حذر المرصد العراقي لحقوق الإنسان، من أن آلاف المدنيين العراقيين في الحويجة يعانون من كارثة إنسانية، وأن الحكومة العراقية لم تتخذ موقفًا من مطلع أغسطس الماضي رغم التقرير الصادر عن المرصد والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول الوضع الإنساني بالحويجة جنوب غربي كركوك التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) الإرهابي.
ونبه المرصد إلى أن تأخر الحكومة العراقية في عملية تحرير قضاء الحويجة من قبضة داعش يعني المزيد من أعداد الضحايا، إضافة إلى المئات الذين أعدمهم التنظيم أو الذين توفوا بسبب شح الغذاء والدواء، واعتبر أن الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية إنسانية كبيرة تجاه المدنيين الموجودين في المناطق التي يسطير عليها داعش.
وأشار المرصد - في بيان صحفي اليوم الخميس- إلى أن عدد سكان قضاء الحويجة يبلغ 115 ألف نسمة، آلاف منهم حاولوا الهروب من بطش داعش، وإما قتلوا على يد التنظيم.. لافتا إلى أن التنظيم احتجز حوالي 3000 شخص كانوا يعتزمون الفرار من الحويجة.
وتخضع الحويجة لحصار مشدد يمنع دخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والماء والدواء، كما أنها تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه بشكل مستمر، مما يهدد حياة آلاف من السكان، كما قام التنظيم بزرع الألغام في أراضي القضاء والأراضي المحيطة لمنع المدنيين من الفرار.
وقالت مصادر محلية من الحويجة في إتصال هاتفي مع شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن الطعام لم يعد موجودًا وأن كيس الدقيق زنة 50 كجم أصبح سعره 100 ألف دينار (الدولار يساوي 1200 دينار تقريبا)، وسعر كيلو السكر تجاوز 20 ألف دينار عراقي.. وان الأطفال في القضاء أصبحوا بلا دواء ولا غذاء ولا ماء صالح للشرب، حيث عمد عناصر التنظيم ومثلما فعلوا في الانبار، إلى تقديم المساعدات للموالين لهم فقط.
أما النازحين من قضاء الحويجة الواقع جنوب غربي محافظة كركوك، فمعاناتهم تزداد صعوبة عبر بقائهم لعدة أيام عند مداخل كركوك مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل أحيانًا الى 50 درجة مئوية. ويعاني النازحون عمومًا من نقص حاد في المواد الغذائية والمياة الصالحة للشرب والدواء وحليب الأطفال والكهرباء.
ووثق المرصد العراقي وجود أكثر من 500 مدني من أهالي الحويجة عالقين بالقرب من منطقة "مكتب خالد" الخاضعة لسيطرة قوات "البيشمركة" الكردية، ويعانون من الإجراءات التي تتبعها قوات البيشمركة ومنع دخولهم لمدنية كركوك وضعف الإجراءات الحكومية لإغاثة النازحين وتوفير المستلزمات الإنسانية العاجلة لهم، ما يعد خرقًا للقانون الدولي الإنساني والمبادئ التوجيهية الخاصة بالنزوح الداخلي.
كما وثق المرصد حتى 7 أغسطس الماضي قيام تنظيم داعش بإعدام 45 شخصًا من سكان الحويجة، وتوقع زيادة أعداد القتلى في الأيام القادمة ما لم يتم اتخاذ إجراءات لتخفيف الوضع هناك، في ظل إشتداد الأزمة الإنسانية في الحويجة والمناطق المجاورة واقتراب القوات الأمنية العراقية من تحرير المناطق المجاورة، مما سيؤدي بالمزيد من السكان إلى محاولة الهرب من سيطرة التنظيم وتنجب تجنيدهم في صفوفه.
وطالب المرصد العراقي لحقوق الانسان كافة السلطات بمراعاة المبادئ التوجيهية بشأن التشريد الداخلي بقرار اللجنة الدولية لحقوق الانسان وتقديم الحماية للنازحين وحظر أي اعتداء أو اعمال عنف ضدهم والعمل على توفير الحماية الاستباقية التي يجب العمل عليها لمنع حدوث مأساة نزوحهم.
ودعا المرصد الحكومة العراقية ووكالات الأمم المتحدة في العراق باتخاذ الخطوات اللازمة لإعانة أهالي قضاء الحويجة والمناطق المجاورة، وإيصال المساعدات الإنسانية لهم عن طريق كسر الحصار الذي فرضه تنظيم داعش على تلك المناطق.