طالب وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، إيران، بـ”الوقف الفوري لتدخلاتها في الشؤون العربية”، وآخرها “محاولة تسييس فريضة الحج في السعودية”.
تصريح وزير الخارجية، في فعاليات اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته الـ 146، وضع النهاية لما يحدث دائمًا حيث تختفي البحرين عن الصراع المعلن، في حين تشهد صراعًا حادًا بين السنة والشيعة "الإيراني – السعودي" حيث تصطدم الأغلبية الشيعية 70% مع الأسرة الملكية السنية، فأكثر تطورات التغيير الرئيسية التي تعيد تشكيل الواقع السياسي و السياسة الدينية و الإجتماعية في الشرق الأوسط ، هذه التطورات ستعيد صياغة العلاقات بين المنطقة و الولايات المتحدة بشكل خاص والغرب، و كذلك العلاقات المتوترة بين السنة و الشيعة .
ذكر تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي في عام 2015، أن البحرين تتحول تدريجيًا إلى ساحة نزاع رئيسية بين قوتين إقليميتين في الخليج إيران الشيعية تعتبر نفسها كممثلة لما يعرف ( بالنظام الجديد الذي سيتأسس على أنقاض النظام الأمريكي الغربي القديم ) و الأنظمة العربية المدعومة من قبله.
وأضاف التقرير أنه من ناحية أولى إيران تحسن استغلال نقاط الضعف و النزاعات بين الدول العربية و انشغالها في الحفاظ على إستقرارها و تراجع الموقف الأمريكي حيالها، من ناحية ثانية المملكة السعودية السنية تبذل جهدًا ميئوس منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النظام القديم الذي ينهار من حولها، هذا الأمر يوضح جهود إيران داخل منظمة المؤتمر الإسلامي و الساحات الإسلامية الأخرى من أجل إبراز الإحتجاجات في البحرين و صم آذان العالم الغربي و السني عن سماع أصوات الإحتجاجات.
"البحرين في قلب المعركة".
إلى جانب تدخلات النظام الإيراني في البحرين، وإدعاء أن البحرين محافظة تابعة لإيران وقد حصلت على استقلالها، فإن دخول القوات السعودية كجزء من قوة درع الجزيرة في إطار إتفاقيات الدفاع بين دول الخليج إلى البحرين قرب الساحة السعودية، مع إيران أعطى مضمونًا جديدًا للنزاع التاريخي بين الدولتين اللتان تدعيان زعامة العالم الإسلامي، و أشعل من جديد حربا دعائية و فاقم من التوتر بينهما.
ويذكر التقرير، أن البحرين تتاخم العربية السعودية لذا فإذا ما سقطت في أيدي الشيعة و هي نتيجة تطمح إليها إيران منذ زمن ، فسيوفر ذلك لطهران الإقتراب المباشر من قلب العالم السني لذا فإن مجلس التعاون الخليجي أرسل قوة درع شبه الجزيرة العربية من أجل مساعدة البحرين و حماية المنشآت و المصالح الحيوية كذلك عرضت خلال الإجتماعات التي عقدها مجلس التعاون الخليجي بإدخال قوات من الأردن و من المغرب إلى مجلس التعاون و توسيع الجبهة ضد إيران.
"البحرين.. تخرج عن الصمت"
في الأشهر الأخيرة تصاعدت حدة التوتر في العلاقات بين إيران و البحرين و الذي ظل سائدًا منذ إقامة المملكة في السبعينات ، الخلفية لهذا التوتر هي انتشار الإحتجاجات ضد الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي، وهو ما استخدمته إيران، لتحقيق طموحاتها و تعزيز العناصر الشيعية خاصة ونفوذها في الشرق الأوسط المتنامي و بشكل عام.
و مع وصول قوات سعودية في إطار درع الجزيرة إلى البحرين، يرى مدير معهد ستراتفور للمعلومات الاستخباراتية جورج فريدمان أن الخطوة السعودية وضعت الإيرانيين بموقف صعب على نحو يمنع النظام الحاكم في طهران من استغلال الفرصة لإثارة القلاقل في المنطقة وبالتالي دفعها لاتخاذ خيارات أخرى أقل فعالية ومحفوفة بالمخاطر.
ويستند الكاتب الأميركي في تحليله الذي نشرته "الجزيرة.نت" على عناصر عديدة تجعل من البحرين موقعا لصراع إيراني سعودي غير معلن من بينها العامل الإقليمي والتوازنات في المنطقة بالإضافة إلى عوامل الاستقطاب المرتبطة بالعامل الطائفي بين طهران والمعارضة البحرينية من جهة وبين الرياض والأسرة الحاكمة في البحرين.
وأضاف ميدر معهد ستراتفور، أنه يبدو أن السعوديين مع معرفتهم المسبقة بمخاطر الدور الإيراني في المنطقة وتهديداته للنظام الحاكم في الرياض، سارعوا إلى استشارة الأمريكيين وسيروا قوة سعودية إلى المنامة لدعم الأسرة الحاكمة على الرغم من أن الرياض تقر ضمنيا أنها اضطرت لاتخاذ خطوة لم تكن متحمسة لها، ومع بلوغ طلائع قوات درع الجزيرة مشارف المنامة، يبقى السؤال المطروح حاليا كيف سيرد الإيرانيون الذين لم يكونوا يتوقعون قرارا سعوديا بالتدخل العسكري المباشر في الوضع البحريني.
الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الأمين العام للأمم المتحدة، وجه انتقادات لإيران قائلا "إن استقرار العراق رهن باحترام دول المحيط الجغرافي لسيادته واستقلاله الوطني. ويقودني ذلك إلى الحديث بكل وضوح عن التدخلات الإيرانية المرفوضة في الشؤون الداخلية للدول العربية: "هذه التدخلات أفرزت اضطرابات واحتقانات طائفية وصراعات مذهبية في عدد من البلدان العربية."
وانتقد المرشد الأعلى الإيراني، السعودية، على خلفية “عدم السماح للحجاج الإيرانيين” بممارسة ما يسمى مراسم “البراءة من المشركين”، قائلاً “يخفون عداءهم وحقدهم على الشعب الإيراني وراء عنوان تسييس الحج”، مشيرا أن “الحج هو موطن البراءة من المشرکين”.
وبعد ساعات من تلك التصريحات، جدد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، وزير الداخلية السعودي، اتهام بلاده لطهران بالمسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، متهما إياها بالسعي “لتسيس الحج، وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج والحجيج”.
وقال ولي العهد السعودي إن “المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران”، محذرا من أن “التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازماً وحاسماً”.
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم “البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران.