شاهد.. تاريخ مناظرات رؤساء أمريكا.. أوباما الأكثر فصاحة.. كينيدي يفوز على نيكسون في الأناقة.. السينما تنقذ جيمي كارتر

لعبة سياسية كبيرة ومستقبل دولة يقع بين يدي مرشح يختاره الشعب ليقود مستقبله ولكن الأخطاء الفادحة قتلت أحلام هؤلاء المرشحين في "غمضة عين" تلك هي حصيلة المناظرات التي كانت تعقد بين مرشحي الرئاسة الامريكية عبر التاريخ.

وتقام أول مناظرة رئاسية بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الامريكية، هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، الأسبوع المقبل.

وتتحكم المناظرات في مصير المرشحين من ذلة ألسنتهم فلا يعرف احد كيف ستنتهي المناظرة ومن سينتصر ومن سيحصد أعلي الأصوات من الجماهير فيسقط المشرح في فخ المواقف الكوميدية أو نظرة الاستعلاء أو البلاهة او هفوات اللسان وكثيرا ما تكررت تلك المشاهد في المناظرات الامريكية.

في عام 2012 بالتحديد شهدت الولايات المتحدة الامريكية مناظرة قوية بين كل من الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما وميت روميني المنافس له وكانت تلك هي الولاية الثانية لأوباما وخلال المناظرة ظهرت علي أوباما أوضاع الارتباك كما انه لم يتجاوب في الرد علي أغلب الأسئلة وخلال حديثه عن الاقتصاد الأمريكي قال "الاقتصاد سيتحسن إذا ما تم تخفيف عبء الضرائب على العائلات متوسطة الدخل، التي سيصبح بإمكانها توفير بعض الأموال، في حين أن مرتفعي الدخل بإمكانهم أن يدفعوا أكثر حتى نرسم مستقبلًا أفضل لهذا البلد.

وهو ما دفع "روميني" الجمهوري للرد قائلا: "لن يكون هناك تقليص في الضرائب تضاف إلى العجز، ولكني سأعمل على تخفيض العبء الذي تتحمله العائلات متوسطة الدخل، ولفعل ذلك، لن يمكنني أن أخفف من العبء الذي يتحمله أصحاب الدخل المرتفع".

وعقب مرور 3 أسابيع التقى المرشحان للمرة الثانية ولكن المناظرة اتخذت شكل الحدة والنقاش الهجومي خاصة من جانب أوباما حيث قام بمقاطعة منافسه عن الحديث لأكثر من مرة وعقب المناظرة أظهرت نتائج استطلاع الرأي تقدمًا طفيفًا لأوباما واعتبر 46% من مجموعة الاستطلاع أن أوباما خرج منتصرًا مقابل 39% لصالح رومني.

في عام 2008 كانت اول المناظرات للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري السيناتور جون ماكين حيث ظهر أوباما الأكثر تحدث فكان كلامه كثيرا وتميز ماكين بالحديث القصير الي جانب الحماسة والمشاكسة وكان شابا فصيحا.

أما ماكين كان عجوزا عسكريا لا يجيد التحدث كثيرا وخلال حديثه أخطأ في حق أوباما قائلا "هذا الشخص" وهو ما رجح كفة أوباما امام منافسه الجمهوري وصعد الي حكم أمريكا.

في عام 2008 ظهر جورج بوش الابن حاكم ولاية تكساس أقل فصاحة من منافسة المثقف السيناتور آل جور، وخلال المناظرة تحدث بوش عن تخفيض الضرائب على الأمريكيين في حين تحدث آل جور عن طرق برية إليكترونية تغطي كل ولايات أمريكا. 

ونتيجة لتلك المناظرة غضب المتابعون من آل جور وثقافته التي سعي إلى استعراضها أمام الجميع الي جانب تعاليه عليهم مما دفع بوش للنطق قائلا "إن كنا بلدًا متغطرسًا فسينظر إلينا كذلك، لكن إن أبدينا تواضعنا فإننا سنحظى بالاحترام".

في عام 1992 وقعت مناظرة هامة تشكلت علي أساسها السياسة الامريكية لسنوات حيث تقاسم للمرة الاولي ثلاثة مرشحين مناظرة للرئاسة وهم بيل كلينتون وبوش الأب مع المرشح المستقل روس بيرو الذي تميز بأسلوبه المباشر عن الرئيس بوش، وعندما سأله بوش عن خبرته أجاب روس بيرو: “الخبرة؟ نعم أقر بأنني لا أملك الخبرة اللازمة لتحميل البلاد دينا يزيد عن أربعة مليارات دولار، على العكس إذا كان الأمر يتعلق بفعل شيء ما بدلًا من الاكتفاء دائما بالكلام، فهذه تجربة أملكها”، وبعدها حصد بيرو 19% من الأصوات كأكبر نسبة يحققها مرشح مستقل.

تميزت المناظرة بابراز عدد من الفروق بين المرشحين الثلاثة حيث كان بوش الاب وكلينتون واضحا فالثاني شاب مثقف وشعبي يتحدث عن المستقبل والتغيير لما هو أفضل أما بوش الذي نظر لساعته سأما من المناظرة فتحدث عن ماضيه وما حققه من انتصار في حرب الخليج وتمثل كرجل مؤسسي راضٍ بالوضع القائم حتى أصبح ملله الظاهر حليف كلينتون الرئيس رقم 42 لأمريكا.

في عام 1980 قابل حاكم ولاية كاليفورنيا رونالد ريجان الرئيس جيمي كارتر والمرشح لولاية ثانية، وخلال المناظرة قام المرشح بذكر مواقف لأسرته تبدو فيها وكأنها أسرة أمريكية نموذجية وهنا كان خطأ كارتر حين قال: "كنت أتناقش مع ابنتي إيمي صباح اليوم وسألتها عن أهم قضية فقالت إنه سباق التسليح النووي مع روسيا".

تلك المناظرة أظهرت كارتر رئيسًا ضعيفًا في مواجهة الشيوعية ويستشهد ببنت عمرها اثنتي عشرة سنة في موضوع معقد مثل سباق الأسلحة النووية.

وهو ما دفع ريجان الي استغلال الموقف للحديث عن نانسي زوجته علي أنها أقوي نقاط قوته طوال تاريخه السياسي.

وفي عام 1984 ساعد التمثيل ريجان للمرة الاولي وخاصة بعد قضائه أربع سنوات بالبيت الأبيض في مناظرة بينه ومنافسه الديمقراطي والتر مونديل أثار مونديل موضوع كبر سن ريجان (72) الذي ابتسم وقال: "لا أريد أن يكون السن قضية انتخابية، لهذا، لن أتحدث عن صغر سن مونديل وقلة خبراته وتجاربه"، ظهرت للكاميرا هنا ضحكة مونديل الذي طلب من الكاميرا الاقتراب لتصوير دموعه وقال: "لقد قضي على ريجان واليوم أظنه نهاية حملتي".

وفي عام 1976 تواجه كل من الرئيس جيرالد فورد (جمهوري) منافسه جيمي كارتر حاكم ولاية جورجيا (ديمقراطي)، وخلال المناظرة تسمر المرشحان لمدة نصف ساعة دون حركة علي خلفية عطل فني في الصوت، وعقب الإصلاح أخطا فورد خطأ فجا من خلال قوله " لا توجد أي هيمنة سوفياتية في أوروبا الشرقية.. لا يسيطر الروس على دول شرق أوروبا" مما أثار تعجب الصحفي فسأله إن كان متأكدًا مما يقوله فرد فورد "هذا ما أؤمن به"و لكن ادرك الخطا متاخرا قلائلا "كان واضحًا أنني لم أشرح ما أردت أن أقول" وهو دفع فورد للسقوط.

في عام 1960 عقدت اول مناظرة بين المرشحين من خلال التليفزيون علي كرسي الرئاسة الأمريكي تلك المناظرة التي تابعها حوالي 70 مليون امريكي تابعوا المناظرة بين السناتور الديمقراطي جون كنيدي ونائب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسوناعتبر من استمعوا للراديو أن نيكسون هو الفائز في المناظرة مقابل عدد أكبر ممن تابعوها على التليفزيون رأوا كينيدي الشاب الديموقراطي الأنيق هو الفائز.

وخلال تفاصيل المناظرة تحكم المظهر الشخصي في نتيجة المناظرة حيث تأنق كينيدي الوسيم جيدًا بعد حملته في كاليفورنيا ينظر بابتسامه إلى الكاميرا، ولكن في المقابل نيكسون الذي كان مريضا بالمستشفي واصر تحمل ساعات قبل المناظرة لبس بدلة باهتة اللون وتصبب منه عرق غزير ونسي حلق ذقنه ورفض وضع المكياج على عكس منافسه فبدا عليه التعب رغم حكمته خلال اللقاء، وصار واضحًا أن كينيدي فاز بسبب التليفزيون.

لينكولن ودوجلاس

في عام 1860 وقعت أشهر مناظرة بين المرشحين الأمريكيين عضو الكونغرس إبراهام لينكولن الجمهوري والسناتور ستيفن دوغلاس الديموقراطي قبل ظهور التليفزيون.

وخلال المناظرة تحدث المرشحان عن تجارة وامتلاك الرقيق، تحدث دوجلاس المؤيد لتجارة السود وأثار حماس المستمعين بأسئلة مثل: «هل تقبلون مساواة مواطن زنجي بكم؟» وهتف بعض المستمعين: لا. «هل تريدون زنجيًّا يملك مزارع مثل مزارعكم، وثروة مثل ثرواتكم؟» وهتفوا: لا».

لم يكن هذا رأي لينكولن الذي أعاد عليهم بنود الحرية والمساواة في إعلان الاستقلال والدستور. وسألهم: "ألم يخلق الله الناس متساوين؟" فهتف بعضهم: نعم. فعاد عليهم: "لماذا إذًا لا نلتزم بالدستور وحقوق الإنسان؟" فهتفوا: "نقدر على ذلك" هنا نجح لينكولن في الفوز برئاسة الجمهورية حتى أعلن قانون تحرير العبيد".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً