القلب يعشق كل "عويل"

كتب : ندى حفظي

  مع الاعتذار للسيدة العظيمة "أم كلثوم" والشاعر الكبير بيرم التونسي والمعنى الأصلي لأغنية "القلب يعشق كل جميل"، فقد أصبحنا نعيش في مجتمع يفتقد معنى العشق وكذلك معنى الجمال والأهم الرجولة، فالعشق هو حالة وجدانية تعبر عن أحاسيس جياشة يرافقها أفعال حقيقية تعبر عن الحب الفعلي من رجل يستحق وعلى علم بدوره كرجل وليس ذكر، ولكن البحث في البيئة المحيطة يشير إلى تأخر ظهور هذه الحالة بل وندرتها إن لم يكن انعدامها.

كان العاشق يرى في حبيبه، مهما زادت مساوئه، كل الجمال في الحياة ويسعى لأجله كثيرا حتى ينال رضائه، استمر هذا الحال فترات كثيرة ولكنه تراجع مع مرور الزمن واصبحت السيدات يقدمن الكثير في مجتمع ذكوري يزداد لديه التوجه السلبي نحوهن حتى تحول الرجال إلى أشباه رجال ثم "عويل" يعتمد بشكل كبير على المرأة الموجودة في حياته.

ويكمن أساس المشكلة في زيادة قدرة تحمل السيدات للرجل "العويل" لأسباب تختلف من واحدة لأخرى ولكنها تنحصر بين الحب والعشق والرغبة في إثبات الذات مع السعي للاحتفاظ بالأنوثة، فتراجع لدى الرجال الحس النازع نحو القيام بأدوارهم المنطقية والمطلوبة منهم على سبيل العناد أو الرغبة في كسر شوكة السيدات الناجحات الذين كثرن مؤخرا.

لا أتحامل هنا على الرجال ولكن الدراسات أثبتت كثيرا من هذه العبارات السالف ذكرها، فقد ثبت ارتفاع نسبة المرأة العاملة في المجتمع المصري بشكل كبير وكذلك ارتفاع نسبة السيدات المعيلة والتي توفى عنها زوجها -35% وفقا لدراسة تم إجرائها عام 2015- ويظهر ازدياد النسبة في الآونة الأخيرة كنتيجة لوجود عدد لا بأس به من السيدات العاملات واللاتي ينفقن على أسرهن رغم وجود الزوج ولكنه بلا عمل.

الجديد هنا هو عدم وجود مشكلة لدى الرجل "العويل" في رؤية زوجته تتوجه للعمل وتعود للمنزل بالأموال كي تنفقها على الأسرة وعليه أيضا!! بل ويطالبها كذلك بحقوقه الزوجية من مأكل وأعمال منزلية ومتطلبات زوجية دون رحمة، والخطر الأكبر يكمن في تحمل الزوجة هذا الذكر تحت مظلة المقولة الشهيرة "ضل راجل ولا ضل حيطة" والرغبة في الحفاظ على الأسرة التي هي بالفعل مفككة ومدمرة وستنشئ جيلا من الأطفال غير السويين.

سيدتي.. ما أروع العشق للرجل الذي يستحق تضحياتك وأعمالك ومجهوداتك من أجل حياتكم معا وأسرتكم الصغيرة، فعندما تختاري توجهي إلى الرجل الجميل بحق من الداخل والعالم بدوره في حياتك وأبنائه، وكذلك لا تتخلي عن أنوثتك ورسالتك كسيدة المنزل ولا تتحولي لكائن مزدوج النوع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً