تحل غدًا الأحد، ذكرى أحداث 11 سبتمبر، والتي وقعت في عام 2001، والتي استهدفت برجي التجارة العالمية بواشنطن.في حوار له نشرته جريدة الشرق الأوسط، قال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، إن الاستخبارات المصرية حذرت مسؤولين أمريكيين قبل أسبوع من وقوع هجمات 11 سبتمبر، من أن شبكة «القاعدة» التي يتزعمها أسامة بن لادن وصلت إلى مراحل متقدمة في تنفيذ عملية كبيرة ضد هدف أمريكي.
وأوضح مبارك، أن مسؤولين في الاستخبارات المصرية استخدموا عميلا سريًا على صلة وثيقة بشبكة «القاعدة» لمنع وقوع العملية لكنهم لم ينجحوا في ذلك، وأضاف مبارك أن مسؤولي الاستخبارات المصرية لم يعلموا بطبيعة الهدف المذكور ولم تكن لديهم فكرة عن ضخامة الهجوم، مشيرًا إلى أنهم لم يتوقعوا أن تكون العملية، في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر، بذلك الحجم وتوقعوا ان تكون العملية «هجوما على سفارة او طائرة او الاهداف المعتادة»، على حد قوله. واضاف قائلا: «إقدام الارهابيين على خطف طائرات لتدمير مبان، امر لا يصدق».
وبحسب جريدة الشرق الاوسط، لم يوضح مبارك كيفية رد مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين على التحذير المصري، الذي نفى مسؤول في الاستخبارات الأمريكية أن تكون الولايات المتحدة قد تلقته، إلا أن الرئيس الأسبق أوضح أن الجهات المعنية شددت الإجراءات الأمنية حول السفارة الأمريكية في القاهرة، مطلع شهر سبتمبر كنتيجة مباشرة للتحذير المذكور.
وأكد مبارك أن الجانب المصري «ابلغ الولايات المتحدة بكل شيء»، في إشارة إلى مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين.
وكان مبارك قد تحدث حول هذا التحذير كدليل على ان مصر اصبحت شريكا مهما في الجانب الاستخباراتي مع الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب خصوصا منذ 11 سبتمبر الماضي، وقال مبارك معلقا: «ربما يسأل بعض اعضاء الكونجرس عما تفعله مصر، لكن هناك الكثير مما لا نستطيع التحدث حوله خصوصا المعلومات ذات الصلة بالاستخبارات، فعلنا الكثير ولكن يتعين أحيانًا أن نعمل بهدوء».
ورفض عضو في الكونغرس الاميركي التعليق على ملاحظات مبارك. وأكد مسؤول بارز في دوائر الاستخبارات الأمريكية عدم تسلم «وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية» (سي آي ايه) أية تحذيرات من مصر حول أي هجمات محتملة خلال الايام التي سبقت 11 سبتمبر. واوضح المسؤول ان مصر ابلغت الولايات المتحدة مطلع عام 2001 بمعلومات حول «هجمات متوقعة ضد اهداف اميركية او مصرية دون أي اشارة الى عمليات اختطاف طائرات او هجمات داخل الاراضي الاميركية». كما نفى المسؤول كذلك ان تكون هذه التحذيرات قد جاءت قبل ايام من 11 سبتمبر.
وطبقا لما ذكره الرئيس المصري حسني مبارك، لجريدة الشرق الأوسط، فإن مسؤولي الاستخبارات المصرية ابلغوا نظراءهم الاميركيين خلال الفترة بين مارس ومايو 2001 باختراق الاستخبارات المصرية لشبكة «القاعدة» التي يتزعمها اسامة بن لادن بواسطة عميل، وفيما اشار مبارك بصورة معممة خلال اللقاء الى «الاستخبارات الاميركية»، فإن مسؤولين اميركيين قالوا ان العلاقات الاستخباراتية بين مصر والولايات المتحدة تدار من خلال مسؤول القسم التابع لـ«وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية» بسفارة الولايات المتحدة بالقاهرة. ويبدو ان العميل المذكور تمكن من اقامة صلة وثيقة بشبكة «القاعدة» الى درجة ان المسؤولين المصريين حاولوا استغلال نفوذ هذا العميل في الحيلولة دون وقوع الهجمات.
وقال مبارك انهم «كانوا يدركون أن شيئا ما كان سيحدث» مؤكدًا أن للاستخبارات المصرية اتصالات جيدة مع شخصيات مشبوهة لديها معلومات حول انشطة مجموعة اسامة بن لادن، مشيرا الى ان الاستخبارات المصرية «بدأت في استخدام هؤلاء وابلغتهم بأن في وسعهم وقف الهجمات المرتقبة باستخدام أي ذريعة» وكان الهدف «اعطاء الاستخبارات المصرية الوقت اللازم لإدراك طبيعة ما سيحدث»، على حد قول الرئيس مبارك.
وتابع مبارك إن مسؤولي الاستخبارات توقعوا، طبقا للمعلومات التي تلقوها من العميل، حدوث هجوم داخل الولايات المتحدة او ضد الولايات المتحدة، ربما ضد طائرة او سفارات خارج الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الاستخبارات المصرية «لم تتمكن من تحديد وجهة الهجوم رغم محاولاتها».
وتابع الرئيس مبارك قائلا: «اعتقد ان العميل المذكور هاتف مجموعة بن لادن ولا اتذكر من هم. لكن العميل قيل له: لا.. لا من الصعب وقف الهجوم، كان ذلك قبل اسبوع من هجمات 11 سبتمبر. فالعجلات كانت دارت.. ولم نستطع وقفها. فأسبوع أو أربعة أيام فترة قصيرة».