اعلان

"وعكة هيلاري".. هل تقلص فرصها في الانتخابات الأمريكية؟ وماذا لو انسحبت من سباق الرئاسة؟

حالة من الارتباك سيطرت على الشارع الأمريكي، حول مستقبل الحزب الديمقراطي ومرشحته في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، التي ربما ستتقلص فرصها في الفوز بالانتخابات، بعد فترة نشاط وارفتاع ملحوظ في الاستطلاعات على حساب غريمها الجمهوري دونالد ترامب.

الارتباك والقلق المسيطر على الديمقراطيين بوجه خاص، والمريكيين بوجه عام، يعود غلى الوعكة الصحية التي ألمت بهيلاري أمس، أثناء إحياء ذكرى 11 سبتمبر، ما أعاد إلى الأذهان إدعاءات غريمها ترامب حول عجز كلينتون عن القيام بمهام الرئاسة بسبب حالتهاالصحية.

وعكة كلينتون

كانت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ، قد تعرضت أمس الأحد 11 سبتمبر، لوعكة صحية أثناء إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر في نيويورك سيتي واضطرت لمغادرة المكان قبل انتهاء المراسم بسبب "ارتفاع درجة حرارتها".

وتوجهت كلينتون (68 عاما) إلى شقة ابنتها تشيلسي في مانهاتن ثم ظهرت بعد بضعة ساعات وهي تضع نظارات شمسية وتبلغ الصحفيين بأنها "تشعر بأنها في حال أفضل".

تأتي أنباء ارتفاع درجة حرارة كلينتون في أجواء نيويورك الحارة الرطبة ذلك الصباح قبل أقل من 60 يوما من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثامن من نوفمبر وفي وقت تحتدم فيه الحملة الانتخابية ضد منافسها الجمهوري دونالد ترامب.

وتوجهت كلينتون طبقا لما هو مخطط سلفا إلى منزلها في تشاباكوا في نيويورك على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من نيويورك سيتي.

الديمقراطيون يبررون

وقال نيك ميريل وهو متحدث باسم كلينتون إنها غادرت المكان بعد نحو 90 دقيقة بينما كانت المراسم جارية.

وأضاف ميريل قائلا في بيان "أثناء المراسم شعرت بارتفاع درجة حرارتها لذا غادرت المكان إلى شقة ابنتها وتشعر (الآن) بأنها في حال أفضل."

وأثناء المراسم التي جرت في موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين استهدفهما متشددون بطائرتي ركاب مخطوفتين قبل 15 عاما بلغت درجة الحرارة 26.6 درجة. لكن ارتفاع نسبة الرطوبة زاد الشعور بحرارة الجو في المكان المزدحم.

وقال النائب الديمقراطي جو كراولي من نيويورك وهو من أنصار كلينتون والذي كان يحضر المراسم لرويترز إن الجو كان "حارا وخانقا بشكل لا يصدق".

وبعد أن طيرت بعض وسائل الإعلام الأمريكية خبر شعور كلينتون بالإعياء لم يحصل الصحفيون المرافقون لها على أي رد فوري من حملتها على أسئلتهم بشأن مكان تواجدها أو حالتها الصحية. ومرت نحو 90 دقيقة قبل أن تصدر حملتها بيانا.

إدعاءات ترامب تظهر من جديد

كان ترامب قد أثار مرارا تساؤلات حول صحة كلينتون وما إذا كانت تمتلك "الجلد والقوة التحمل" اللازمين للنهوض بمهام الرئاسة.

وردد المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية مرارا في الأيام الأخيرة أثناء تجمعات انتخابية أن منافسته لا تملك "الطاقة الجسدية والذهنية على الصمود" لتكون رئيسة.

وكتب المرشح الجمهوري في إحدى تدويناته على تويتر: "أين هيلاري؟ إنها نائمة". وأضاف قائلا:" أعتقد أن كلانا، النصابة هيلاري كلينتون وأنا ينبغي أن يكشف عن تقاريره الطبية. وليس لدي مشكلة في هذا يا هيلاري."

وقام البعض في أوساط ترامب بالمزايدة أكثر. وقال رودي جولياني، رئيس بلدية نيويورك السابق لشبكة فوكس نيوز الاثنين الماضي، "أعتقد أن هيلاري متعبة. تبدو مريضة".

وكان قد أكد في اليوم السابق أن "الصحافة لم تذكر بعض أعراض المرض لديها"، مضيفا للشبكة التلفزيونية ذاتها "يكفي الدخول إلى الإنترنت. ادخلوا إلى الإنترنت واكتبوا كلمات هيلاري كلينتون مرض، وانظروا إلى مقاطع الفيديو".

وانضم موقع "برايبارت" المحافظ، الذي عين رئيسه ستيف بانون مؤخرا مديرا عاما لحملة ترامب، إلى هذه الشائعات ليؤكد في نهاية الأسبوع أن "صحة كلينتون تتحول إلى مسألة كبرى في الحملة". ورأى أن رسالة طبيبتها العام الماضي لم تكن سوى "واجهة". وكانت الطبيبة ليزا بارداك أكدت في يوليو العام الماضي أن المرشحة الديمقراطية في "حالة جسدية ممتازة" وهو ما كررته مؤخرا نافية الشائعات.

ترامب يستغل الفرصة

وعكة هيلاري كلينتون لم تمر مرور الكرام على غريمها ترامب، حيث قال المرشح الجمهوري اليوم الاثنين، إن الصحة تمثل مسألة مهمة في الحملة الانتخابية بعد أن كشفت منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون عن إصابتها بالالتهاب الرئوي، مشيراً إلى أنه سيصدر قريباً معلومات تفصيلية عن صحته.

وقال ترامب في مقابلة هاتفية مع "فوكس نيوز": "آمل أن تتعافى وتعود للدرب وأن أراها في المناظرة". وبسؤاله عما إذا كانت صحة المرشحين مسألة هامة قال ترامب: "أعتقد أنها مسألة هامة. في الحقيقة... في الأسبوع الماضي خضعت لفحص... وعندما تظهر الأرقام سأصدر أرقاماً دقيقة جداً جداً".

وكانت وسيلتا إعلام أميركيتان قالت إن ترامب قرر عدم التعليق علناً على الإعلان عن إصابة كلينتون بالتهاب رئوي. 

وذكرت شبكة "سي أن أن" التلفزيونية أن فريق حملة ترامب يريد أن "يثبت احترامه" للوضع الصحي المتدهور للمرشحة الديموقراطية. وتلقى أعضاؤه الأمر بألا يبثوا أي شيء على شبكات التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع.

وأوردت وكالة "بلومبرغ" أيضاً هذا القرار، مشيرة إلى مصادر قريبة من المرشح الجمهوري.

الديمقراطيون يبحثون عن بديل

وعكة كلينتون أصابت الحزب الديمقراطي بحالة من الفزع، حيث أكد الصحفي الأمريكي ديفيد شوستر نقلا عن مصادر حزبية مطلعة قولها، أن الحزب الديمقراطي يخطط لعقد اجتماع طارئ لدراسة الخيارات البديلة، وذلك بعد أن أعلنت حملة كلينتون الانتخابية أن وزيرة الخارجية السابقة مصابة بالالتهاب الرئوي.

وفي هذا السياق، رجحت صحيفة "The Telegraph" أن يختار الحزب الديمقراطي نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بادن أو السيناتور بيرني ساندرز الذي خسر الانتخابات الأولية أمام كلينتون، للمشاركة في الانتخابات، في حال قررت كلينتون التخلي عن المشاركة في السباق الرئاسي.

ماذا لو انسحبت كلينتون؟

الحزب الديمقراطي حاليا يعيش ورطة حقيقية، قد تهدد بضياع منصب الرئاسة، عقب الإعلان عن تاخر الحالة الصحية لمرشحته في الانتخابات.

بعض التقارير تحدثت عن احتمالية أن يضغط الحزب على مرشحته من اجل إجبارها على الانسحاب، والدفع باحد البديلين: نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بادن أو السيناتور بيرني ساندرز الذي خسر الانتخابات الأولية أمام كلينتون، للمشاركة في الانتخابات.

النظام الاساسي للانتخابات ينص على إمكانية سحب الترشيح من أي مرشح للرئاسة في حال وفاته، أو عجزه، أو رغبته الشخصية، أي التطوع بالانسحاب، وهذه فقط هي فرص تبديل هيلاري كلينتون، وربما يلجا الديمقراطيون إلى الاحتجاج بعجز هيلاري عن إكمال المنافسة، ومن ثم الدفع بأحد البديلين السابق الإشارة إليهما.

أما إذا أصرت على استكمال المنافسة ورفضت الانسحاب، وعاتمدت على اكتسحها لكافة استطلاعاتا الرأي مؤخرا، فإنها تكون وضعت الحزب على المحك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو 2024.. عيار 24 بـ 3634 جنيهًا