بعد مرور 46 عامًا، مازالت المرأة هي بطلت قصة تدور عن طفل وعلبة حليب، سببها تخفيض الميزانية وضحيتها عائلات فقيرة وأطفال بحاجة إلى ما يكمل غذاءهم، ليس على سبيل الرافهية لكنها حاجة ضرورية له ولأمه، لكن اليوم اختلفت اليوم المقاعد، فبطلة القصة في عام 1970 كانت وزيرة "منعت الحليب" وبطلتها اليوم أم تستنجد من أجل الحصول عليه.
تظاهرت عشرات من السيدات، أمس الخميس، بسبب نقص عبوات "لبن الأطفال المدعم"، وذلك بعد أن زاد سعر اللبن المخصص للمواليد وصلت إلى 60 جنيهًا للعبوة، وكذلك زاد سعر العبوة من سن يوم إلى ٦ أشهر بـ ٥ جنيهات بدلا من ٣ جنيهات، بزيادة قدرها 40 % وكذلك صرف الألبان للأطفال الأكبر من ٦ أشهر بـ ٢٦ جنيهًا بدلاً من ١٨ جنيهًا، وأن الألبان غير المدعمة تم رفع سعرها من ١٥٪ إلى ٣٠٪.
أزمة الاحتجاجات بسبب عدم الحصول على الحليب، ضربت المملكة المتحدة في عام 1970، بعدما تولت مارجريت تاتشر منصب وزيرة التعليم، حيث قررت تاتشر رفع توزيع الحليب المجاني في المدارس على الأطفال من سن سبع سنوات إلى عشر سنوات، وهو ما قوبل بموجات عارمة من الانتقاد والاحتجاجات، وأطلق عليها بعدها بـ "سارقة الحليب"،وبحسب تقرير اجتماع مجلس الوزراء المصرح به في 2001، فقد تراجعت ثاتشر عن قطع الحليب عن الحضانة خوفًا من رد فعل الشعب.
"الميزانيات سبب مشترك"
تتجه الحكومة المصرية لتقليل خدمات الدعم بسبب الوضع الاقتصادي الذي تتعرض له البلاد، ويبدو أن الميزانية وتقليص النفقات قاسم مشترك كذلك بين موقف الحكومة المصرية وتاتشر في قضية الألبان، فبعد أن تولت مارجريت تاتشر وزارة التعليم في بريطانيا، اضطرت إلى اجراء تخفيضات في الميزانية العامة، واقترحت وضع حلول ومعايير فيما يخص ارتفاع اسعار الوجبات المدرسية، واقترحت بعدم دفع رسوم للمدارس والمكتبات، وجهت أيضا دعوات لوضع حلول لهذه المشكلات، وباستثناء رسوم المكتبات تقبل كل الاقتراحات والآراء في اجتماعات مجلس الوزراء.
مارجريت "اليسارية" خسرت في انتخابات حزب المحافظين عام 1974، وتم تعيينها في وزارة البيئة والاسكان، وبعد بتوليها هذه الوزارة عملت على توفير العائدات للحكومات المحلية للانتقال إلى النظام الضريبى النسبي، وبدأت في تكوين سياسات الدفاع عن الضرائب النسبية المؤقتة، وقد جمعت هذه السياسة بين كبار انصار حزب المحافظين، حتى فازت برئاسة الحزب عام 1975.
"اللمسة الأخيرة للأزمة"
في محاولة لتدارك أزمة لبن الأطفال، مع ارتفاع أسعار الألبان من 17 جنيهًا لـ 60 جنيهًا للعلبة، أعلن وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين، أن القوات المسلحة ضخت 30 مليون علبة لبن للأطفال بالصيدليات بأسعار 30 جنيهًا للعبوة بدلا من 60 جنيها، وهو ما طرح تساؤلات عدة لدى المواطنين، أهمها ما فائدة أن تدير وزارة الصحة أزمة اللبن المدعم، وأين كانت العبوات المتوفرة بالأسواق بعد إعلان الوزير عن مساهمة القوات المسلحة في حل الازمة، ولماذا يتم بيع العبوة بسعر مختلف عن المدعم والطبيعي، وليس بسعر العبوة المدعمة!.