اعلان

خامينئي يفقد عقله.. المرشد الإيراني يطالب بـ"تدويل الحج".. ومحللون: يستهدف الأمن القومي للسعودية.. ويستغل بيت الله الحرام

خامينئي والحج

لم ينته الأمر على منع حجاج إيران من الطواف حول بيت الله الحرام، بل تداعى الأمر إلى سحب تجهيزات موسم الحج من السعودية، هكذا تطور موقف قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، تجاه قضية الحج مع المملكة العربية السعودية.

ودعا خامينئي اليوم الاثنين، العالم الإسلامي إلى إيجاد حل لإدارة السعودية لمناسك الحج بسبب ما وصفه بالسلوك الظالم حيال الحجاج، مطالبًا بالتفكير الجدي بحلّ لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج" محذرا من أن تجاهل ذلك سيعرض المسلمين مستقبلا "لمشكلات أكبر" دون أن يوضح طبيعتها.

مطالبة خامينئي بتداول تنظيم موسم الحج، يهدف بشكل أساسي إلى التدخل في الأمن القومي السعودي، حيث رأى بعض المحللين السياسيين أن تنظيم موسم الحج، يتطلب خططًا تتعلق بأمن السعودية، وتحركات أمنية على المستويات المختلفة، فتداول التنظيم سيخترق خصوصية هذا الملف وهو أمر لا يمكن تصديقه، فربما فقد خامينئي ما تبقى من رجاحة عقله في خلافه مع السعودية حتى طرح هذا الطرح.

"خامينئي يكشف عن وجهه الحقيقي"في رسالة نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر وجه أكثر هجومًا للمرشد الإيراني خاميئي وصف فيها السعودية بـ"الشجرة الملعونة"، مضيفًا: "الحكام عديمي الدين والضمير" الذين خلقوا فاجعة منى الكبرى يتشدقون الآن بعدم تسييس الحج، ويتهمون الآخرين بالذنوب الكبرى التي ارتكبوها، أو تسببوا بها".

وقال خامنئي في رسالته :"بدل أن يعتذر حكام السعودية ويبدوا ندمهم ويلاحقوا المقصرين المباشرين في هذه الحادثة المهولة قضائيا، تملصوا بمنتهى الوقاحة وعدم الخجل حتى من تشكيل هيئة تقصي حقائق دولية إسلامية. وبدل الوقوف في موضع المتهم وقفوا في موضع المدعي، وأعلنوا بخبث واستهتار أكبر عن عدائهم القديم للجمهورية الإسلامية ولكل راية إسلامية مرفوعة ضد الكفر والاستكبار".

"أزمة منى شرخ جديد وحجة رابحة"استغلت إيران حادث منى، الذي وقع العام الماضي، في السعودية، والذي لقي فيه عدد من الحجاج الإيرانيين حتفهم، فأعلنت إيران أن مواطنيها لن يؤدوا فريضة الحج إلى مكة المكرمة هذه السنة، متهمة السعودية بوضع "العراقيل" ومنع الإيرانيين "من التوجه إلى بيت الله الحرام".

وقالت مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية في بيان أن "الإيرانيين سيحرمون من أداء هذه الفريضة الدينية للعام الجاري بسبب مواصلة الحكومة السعودية وضع العراقيل، بما يحملها المسؤولية في هذا الجانب"، مضيفة أن "السعودية مسؤولة عن منع الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج للعام الجاري".

كما أن الأمر لم يقف على حد منع الحجاج من زيارة بيت الله الحرام، حيث صرح مسؤول إيراني، بأن بلاده رفعت شكوى إلى منظمة التعاون الإسلامي والجمعية العامة للأمم المتحدة ضد المملكة العربية السعودية بزعم منع الإيرانيين من أداء فريضة الحج لهذا العام.

وقال محمد حسن أصفري، عضو لجنة السياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، إن طهران غير مستعدة لإرسال مواطنيها للحج هذا العام طالما أن "السعودية لم تغير سلوكها تجاه إيران وتعمل على زج موضوع الحج في الخلافات السياسية"، مؤكدًا أن ايران ستقدم شكوى ضد المملكة لدى منظمة التعاون الإسلامي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

"خامينئي يدين القتل ويدعم الحوثيون والشيعة في حروبهم"في رسالته قال خامينئي عن السعودية إن "الحكام المثيرين للفتن الذين ورطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية وقتل وجرح للأبرياء عن طريق تأسيس وتجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة، وراحوا يغرقون اليمن والعراق والشام وليبيا وبلدانا أخرى في الدماء، هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله".

واتهم قائد المرشد الأعلى حكام السعودية بـ"مد يد الصداقة نحو الكيان الصهيوني المحتل، مغمضين أعينهم عن آلام الفلسطينيين ومصائبهم المهلكة، وبنشر مديات ظلمهم وخيانتهم إلى مدن البحرين وقراها" على حد تعبيره.

وفي الوقت الذي يدين فيه المرشد الإيراني دعم السعودية لأطراف في اليمن وسوريا، لا يخفى على أحد الدور الذي تلعبه إيران في دعم الشيعة في العالم العربي، خاصة في نزاعات سوريا واليمن ودعم الحوثيين وعلي عبد الله صالح، وكذلك حزب الله اللبناني.

"لماذا تركز إيران على ضرب السعودية؟"يبدو أن هذا الخلاف الذي تحاول إيران إثارته يتعدى موسم الحج، فهو يتمحور بشكل أساسي حول دور السعودية وطموح إيران في المنطقة، لكن إيران تستغل قضية الحج في أهداف أخرى سياسية، رغم ان السعودية نحت قصة "حجاج بيت الله" بعيدًا عن اي خلاف سياسي، ورغم قطع العلاقات الثنائية بينها وبين إيران، وهذا يتجلى في عدة نقاط:

1/ موقف البلدين بشأن عدد من الصراعات والحروب في المنطقة معروف، لاسيما فيما يتعلق بالحرب في سوريا واليمن، فالسعودية تقود تحالفاً عسكرياً عربياً ينفذ ضربات جوية ضد جماعة الحوثي الشيعية، التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء بقوة السلاح منذ أكثر من عام، وتحظى بتأييد إيراني سياسي يُقال أنه يمتد إلى دعم لوجستي أيضاً.

2/ في سوريا، تدعم الرياض بعض جماعات المعارضة السورية بالسلاح والمال والمواقف السياسية، تقف إيران دون أي غموض إلى جانب النظام السوري، بل وقامت بإرسال قوات وضباط عسكريين من الحرس الجمهوري (فيلق القدس) للقتال ضد فصائل المعارضة إلى جانب قوات النظام.

وبحسب مقال نشرته جريدة الحياة اللندنية، فإن السياسة تختلف عن المذاهب وأن إيران لا تعرف غير مصالحها السياسية والاستراتيجية، وأنها ستسعى بكل ما أوتيت من قوة لتحقيقها، ولو أدى هذا إلى التخطيط لضرب مصالح مصرية أو سعودية، بدعوى أن الدولتين تشكلان عائقاً أمام الطموحات الإيرانية لتزعم المنطقة ودخول النادي النووي.

وأضافت الجريدة أنه حتى عندما تكشفت تلك العلاقة في شكل جلي للقاصي والداني، رفض بعضهم الاعتراف بها، وتحدث آخرون عنها كبديهيات من دون خجل أو وجل أو اعتذار. وأخيراً، فإن المواجهة الإيرانية الخشنة مع السعودية، واستخدام حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وشيعة الخليج ربما في ما بعد لن ينفع إيران بشيء، بل على العكس سيزيد من عمق أزمتها، وسيوسع من دائرة المواجهة معها، والأيام المقبلة حبلى، ربما بما لم تكن تتوقعه طهران ولا عملاؤها في المنطقة، إيران تريد دول الخليج، وتريد زعزعة الاستقرار في مصر حتى لا تقف مع أشقائها في الخليج، لأن مصر والسعودية قوتان تقفان حجر عثرة أمام طموحات إيران التوسعية، لفرض المذهب الشيعي على المنطقة وإحياء حلم إمبراطورية فارس التي قضي عليها. إيران تريد تفتيت العرب أكثر مما هم فيه، ولا تريد لهم الخير، هذا لا جدال فيه.

وعلى جانب آخر نشرت جريدة الشرق الأوسط، مقالًا قال أنه :"وبالرغم من انفتاحها وإعلان رغبتها في التحاور مع الأنظمة الحاكمة في المنطقة، فإن إيران – كما حدث أثناء العدوان الأخير على غزة ـ تنتهز كل عدوان إسرائيلي لتحريض الشعوب العربية على حكامها، مباشرة أو بواسطة الأحزاب والتنظيمات التي ترعاها، مستهدفة الدولتين ـ الركنين في جسم الامة العربية، أي مصر والسعودية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
شعبة السيارات: موديلات "فولكس فاجن" و"أودي" المفرج عنها بالجمارك مباعة مسبقًا ولن تؤثر على حركة السوق