخيرة للمشاركة في معركة مدينة عين العرب "كوباني" بعد ان تبين أن مهام هذه المرأة العراقية تتخطى مسؤولياتها في كتيبة الخنساء النسائية التابعة للتنظيم.
وتنحدر عائشة واسمها الحقيقي وفق ما كشفته مصادر مقربة من التنظيم، عائشة عثمان من محافظة ديالي شمالي العراق، وهي في العقد الثالث من عمرها وسبق أن عملت كمدرسة في مدرسة للتمريض.
ولا يأتي انضمام عائشة إلى التنظيم من فراغ إذ سبق وأن سجنت لمدة سنة وثمانية أشهر في معتقل "أبو غريب" وكانت من بين 150 معتقلا الذين تمّ تحريرهم إثر عملية بسيارة مفخخة استهدفت السجن عام 2004 وبعد خروجها من المعتقل عرف عنها مواقفها الداعمة لكل تيار جهادي على الارض إلى أن اختفت تماما دون أيّة معلومات واضحة عنها لتظهر من جديد كشخصية اعتبارية يزعم الجميع أن لكلمتها إذًا أنا صاغية في مجمع "الحل والعقد" وبوصفها عقلا من بين العقول التي أخذت خارطة فتوحات تنظيم "داعش" في العراق وسوريا على عاتقها.
وعلى الرغم من ظهورها الحالي في صورة الأحداث، فهي غالبًا ما تنتقل بين مناطق عدة، واقعة تحت سيطرة التنظيم علما أنّها متزوجة من تونسي يلقّب بـ "أبي حفص".