تمتلك إسرائيل منظومة دفاع جوى متطورة تطلق عليها " القبة الحديدية " قادرة على التصدى لهجمات المقاتلات والصواريخ الباليستية على السواء، لكن نظام القبة الحديدية برغم كفاءته المقدرة بنحو 90 فى المائة اثبت فشلا فى تأمين اجواء اسرائيل من الطائرات التى تعمل بدون طيار المعروفة باسم "درونز" والتى قد تكون الصيحة الجديدة فى عالم حروب الغد الجوية وبخاصة لدى المنظمات والجماعات المسلحة المناوئة.
إزاء هذا الخلل الخطير، بدأت اسرائيل فى تطوير منظومة "قبة حديدية" خاصة للوقاية من هجمات الطائرات التى تعمل بدون طيار وأطلقت على منظومتها الجديدة اسم " درون دوم " وتقوم المنظومة الجديدة على وحدات ذات تقنية عالية فى استكشاف وتتبع وتحييد للطائرات التى تعمل بدون طيار لمحيط مسحى يصل الى 360 درجة، وان يتم نشر هذا النوع من الوحدات فى المواقع الحيوية والحساسة على امتداد اسرائيل،وسيكون لوحدات "الدرون دوم" القدرة على التعامل الالكترونى المباشر مع الطائرات المعادية التى تعمل بدون طيار بعد تمييزها، كما بالامكان التحكم بشريا فى عمل تلك الوحدات الدفاعية.
وتبذل مؤسسة رافائيل الاسرائيلية للصناعات الجوية الدفاعية جهدا كبيرا فى تطوير تلك المنظومات الجديدة لتأمين الاجواء الإسرائيلية من كافة أوجه التهديد التى باتت الطائرات التى تعمل بدون طيار إحداها، وتقوم فكرة تلك الوحدات على أحداث حالة من التشويش الاليكترونى الذى يعرقل عمل انظمة التوجيه عن بعد لتلك الطائرات وإعطاء صدمة كهرومغناطيسية قادرة على اسقاطها قبل بلوغ اهدافها او تفجير ما تحمله من قنابل فى الجو.
ويقول الخبراء أن فعالية منظومة "درون دوم" الجديدة ستتوقف على مدى التطور المضاد فى تقنيات مقاومة التشويش المزودة بها الطائرات التى تعمل بدون طيار.
وعلى أية حال، فإن منظومة " درون دوم" الاسرائيلية ستفتح بلا شك باب تطوير مستقبلى – وتطوير مضاد – لوسائل التشويش الاليكترونى المضادة للطائرات وهى التقنيات التى استخدمتها بكثافة كل من ارمينيا واذربيجان فى صراعهما المسلح على اقليم ناجورنو كاراباخ وعندها اتجهت عقول خبراء الدفاع الجوى الروس الى استنباط وسائل للتشويش الاليكترونى لتحييد هجمات الطائرات التى تعمل بدون طيار وكانت من الإنتاج الإسرائيلى طراز بلوبيرد – خفيفة التذخير، وهى الوسائل التى تم تجربتها عمليا فى ميادين المعارك حول هذا الاقليم ونجحت فى إسقاط احدى هذه الطائرات .