قال الدكتور محمد عباس، المتخصص فى التاريخ العسكري المصري القديم، بوزارة الآثار، قريبا تحل ذكرى غالية فى تاريخ مصر، حرب السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان، وهذا يذكرنا بكفاح ونضال الآباء من أجل تحرير الأرض منذ المصري القديم وحتى عصرنا هذا.
أضاف عباس أن المصرى القديم والحديث بفطرته وطبيعته السمحة المسالمة لا يميل للعنف ولا الحرب والدمار إلا لمن اعتدى عليه، وفى خلال عصر الدولة الوسطى شهدت مصر بعض النشاطات العسكرية فى الجنوب على يد أمنمحات الأول لتأمين حدود مصر من هجمات النوبة، ثم قام ملوك الدولة الوسطى بتكوين جيش من قوات الحرس الملكي والفرق العسكرية؛ لحماية مصر من ناحية الحدود الشمالية الشرقية، ولقد ذكر المؤرخين أن الملك سنوسرت الثالث كان شخصية عسكرية فذة فى تاريخ مصر القديمة،
وأشار فى عصر الانتقال تعرضت مصر لأول مرة للاحتلال الأجنبي الهكسوس البربري، ولقد عانى الشعب المصري أشد المعاناة من قبل الهكسوس.
وأشار محمد عباس إلى إدراك الشعب المصري وقتها أن حضارة دولتهم لا يمكن أن يكون لها وجود إلا اذا توافرت القوة العسكرية لحماية أمنهم، وعملت القيادة العسكرية المصرية على تكوين جيش وطني قوي مدرب على أسس علمية رفيعة المستوى.
وقاد ملوك الأسرة السابعة عشر "سقنن رع تاعا الثانى"، وكامس انتصارات عظيمة على يد فرعون أحمس الأول، لافتا إلى ظهور أول مؤسسة عسكرية فى تاريخ العالم، ثم كان التطور بها، وكانت أكبر قوة عسكرية ضاربة فى التاريخ القديم، وتكونت امبراطورية مصر الكبرى لتشمل سوريا وفلسطين شمالا، وبلاد النوبة حتى الجندل الرابع، وكانت الدولة الحديثة قد أبرزت أعظم فراعنة مصر المحاربين الذين سطروا تاريخ مصر بحروف من نور مثل تحتمس الثالث والرابع، وأمنحتب الثاني، ومرنبتاح.
أكد محمد عباس أن العقيدة القتالية ظلت متوارثة جيل بعد جيل فى العسكرية المصرية منذ حرب الهكسوس، وحتى حرب العاشر من رمضان ضد العدو الصهيوني العسكري والتى أسقطت أقوى حصن صهيوني كان يحمل نفس ما حملة الأجداد من الإيمان والعقيدة القتالية للدفاع عن حدود الوطن، وقبل أن يصل الإسلام إلى مصر قال عنهم الرسول صلى الله علية وسلم: "هم خير أجناد الأرض إلى قيام الساعة".