ظل الفنان محمد سعد، نجمًا لشباك إيرادات السينما طوال عدة سنوات، إلا أن مؤشر الخطر بدأ يعرف طريقه إليه بقوة، بعدما تراجع الإيرادات وأحجم الجمهور رويدًا رويدًا عن أفلام "سعد"، والذي ظل مقترنًا بشخصية اللمبي" ويصر على تكرارها، رغم أن الجمهو أعلن مرارًا وتكرارًا ملله منها.
من جانبنا حاولنا التواصل مع عددًا من النقاد، وكان سؤالنا: هل من الممكن أن يسترد محمد سعد مكانته السابقة.. أم أن عصر نجاحع وتربعه على قمة الإيرادات انتهى ولن يعود؟
معجزة إلهيةقالت الناقدة ماجدة خيرالله، إن محمد سعد استنفذ كل مرات الرسوب، ومن الصعب للغاية أن نتوقع أن "تقوم له قومة" مرة أخرى؛ لأنه يحتاج إلى "معجزة إلهية"، لأن جمهوره كان صدره رحب معه لأقصى حد، وصبر عليه ما يقرب من 8 سنوات، ظل مستمرًا في دفع أفلامه بقوة، واخذ الجمهور يمهله الفرصة، على أمل أن يروا تجربة جديدة، ولكنه في النهاية لم يستثمر هذا الكرم.
وعن الأسباب المباشرة لفشل محمد سعد، أوضحت الناقدة، أن سعد فنان لا يرى غير نفسه، ولا يسمح لأي شخص ما بأن يضيف إليه أي فكر آخر، حتى أصبح العديد من المخرجين يهربون من إعطائه وجهات نظر حتى لا يرفضها، حيث يرغب في أن تتسيد وجهة نظره هو فقط.
وأوضحت الناقدة ماجدة، أن سعد، كان دائم التدخل في كل سيناريوهات أفلامه، حتى أصبحت في النهاية أعمالًا مهلهلة.
نفاذ صبرمن جانبها ترى الناقدة حنان شومان، أن سقوط محمد سعد، بات متوقعًا؛ لأن الجمهور مثلما رفعه سريعًا إلى عنان السماء، كان أيضًا قادرًا، وبشكل أسرع، أن ينزل به إلى سابع أرض، لأنه ببساطه استنفذ كل مراحل صبر الجمهور، والذين حاولوا كثيرًا أن يغفروا له خطاياه مع كل تجربة.
وأشارت حنان، إلى أن ما ينطبق على الصناعة ينطبق على النجوم، فالجمهور نفسه أصبح يمل من التكرار المستمر، وليس لديه "طول بال"، منوهةً بأن سعد، اعتبر نفسه نجمًا بلا خطايا، وأن فكره لا يوجد مثله على الأرض، وطالما ينظر لنفسه بهذا الشكل، فلن يعود الجمهور ليثق في اختياراته وأفلامه مرة أخرى.
خادم الشخصيةأما الناقد نادر عدلي، فيؤكد أن سقوط محمد سعد، كان واضحًا منذ فترة، بعد سلسلة أفلامه الأخيرة، والتي لم تحقق أي نجاح بالمعنى الحقيقي، مقارنةً بالإيرادات الضخمة التى كان يحققها فيما مضى، منوهًا بأن فيلمه الأخير "تحت الترابيزة" هو الأسوأ في حجم الإيرادات.
وأضاف، أنه من المستحيل أن يعود "سعد" لنفس النجومية التي حققها من قبل، بعدما كان خادمًا لـ"كاركتر" معين، حتى استهلك هذة الشخصية بشراهة سواء في السينما أو التليفزيون، حتى انتهى عصر نجوميته.
وعن أخطاء محمد سعد، التي عجلت بسقوطه، أوضح عدلي، أنه بجانب تكرار الشخصية، فإن سعد، تخيل أنه صاحب النجومية الوحيد، وتجاهل نظرية "فريق العمل" في التعامل مع الأمور، حيث كان يختار الموضوعات وشخصياته وكل شيء يقوم به، بالإضافة إلى اعتماده على مخرجين جدد "غير موهوبين"، فضلًا عن عدم ثقته فى كل من حوله.
المهرجوأكد الناقد وليد سيف، أن فيلم "اللي بالي بالك" هو آخر الأفلام الجيدة لمحمد سعد، بينما كان "كركر" هو آخر عرض جماهيري جذاب، بشخصيات عربية ومتنوعة، ثم تراجعت أسهم "سعد" بعد ذلك بقوة، حتى وصل مع فيلمه الأخير "تحت الترابيزة" إلى الهاوية.
وتابع: "لا أعتقد ان فرصة سعد في البطولة المكلفة ما تزال قائمة، ولكن "رُب ضارة نافعة" فانهيار مشروع النجم ربما يتيح الفرصة للممثل المكبوت وراء المهرج، للبطولة المطلقة وليس المكلفة.