يبدو أن أطماع الغرب في ليبيا لن تنقطع، ففي إعلان مثير للجدل طالبت كل من فرنسا وأمريكا الجيش الليبي بالانسحاب من أماكن النفط، وذلك في ظل تواصل انتصارات الجيش تحت قيادة الفريق خليفة حفتر.
في مطلع الأسبوع أعلنت القيادة العامة فى بيان موجه للشعب الليبى عبر صفحتها على "فيس بوك": "إيمانًا من جيشك الوطنى بمسئوليته على حماية قوت الشعب وثرواته من العبث والفساد، قامت قواتكم المسلحة مع بزوغ فجر الأحد الموافق 11 سبتمبر الجارى، بتنفيذ عملية البرق الخاطف، وأحكمت سيطرتها التامة على موانئ الهلال النفطى فى الزويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة، لتصبح هذه الموانئ تحت حماية الجيش الوطنى الليبى جيش كل الليبيين".
وأضاف البيان أن مسئولية تشغيل هذه الموانئ والتصرف فيها يعود إلى المؤسسة الوطنية للنفط، مع التأكيد على عدم تدخل القوات المسلحة فى شئون التشغيل أو التصدير وإبرام الصفقات التجارية، باعتبارها اختصاصًا مدنيًا بحتًا.
وطمأنت القيادة العامة الشعب الليبى بأن هذه الخطوة ترمى إلى استعادة الشعب سيطرته على مقدراته ومنع العابثين من المساس بها.
وتابعت فى بيانها بأن القوات المسلحة الليبية وهى تقدم على هذه الخطوة الجبارة إنما تهدف فى صميمها إلى رفع المعاناة عن الشعب الليبى، وتمكينه من الاستفادة من ثرواته.
ودعت القيادة العامة الجهات الشرعية المختصة بالشأن النفطى إلى سرعة مزاولة نشاطها فورًا وفقا للتشريعات النافذة.
من جانبه قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن دعوة أمريكا وفرنسا إلى انسحاب الجيش الليبي من أماكن النفط سلوك مستفز وغير مقبول، فقوى الغرب تدعو الجيش الوطني إلى الانسحاب من المواقع وتسليم حقول النفط لقوى تتبعها تتميز بالتطرف والإرهاب ويتسم تمويلها بالمشبوه.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة، أن موقف تلك الدول يعود إلى مصالحها في ليبيا التي لن تتيسر بوجود الفريق حفتر، موضحا ان حفتر يؤمن باستقلال بلده ولن يقبل بسيطرة تلك الدول على حقول النفط.
وعلى الجانب الآخر أكدت الدكتورة نوهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن حفتر لن يقبل بتدخل أمريكا وفرنسا في الشأن الليبي ولن يقبل بالتنازل عن حقول النفط لأي طائفة او دولة او جماعة.
وأضافت "الشيخ" ان طلب انسحاب الجيش الليبي من حقول النفط عودة مرة أخرى الى الحديث عن تقسيم ليبيا وذلك من خلال أضعافها.
واكدت أستاذ العلاقات الدولية ان حفتر قام بتحرير الهلال النفطي الليبي مما دفع تلك الدول التي عقدت اتفاقا مع الحكومة التي اقامتها الي دعوته بالانسحاب حيث عينت تلك الدول رئيس الوزراء رئيسا لما اسماه بالمجلس الرئاسي، وهو مجلس ضم أعضاء بمن فيهم رئيسه، معروف انتماءاتهم السياسية، وهم معينون من مبعوث الأمم المتحدة، خلافا لكل القوانين الدولية والقانون الليبي وأي قانون بدائي.
وكشفت "الشيخ" أن تلك القوى تحاول ان تتهم حفتر بالسيطرة غير الشرعية علي الهلال النفطي وهو ما يؤكد وجود نوايا أخري خلف تلك الدعوات.
وتجدر الإشارة الي ان القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أعلنت إحكام السيطرة على موانئ الزويتينة ورأس لانوف والبريقة والسدرة، مؤكدة أنها تحت حماية الجيش الوطنى.