بينما تستعد الصومال لاجراء انتخابات رئاسية فى اكتوبر القادم جاء نجاح انعقاد قمة هيئة التعاون الحكومى لقادة دول شرق افريقيا "إيجاد" فى العاصمة الصومالية مقديشيو فى الثالث عشر من الشهر الجارى، ليكون بمثابة مؤشر للثقة فى عودة الحياة الطبيعية الى هذا البلد الافريقى والعربى الهام بعد عقود من العنف والصراع الدامى والاقتتال بين أمراء الحرب منذ اطاحتهم بحكم زعيمها السابق سياد برى فى العام 1991.
وقال فرانسيسكو جيتانو ماديرا ممثل الاتحاد الافريقى لدى الصومال ان نجاحها فى استضافة فعاليات القمة هو فى حد ذاته انجاز كبير حيث جاء اجتماعات قادة دول شرق افريقيا فى العاصمة الصومالية بمثابة القمة الأولى التى تشهدها الصومال على المستوى الرئاسى منذ ثلاثين عاما.
وقال مراقبون امنيون ان هذه القمة تشكل علامة فارقة فى تاريخ الصومال ومبعث فخر لسكانه ومؤشر اندحار لحركة الشباب المتطرفة التى تشن حملة عنف فى طول البلاد وعرضها ..كما قال سكان محليون انه لم يكن احد يتخيل ان يحضر ثلاث رؤساء دول فى الصومال التى لا يمر اسبوع فيها دونما انفجارات و نزيف دماء .
وشارك فى اعمال القمة الرئيس الكينى اوهيرو كينياتا والاوغندى يورى موسيفينى ورئيس الوزراء الاثيوبى هيلاماريام ديسالين وسط اجراءات أمنية غاية فى التشدد بلغت حظر احتفالات الصوماليين بعيد الاضحى فى العاصمة مقديشيو التى تعد المدينة الاعلى خطورة أمنيا على مستوى العالم وتنتشر على اراضيها قوة افريقية لحفظ السلام قوامها 22 الف فرد .
وغاب عن القمة رؤساء كل من السودان وجنوب السودان ، كما الغى الرئيس الجيبوتى مشاركته بعد عطل مفاجىء اصاب طائرته واعجزها عن الهبوط فى مطار مقديشيو الدولى .
وبرغم استمرار انشطة حركة الشباب وما يتردد عن تحالفها مع "داعش" بعد ان كانت ذراع تنظيم القاعدة العامل فى شرق افريقيا يعول خبراء الأمن كثيرا على دور قوات حفظ السلام الافريقية فى الصومال لاستعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد ويرون ان دعاوى خفض عددها او اعتمادات تشغيلها سيكون كارثة على الصوماليين حيث بفضل تلك القوات تكتسب قوى الأمن الوطنى الصومالية فرصة كافية لاستكمال جاهزيتها المثلى وانتشارها لتولى مهام حفظ الأمن على الارض الصومالية بعد رحيل القوات الافريقية.
كما يرجع للقوات الافريقية فى الصومال الفضل فى نجاح برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين الى ديارهم والمتواجد عشرات الالاف منهم فى معسكر " داداب " على الحدود الصومالية الكينية والذى يعد اكبر معسكر للاجئين على مستوى العالم .