العلاقات الإيرانية السعودية إلى أين؟ محاولات إيران لتسييس الحج ! "سعد الدين ابراهيم": العلاقات الايرانية السعودية ساءت أكثر مما كانت عليه

حاولت ايران محاولاتها الأخيرة هذا العام لتسييس الحج هذا، بما فيها منع مواطنيها من أداء الشعيرة هذا العام والمطالبة بتدويل الحج تحت حجج وذرائع واهية، قامت السعودية بفتح أبوابها أمام الإيرانيين القادمين إلى مكة من كل أنحاء العالم، الأمر الذي لاقى ترحيبا واسعا من قبل الرأي العام الإسلامي، مما أغضب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي شن هجوما غير مسبوق على المملكة الاثنين..

لكن كل هذا التعنت من قبل المرشد وبطانته لم يمنع المواطنين الإيرانيين من استغلال الفرصة الذهبية التي وضعتها السعودية أمام أيديهم بإمكانية الذهاب إلى الحج عن طريق دولة ثالثة، حيث سارع المئات منهم بتقديم طلبات تأشيرة الحج غير مكترثين بالمآرب السياسية لحكامهم، وقد تمكن المئات منهم بالفعل من القدوم من مختلف دول العالم لأداء مناسك فريضة الحج هذا العام..

كما تأرجحت العلاقات السعودية الإيرانية منذ انتصار الثورة عام 1979 وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران بين العديد من حالات التصادم والتفاهم أو الصعود والهبوط أو الوئام والخصام، عاكسة مجموعة من التطورات والتفاعلات التي شكلت محددا لطبيعة العلاقات وبشكل لم يكن بعيدا عن المذهبية الدينية أو المصلحية السياسية أو التأثيرات الخارجية.

وشكلت مواسم الحج قنابل موقوتة داخل جسم تلك العلاقة المتوترة، وتعتبر أحداث مكة في موسم الحج في أغسطسآب 1987 -التي خرج الحجاج الإيرانيون فيها بمظاهرات مؤيدة للثورة الإسلامية- منعطفا مهما في العلاقة بين البلدين ترتب عليه قطع العلاقات بينهما واستمر ذلك الانقطاع حتى عام 1991. كما اتخذت العلاقات بين البلدين شكلا من أشكال الصراع الحاد في ظل اتهام إيران بالعمل على تصدير الثورة الإسلامية للخارج.

وظل مؤشر العداء والتوتر مسيطرا على المسافة الزمنية الممتدة منذ قيام الثورة وحتى وفاة ؟"الخميني" وخصوصا بعد إنتهاء حرب الخليج الثانية (1990-1991) إلى أن حدثت بعض التطورات التي خرجت من رحم الثمانينيات في القرن الماضي لتشكل مع بداية التسعينيات من نفس القرن مرحلة جديدة من العلاقات بعد أن هدأ إلى حد كبير الاتهام الموجه إلى إيران بتصدير الثورة. في تلك المرحلة برز نجم الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني ومن بعده الرئيس" محمد خاتمي" اللذين كرسا نهجيهما في تأسيس علاقات حسن جوار وبالذات في عهد خاتمي الذي طرح فكرة حوار الحضارات والإنفتاح على العالم والتطبيع مع الدول العربية.

وكان نتيجة ذلك أن شهدت العلاقات السعودية الإيرانية درجة عالية من التطور والتنسيق والتعاون ترجم في تعدد وتبادل زيارات المسؤولين من البلدين وعلى مستوى عال، وتوجت تلك العلاقة بتوقيع اتفاقية أمنية عام 2001 شكلت محطة مهمة ليس فقط في علاقة البلدين بل في الخليج العربي بأكمله لأنها انتقلت من مرحلة البروتوكولات الدبلوماسية إلى عمق العلاقة وتأصيلها شعبيا ورسميا.

-العلاقات الايرانية السعوديه فى عهد "أحمدى نجاد "

الوضع في علاقة البلدين في عهد نجاد يتشابه مع مرحلة الخميني، ويزيد في درجة توحدها انفجار بعض الملفات الساخنة والمتمثلة في الشحن الطائفي الموجود في المنطقة، والبرنامج النووي الإيراني الذي يلقي بظلاله الأمنية على دول الخليج، وكذلك الدور الإقليمي الذي تلعبه إيران في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، وأيضا الوجود العسكري الأجنبي في الخليج الذي يثير هواجس إيران إزاء ملفها النووي.

وقد بدت إرهاصات ذلك التباعد في التحرك السعودي المضاد لمواجهة الدور الإيراني في المنطقة وتخلت الرياض عن دبلوماسية الكواليس إلى التحرك العلني للعب دور مهم في إعادة تشكيل خريطة الصراعات في المنطقة. ففي الملف العراقي وجهت السعودية تحذيرا غير مباشر إلى إيران للتخلي عن ما وصفته بجهود إيرانية لنشر المذهب الشيعي في العالم العربي الذي تسوده الغالبية السنية، واحتضنت لقاء جمع علماء السنة في العراق. كما أنها ترصد بعيون مفتوحة تطورات ذلك الملف وانعكاساته الداخلية على الشيعة في السعودية.

وفى هذا السياق قال الدكتور "سعد الدين ابراهيم " رئيس مركز ابن خلدون أن العلاقات السعودية الايرانية سائت وتسوء منذ الثورة الايرانية، وتحاول ايران الأن أن تحافظ على اختراق البلدان المحيطة بالسعوديه مثل البحرين والعراق ولبنان واليمن حتى تضع السعودية فى طوق لا تستطيع الخروج منه، لذلك فان ايران تؤيد الحوثيين فىاليمن على عكس السعودية التى تؤيد الشرعية وطبعا تحاول السعودية جاهدة أن تدفع عنها هذا الاذى، ودائما ما يستغل الإيرانيين موسم الحج للقيام بالمظاهرات فى مكة والمدينة لإيهام السعودية بأنها غير قادرة على حفظ الأمن والأمان فى موسم مهم مثل موسم الحج.

وأضاف "ابراهيم " أن العلاقات الخارجية بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية وبسبب مختلف الخلافات السياسية والعرقية والمذهبية على مر التاريخ، اتسمت العلاقات بين البلدين بالإحتقان الشديد وإنقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1943 بسبب إعدام السلطات السعودية أحد الحجاج الإيرانيين، كما وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران من جديد في 1987 بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية عرفت باسم أحداث مكة 1987. لكن تمت استعادة العلاقات عام 1991، وقطعتها السعودية مجددًا في مطلع 2016 بعد الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً