تفاصيل أغرب برنامج نووي وفضائي بالشرق الأوسط
طلاب الجامعة الروسية يحصلون على شهادتين من مصر وروسيا في الهندسة النووية
تدريس منهج المحطات النووية الروسي في مصر
في الوقت الذي تتنافس فيه الجامعات سواء كانت حكومية أو خاصة على وجود كليات القمة بين كلياتها، مثل كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، والتي تخطف بال طلبة وطالبات الثانوية العامة، خرجت الجامعة الروسية بفكرة جدية ومبتكرة أو «فكرة خارج الصندوق».
درست «الجامعة الروسية في مصر» الأوضاع التي تمر بها بمصر في الوقت الراهن، لتستخلص أنها تحتاج لمنظومة تعليم جامعية غير تقليدية، تواكب الركب الثقافي والحضاري الدولي، لتعلن عن برنامج جديد من نوعه، والذي يعتبر البرنامج الأول في افريقيا والشرق الأوسط وهو برنامج الهندسة النووية، الي جانب مطالبتها الأعلى للجامعات الخاصة الموافقة لها أيضا على برنامج الفضاء الخارجي.
وأمام تلك البرامج الفريدة كان لـ «أهل مصر» حوارًا مفتوحًا مع الدكتور شريف حلمي، رئيس الجامعة الروسية، لتفسير اختيار الجامعة لتلك البرامج الغير متعارف عليها في مصر الي جانب مواصفات الطلبة المقرر قبولهم بتلك البرامج ومصير الخرجين.
* - ما هي تفاصيل البرنامج النووي الجديد الذي أطلقته الجامعة هذا العام؟
يعتبر برنامج الهندسة النووية هو الأول من نوعه في مصر، بل وفي الشرق الأوسط وإفريقيا أيضا، فقد قمنا بالتفكير في ذلك اابرنامج منذ فترة ليست بسيطة، ومقتنعين بمبدأ أن تدخل الجامعات الخاصة تخصصات جديدة على ان تكون في حاجة الدولة، وكنا نري منذ فترة ان مصر سوف تدخل عصر المحطات النووية، وهذا ليس استنتاج فالجميع يعلم ان مصير البترول والغاز مصيره من 20 الي 25 سنة، وينضب، ولابد من وجود بديل.
هناك بعض البشر يتخيل أنه يمكن العمل فقط بالطاقة الشمسية او الرياح، والتي ثبت بالأبحاث ان تلك الطاقات محدودة جدا للمناطق النائية، والتي نسبة ضئيلة جدا، ولكن العلم يشير الي انه في حالة الحاجة الي إنارة مدينة كاملة فلا بديل عن الطاقة النووية، والعالم بالكامل خلال العشرين عاما القادمة سيعتمد على الطاقة النووية.
* - متى بدأت خطوات تنفيذ مشروع البرنامج النووي؟
وتابع حلمي: "لذلك قمنا بعمل لوائح منذ فترة لبرنامج الطاقة النووية، ولن نعلنه إلا في حالة اليقين أن مصر بالفعل سوف تدخل هذا العصر، والجميع يعلم مشروع الضبعة، والذي سوف يفتح أربع محطات لإعطاء 4.8 ميجا وات، ولمقارنة تلك المحطات بالسد العالي، نجد ان قوة المحطة أكبر من قوة السد العالي مرتين ونصف".
* - ما الدوافع وراء تنفيذ مشروع البرنامج النووي؟
وثبت ن تلك المحطات تحتاج الي اعداد ضخمة من المتخصصين حيث تحتاج المحطة الواحدة من 900 الي 1000 مهندس وفني، إذا انتظرنا سوف نجد أنفسنا نستورد متخصصين اجانب يتقاضون ارقام فلكلية.
فكان الحل لتلك الأزمة هو وجود جامعات تخرج متخصصين، أو إرسال مهندسين للتدريب على الطاقة النووية، لتشغيل المحطات، ومع دراسة هذا مع الدولة وجدنا أن الدولة تعطي المبعوث الي روسيا ما يقرب من 2500 دولار شهريا، وفي حالة إرسال مئات سوف نجد أن الدولة سوف تتكبد عناء دفع تلك الأرقام فلكية سيتقاضاها الجانب الروسي.
وكان البديل امتلاك برنامج متخصص في الطاقة النووية علي أن يكون الطالب على مستوي عالمي، ومتكامل فقمنا بتصميم جزء من الدراسة في مصر وسوف يحصل علية الطالب من مصر، والجزء الأخر في روسيا ويحصل الطالب ايضا علي شهادة بكالوريوس روسي معتمد من الجامعة الحكومية بروسيا علي ان يكون تدريب الطالب لمدة عامان ونصف هي مدة الدراسة في روسيا في محطات نووية، وذلك لضمان تعامله فور وصولة مصر للتعامل مع المحطات فورا، وبالتالي يكون قد قضي الطالب ثلاث سنوات في مصر وعامان ونصف في روسيا للتدريب في المحطات النووية، ومدة الدراسة مطابقة لنفس البرنامج في روسيا، ونفس المواد، علي ان يدفع الطالب نفس المصروفات التي يدفعها في مصر وهي 21 الف جنيه.
* - ما هو عدد الطلاب المقرر قبولهم بالبرنامج؟
من المقرر قبول ما يقرب من 100 طالب حيث انه مقرر لي بكلية الهندسة 400 طالب، ويعتبر هذا الرقم منطقي حاليا، خلال تلك الفترة، ولكن في حالة تشجيع الدولة سوف يتم زيادة الأعداد، وطبقا لقانون الجامعات الخاصة فإن الحد الأدنى للقبول بالكلية هو 85%.
* - لماذا وافقت روسيا علي التعاون في مثل هذا البرنامج؟
رغبة الروس في التعاون مع مصر ساعدت في إنشاء مثل هذا البرنامج، وعند إنشاء الجامعة الروسية تم الاستعانة بالبرامج الروسية "الإستاندر" وتطبيقها في مصر، وبرنامج المحطات النووية تم إدراجه خمس سنوات ونصف لمطابقة نفس البرنامج في روسيا، وتم الحصول على موافقة القطاع الهندسي في ذلك البرنامج، وبذلك وافق الجانب الروسي على منح البكالوريوس الروسي للطالب رغم دراسته نصف المنهج في مصر.
* - هل سيقتصر التدريس على طاقم روسي فقط؟
هناك بالفعل أساتذة روس في ذلك البرنامج، ولكن هناك أيضا مدرسين مصرين، على أعلى مستوي في الطاقة النووية، وسيتم عمل بروتكول مع الطاقة النووية بحيث يتم تخفيف نسبة الأعداد الروسية، كما ان مثل هذا البرنامج سيوفر ما يقرب من 500 مليون دولار شهريا في حالة إرسال بعثات مصرية الي روسيا للتعلم الطاقة النووية بشكل كامل.
* - منذ متي والجامعة تسعي للحصول على مثل هذا البرنامج؟
حاولت الجامعة منذ أكثر من سنة ونصف في الحصول على الموافقة للبرنامج.
* - هل هناك برامج جديدة سوف تنطلق خلاق الفترة القادمة؟
نعم هناك برنامج جديد هو برنامج الفضاء والاستشعار عن بعد، ولكن ليس متخصص في تصميم الصواريخ أو الذهاب للفضاء ولكن سيكون متخصص في العملية التعليمية، حيث سيتم تدريب الطلاب على نوعية معية من الأقمار الصناعية في مجال الزراعة، والمعادن، والبترول، حيث يستطيع برنامج محدد في القمر الصناعي يحدد عدد ونسبة الأفدنة المزروعة قمح أو أرز او ذرة، ومستوي المحصول، ونسبة الخصوبة لكل مساحة أرض.
وتابع رئيس الجامعة: المجال لابد من وجود كوادر تتعامل مع أنظمة التشغيل أو "السوفت وير" لهذا القمر وتحديد كافة مخرجاته، كما يستطيع أيضا تحديد الحرائق في أي منطقة وبدقة متناهية تماما، الي جانب تحديد المياه الجوفية والمالحة وتحديد نسبة الملوحة.
كل هذا جنبًا إلى جانب وضع برنامج خاص لحماية الأماكن الحيوية في مصر مثل كوبري 6 أكتوبر أو برج الجزيرة، ويطبق هذا على جميع المنشآت الاستراتيجية لإعطاء إنذار في حالة وجود اي خطاء يطرأ على تلك المنشآت.
* - متي يمكن أن يخرج هذا البرنامج إلى النور؟
لن يتم تطبيق هذا البرنامج إلا في حالة تطبيقه بروسيا أولا، وبالتالي سيتم مطالبة الجانب المصري بتطبيقه، ولذلك نريد تشجيع من الدولة وتسهيل الإجراءات لخروج هذا البرنامج الي النور.
وهناك برنامج أيضا في السياحة ولكنة مقترح من الجانب الروسي ولكن بطريقة مختلفة عن البرامج المعروفة في مصر، برنامج مشترك بين مصر وروسيا عن الإمكانيات السياحية في البلدين، وذلك من خلال إرسال جروب سياحي روسي مصاحب بمرشد سياحي روسي، وخروج جروب سياحي مصري مصاحب بمرشد مصري، ويكون علي علم بكل معالم الدولة هناك، وهناك برامج شراكة اخري في الصيدلة والأسنان، ولكن لابد ان يكون هناك تشجيع من الحكومة.
* - ما هو مصير خريجي طلاب تلك البرامج؟
وعدني الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال إحدى اللقاء ات معه بتبني هؤلاء الطلاب، وقد اكدت له أن الجامعة لا تحتاج لا قرش ولا مليم من الدولة، ولكن طلبها الوحيد هو تعين هؤلاء الخريجين، والرئيس وعد بذلك، وكان ردة إيجابي بالفعل.
* - هل تقليل مصروفات الجامعة نوع من السياسة لضرب جامعات اخري؟
احنا أرخص جامعة في مصر ورغم ذلك هناك أرباح.
* - هل فروق الأسعار بين الجامعات تعني جودة التعليم؟
هذا غير صحيح بالمرة هناك جامعات رغم انخفاض مصروفاتها بها أعلى جودة تعليم في مصر بالكامل.
* - هل هناك شراكات مع جامعات كثيرة في روسيا؟
بالفعل هناك العديد من الشراكات بين الجامعة والجهات الحكومية بروسيا، ولكن البيروقراطية الموجودة في مصر تتسبب في وقف العديد من تلك البروتوكولات، وكنا توسعنا في العديد من البرامج.
* - هل هناك طلاب بالجامعة حصلوا على شهادات مصرية وروسية في نفس الوقت؟
بالفعل هناك 28 طالب حصلوا على بكالوريوس مصري وبكالوريوس روسي النموذج الحكومي حيث ان هناك جهة واحدة في روسيا هي المنوطة بمنح الشهادات هناك، وحدث هذا العام، في الهندسة المدنية والميكانيكا، هؤلاء الطلاب هم من اختاروا السفر الي روسيا، ولكن يدفع الطالب نفس المصروفات ولكن يكون الفارق في تذكرة السفر والإقامة هناك.