لم تستطيع السنوات أن تمحو آلام وجراح مذبحة صبرا وشاتيلا، وظلت كالجرح الغائر الذي لا يندمل مهما طال الزمن، وتحل اليوم الذكري الـ 34 على المذبحة.
ويمر شريط المذبحة، حاملًا صرخات النساء الأرامل والأطفال اليتمامي والشيوخ، والذين تحملوا ما لا يطاق في مجزرة كبرى قادها الشيطان الإسرائيلي "آريل شارون"، بعدما اجتاح المخيمات الفلسطينية في بيروت، ليعلن انتصاره على أطفال عزل وشيوخ لا يحملون سوى غصن الزيتون.
صورة (1)
وتعود أسباب المذبحة، والتي جاءت على خلفية صراع ضرب لبنان واستمر قرابة الـ 17 عامًا، حيث كان أشيه بحرب أهلية تشابكت فيها كل القوى واتحد اليسار، بقيادة كمال جنبلاط، جنبًا إلى جنب مع منظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة ياسر عرفات، وقتها، ضد كلٍ من حزب الكتائب، بقيادة بشير الجميل، وحركة أمل الشيعية، والتي كانت تأخذ تعليماتها من حافظ الأسد إثر صراع الأسد التاريخي مع حركة فتح.
وفي 16 سبتمبر عام 1982، اقتحمت قوات الكيان الصهيوني، بالتعاون مع ميليشيات لبنانية كانت موالية له أيام الحرب الأهلية اللبنانية، المخيمات الفلسطينية، بعد اتهام السلطات اللبنانية لحركة فتح، بأنها تسعى للاستقلال وتورط لبنان من خلال مهاجمة الكيان الصهيوني من الأراضي اللبنانية، فدخلت الدولة حربًا مع المخيمات الفلسطينية.
وحدثت المجزرة التي خلفت 3500 ضحية من النساء والرجال، على خلفية التنسيق المشترك بين الكيان الصهيوني، وحزب الكتائب، وحركة أمل، حيث تم الاتفاق على أن يكون يومها هو يوم الانتهاء من سكان المخيمات الفلسطينية، بعدما تم تجهيز 3 فرق لتنفيذ المجزرة.
صورة (2)
وحاصرت قوات جيش الاحتلال، المخيمات من كل النواحي، حيث تم منع أي وكالة من وكالات الإعلام، من الدخول لنقل وقائع المجزرة، والتي استمرت لثلاثة أيام، ليستيقظ العالم بعدها على أبشع مشاهد القرن العشرين.
ويعد الرعب والفزع، هما أهم الأهداف التي سعى جيش الاحتلال، إلى يثها في نفوس الفلسطينيين؛ من أجل الهجرة إلى لبنان وتأجيج الفتن الداخلية هناك، فضلًا عن استكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي للوجود الفلسطيني في لبنان، وتحريض الفلسطينيين على قادتهم بذريعة أنها غادرت لبنان وتركتهم دون حماية.
صورة (3)
وخلال تلك الفترة، أقرت اللجنة المختصة بالتحقيق في المجزرة، بأن وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك "أرئيل شارون"، هو من يتحمل المسؤولية، غير المباشرة، عن المذبحة، إذ لم يسع للحيلولة دون وقوعها، كما انتقد تقرير اللجنة، رئيس الوزراء، مناحم بيجن، آنذاك، ووزير الخارجية، إسحاق شامير، ورئيس أركان الجيش، رفائيل إيتان، وقادة المخابرات، موضحا أنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون وقوع المذبحة أو على الأقل إيقافها حينما بدأت.
صورة (4)