"أكل العيش مر".. أصبحت هذه الكلمات لسان حال الكثير من الشباب في الآونة الأخيرة، وأضحى البحث عن العمل، والهجرة من البلاد، بمثابة "خراب ديار"، بعدما بات الموت والبحث عن سراب الثراء، تفاصيلًا يومية تروى عن ظاهرة "الهجرة غير الشرعية" التي تتحكم فيها عصابات، تتاجر بأحلام وعمر عدد كبير من الشباب، ممن ساقهم الحظ العثر للموت، حينما حاولوا الهرب من حياة الفقر.
وآخر تلك المحطات المؤلمة، مركب رشيد، والتي راح ضحيتها أكثر من 166 شخصًا، لقوا حتفهم، بحثًا عن هجرة غير شرعية، حينما غرقت مركبهم، بساحل البحر المتوسط بمركز رشيد في البحيرة.
وأعلنت محافظة البحيرة، حالة الطوارئ، بعد غرق مركب الهجرة غير الشرعية، أمس الأول، وعلى متنها 300 شخصًا، فيما انتقلت قوات حرس الحدود، بالتعاون مع القوات البحرية، إلى مكان الواقعة، حيث تم إنقاذ ما يزيد عن 100 شخصًا، منهم جنسيات إفريقية.
وقال مصدر أمني بمديرية أمن البحيرة، إنه تم الدفع بـ 3 لانشات بحرية؛ لانتشال الجثث المتزايدة، والتي طفت على سطح المياه، من غرقى مركب رشيد، مشيرًا إلى أن عمليات البحث عن المفقودين وانتشال الجثث، لا تزال مستمرة، بمحيط المركب الغارقة.
من جانبه، أمر المستشار عبدالعزيز عليوة، المحامي العام لنيابات شمال دمنهور، بتشكيل لجنة برئاسة المستشار علي حسن، رئيس النيابة الكلية، والتي انتقلت لمستشفى رشيد، حيث تبين بسؤال المصابين، الذين يتم علاجهم داخل المستشفى، أن المركب كانت تقل أكثر من 400 شخصًا من جنسيات مختلفة، أغلبهم سودانيون.
وكان العميد محمد سمير، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، كشف عن تفاصيل جهود عناصر قوات حرس الحدود، ووحدة البحث والإنقاذ بالقوات المسلحة، في عملية إنقاذ أفراد محاولة الهجرة غير الشرعية، والتى أسفرت عن غرق 166 حتى الآن، وإنقاذ 136 آخرين.
وأكد المتحدث العسكري، أنه في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، نجحت عناصر قوات حرس الحدود، بالتعاون مع اﻷجهزة المعنية بمحافظة البحيرة، في إحباط محاولة هجرة غير شرعية، نتج عنها إنقاذ عدد 163 فردًا، وانتشال عدد من الجثامينا بالمنطقة شمال شرق بوغاز رشيد، بمسافة 12 ميلًا بحريًا.
كما تمكنت القوات، من إحباط محاولة هجرة غير شرعية أخرى، حيث تم ضبط مركب شمال العلمين، يحمل على متنه 294 فردًا، تم اقتياده إلى أحد الموانئ البحرية على ساحل البحر المتوسط، فيما قامت عناصر القوات المسلحة، بتوفير كافة التجهيزات والاستعدادات الطبية واﻹدارية؛ ﻹغاثة اﻷفراد، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وجارٍ استكمال أعمال البحث.
يذكر أن مدينة رشيد، تُعد واحدة من أكثر المدن للهجرة غير الشرعية، حيث شهدت على مدار العام الجالي، إحباط 18 محاولة هجرة غير شرعية متجهة إلى إيطاليا، و3 حوادث غرق لمراكب المهاجرين، على مدار 3 أعوام ماضية.