أشاد الرئيسان الرواندي بول كاجامي، والكيني أوهورو كينياتا باتفاق الطاقة الجديد الذي أطلقه بنك التنمية الأفريقي AFDB، الرامي إلى الاستثمار في توصيل الطاقة الكهربية للشعوب الأفريقية بحلول عام 2025.
تحدث كاجامي وكينياتا في بث حي أذاعته محطة "سي إن بي سي - أفريقيا" على هامش مشاركتهما في اللقاء السنوي ال(51) لبنك التنمية الأفريقي، الذي استضافته أخيرا العاصمة الزامبية لوساكا، وشاركهما على الجانب الآخر، في اللقاء رئيس بنك التنمية الأفريقي، د. أكينوومي أديسينا، الذين أكدوا أمام الحضور أن "هدف توصيل الطاقة الكهربية بشكل شامل لكل أفريقيا بحلول عام 2025، الذي يعد الاتفاق الجديد لبنك التنمية الأفريقي، من المزمع إنجازه في ظل فيادة أديسينا للبنك التنموي".
ووصف الرئيس الرواندي كاجامي، الاتفاق بشأن الطاقة بأنه "صفقة كبرى لأفريقيا كلها"، مضيفا أنها ساهمت في إضفاء حافز جديد في الجهود التي كان يتعين بذلها من أجل نهوض أفريقيا منذ زمن بعيد.
ومن جهته، دعم الرئيس الكيني "الاتفاق الجديد"، مؤكدا أن أفريقيا لديها العديد من الإمكانات في مصادر الطاقة المتجددة التي بحاجة إلى المزيد من الرعاية والتنمية.
وأضاف الرئيس الكيني "لقد سمعنا ولدينا الكثير من الجانب النظري، لكن الآن ها قد جاء وقت التطبيق العملي من خلال دعم بنك التنمية الأفريقي لاستثمار الإمكانات الهائلة لأفريقيا"، ونبه رئيس بنك التنمية الأفريقي، د. أديسينا، إلى أن الرئيسين كاجامي وكينياتا يعكسان ما تحتاجه أفريقيا في الوقت الراهن، الإرادة السياسية لترجمة إمكانات أفريقيا إلى منافع ملموسة لشعوبها".
وقال "إن المال ليس هو الحل، بل الإرادة السياسية" .. مضيفا أنه بالرغم من حقيقة أن أفريقيا لديها الكثير من إمكانات الطاقة، فإن الصناعات لا تسايرها".
وكان بنك التنمية الأفريقي قد تعهد بتوفير 12 مليار دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة للاستثمار في الطاقة بمفردها، وأكد ضرورة توصيل الكهرباء إلى الأفريقيين كلهم بحلول 2025.
يقال إن 16 % من الأفارقة لديهم القدرة للوصول إلى أي نوع من مصادر الطاقة، وهناك 645 مليون أفريقي ليس لديهم قدرة على الوصول إلى التيار الكهربائي، بينما هناك أكثر من 700 مليون إنسان ليس لديهم طاقة نظيفة للطهي وإعداد الطعام.
يتضمن هدف بنك التنمية الأفريقي توسيع شبكات إمداد الكهرباء وزيادتها بنحو 160 ميجاوات، لربط 130 مليون إنسان بتلك الشبكات، وتوصيل الطاقة لنحو 75 مليون إنسان مرتبطين بمصادر بعيدة عن الشبكات الرئيسية، وإمداد 150 مليونا من العائلات بمصادر طاقة نظيفة للطهي.
وكانت الدورة الـ53 لاجتماعات بنك التنمية الأفريقي السنوية قد أقيمت تحت شعار "الطاقة والتغير المناخي".
وذهب الرئيس الرواندي كاجامي إلى تعزيز رؤية أديسينا بشأن الكهرباء، معتبرا أنه مع شيوع حالة من الملل والضجر من الظلام، فإن أفريقيا تشعر بالسخط حيال الفقر الذي يمكن علاجه والتعاطي معه عبر التصنيع وخلق فرص عمل للشباب، وقال كاجامي "هناك ضغط من شعوبنا، وهناك تعهدات من القادة للعمل على تقديم ما يلزم، لكن يتعين علينا إيجاد السبل للإسراع في برامجنا لتقديم نتائج أسرع".
أما وجهة نظر الرئيس الكيني فتؤكد أن الاستثمار في زيادة الترابط بين الدول في المناطق المختلفة التي ترغب في رؤية المزيد من الجهود من جانب القادة الأفارقة، قائلا "ينبغي علينا النظر إلى الطاقة كما ننظر إلى أي سلعة أخرى يمكن تداولها فيما بيننا. يجب علينا الاستثمار في ربط الشبكات، لتمكين أولئك الذين لديهم فائض من الموارد الكهربية لمشاركتها مع أولئك الذين لديهم موارد أقل".
وساق الرئيس الرواندي مثالا على ذلك مبرزا أن الاتفاق بين بلاده لتصدير 30 ميجاوات من الكهرباء إلى كينيا، بات مستحيلا نظرا للافتقار إلى خطوط نقل للطاقة تربط بين الدولتين، لافتا إلى أن مثل هذا الأمر يعد في حد ذاته مجالا حيويا للاستثمار.
وقد أجمع القادة الأفارقة الثلاثة على الحاجة إلى ضرورة دخول القطاع الخاص في الاستثمار في قطاع الطاقة، مؤكدين أن على الدول الإسراع في إجراء إصلاحات سريعة في نظم توليد الطاقة وتوزيعها وفتح المجال أمام مشاركة لاعبين جدد في تلك القطاعات، وقد شارك في الاجتماعات عدد من القادة الأفارقة ومن بينهم الرئيس الزامبي، إدجار لونجو، والرئيس التشادي، إدريس ديبي. كما شارك نائب الرئيس النيجيري، يمي إوسينباجو، ورئيسا وزراء تنزانيا وموزمبيق قاسم ماجاوليو، وكارلوس أجوستينهو دو روزاريو، على التوالي.
كما شهدت الاجتماعات مشاركة بارزة من شخصيات عالمية من بينها المغني آكون، والأمين العام للأمم المتحدة السابق، كوفي عنان، وعدد من المستثمرين ورجال المال والسياسيين المشاهير على رأسهم أليكو دانجوتي، وأشيش ثاكار، وجون كوفور، وماري روبينسون، ومو إبراهيم، ونانسي لي، ونجوزي أوكونجو- لويلا، وتوني إلوميلو.