وصفت صحيفة وول ستريت جورنال، خطاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب في نادي نيويورك الاقتصادي يوم الخميس بالـمشجع.
وأكدت الصحيفة – في تعليق على موقعها الإلكتروني - أن ترامب يضع برنامجا اقتصاديا مناقضا بوضوح لبرنامج منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون فيما يتعلق بالضرائب والقواعد والطاقة.
وقالت الـوول ستريت جورنال، إن خطابات المستر ترامب عادة ما تتسم بالقتامة، لكن في خطابه هذا تكلم قطب العقارات لأول مرة عن حلول أكثر ما تكلم عن مشكلات، حتى لقد تحدث عن إمكانات بشرية غير محققة قائلا: "إننا نرفض التشاؤم القائل بأن مستوى معيشتنا لا يمكن أن يرتفع وأنه ليس أمامنا سوى التقسيم وتوزيع مواردنا المتقلصة".
ووصفت الصحيفة وضْع المستر ترامب للنمو الاقتصادي على رأس الأولويات المحلية واعتباره تحقيق نمو بنسبة 4% - بدلا من 1-2 % في ظل أوباما - بمثابة هدف وطني - وصفته بالأمر الطموح، غير أن نسبة 2% ليست نهاية النهايات وأن بإمكان سياسة أفضل أن ترفع الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن أن المرشح السابق "جيب بوش" كان قد تعهد أيضا بتحقيق نسبة نمو 4%، وهذه التعهدات هي مهمة في رسْم توجهات نظام الحكم.
وقالت إن النمو قد يبدو شيئا مجردا، لكنه مؤشرٌ عام على مستوى المعيشة: فبنسبة نمو 1% يستغرق الاقتصاد الفعلي نحو 70 عاما ليتضاعف في الحجم؛ وبنسبة 2% يستغرق نحو 35 عاما؛ وبنسبة 3% يستغرق 25 عاما فقط.. ويبقى السؤال هو: عما إذا كان الأمريكيون سيتمتعون بالمكاسب جراء هذا التضاعف في الثروة القومية في سنوات عطائهم، أم سيفوتهم القطار؟ ليس ثمة مشكلة رئيسية – بدءً من الدخول المسطحة وانتهاء بالفقر مرورا بعجز الموازنة- يمكن حلها دونما تسريع لوتيرة النمو.
ورأت الصحيفة أن خطة المستر ترامب بشأن إصلاح القانون الضريبي، الذي لم يشهد تحديثا منذ 30 عاما، قد تساعد؛ فمن شأن ذلك أن يقلص شرائح ضرائب الدخول الفردية من سبع إلى ثلاث شرائح، بمعدلات 12% و25% و33%.
لكن في ختام خطابه، وعلى الرغم من تعهده بأن يجعل الولايات المتحدة بمثابة قِبلة للاستثمار، إلا أن ترامب اختتم الخطاب في نادي نيويورك الاقتصادي متعهدا بإلغاء اتفاق تجارة دول المحيط الهادئ، وإعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا (نافتا) مع المكسيك وكندا.
وأكدت الصحيفة أن الحقيقة التي سيكتشفها ترامب حال وصوله البيت الأبيض هي أن التجارة تضيف إلى النمو، وتخلق الوظائف وتحفز الانتاجية، وأن المستثمرين لن يقصدوا أمريكا إذا ما وجدوا أنفسهم مضطرين لدفع تعريفات جمركية مرتفعة.
وعلى الجانب الآخر، رصدت الـوول ستريت جورنال اتهامات من جانب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون للمستر ترامب بسرقة أفكارها، على الرغم من أن نظرية الحمائية (التي ينادي بها ترامب) قديمة ومعروفة. هذا فضلا عن أن أجندة هيلاري الاقتصادية متشابهة في معظمها مع أجندة أوباما.
واختتمت الصحيفة قائلة: "المستر ترامب على الأقل يدرك أن اقتصاد الولايات المتحدة ليس راكدا بسبب الأخاديد والحُفر.. إن تسريع وتيرة النمو يعني رفع العبء الثقيل الذي وضعته حكومة أوباما على مدى سنوات (عن كاهل الأمريكيين)، وعلى ضوء ذلك فإن ترامب وكلينتون يقدمان للناخب الأمريكي عالما من الاختلاف."