جواز الصالونات باطل!

منة الله كرم

   في صباح يوم ما، فتحت عيني المبللتين إثر جرعة بكاء ليلي، أصبحت جزءًا من حياتي اليومية. وقع صوت أبي على مسامعي، وهو يقول لوالدتي :"ييجي ويشوفها وتقعد معاه ونجرب".. كلمات أعتدت سماعها الفترة الماضية، فأدركت أنه يتحدث عن عريس جديد سيأتي "ليفحص البضاعة التي سيتزوجها، ويتمعن جيدًا حتى لا يخسر الصفقة!.

الحكاية تبدأ بـ "ماما شوفي لي عروسة "، وتنتهي بــ "هعمل ايه اتعودت عليه لكن مش بحبه"، ورغم من فشل هذا النوع من جواز "الصالونات" يتمسك به الكثير من الآباء الذين لا يزالون يتنفسون غُبار العادات والتقاليد المُتعفنة، أدرك جيدًا أنها الطريقة التي أعتاد عليها العرب عامة والمصريون خاصة، بحكم "البنت ماتخرجش من البيت "، ولكن تغير الأمر الآن وأصبحت البنت تخرج لتتعلم وتعمل وعقلها متفتح بدرجة كبيرة فلم تعد بحاجة إلى رجل يأتي يمرر عينيه على ملامحها وجسدها ولون بشرتها.

لقد تطور الأمر بأن العريس "اللقطة" يتأكد من لون شعرها ونوعه حتى لو كانت البنت محجبة، فيسألها بسخافة يحسد عليها: "شعرك طويل وناعم؟"، وكانت صديقة لي قد تعرضت بالفعل لهذا الموقف وصمم العريس أن تلتقط صورة لها بدون الحجاب!، وزاد من بجاحته قال لها أيضًا: "على فكرة لو كانت لون بشرتك سودة ماكنتش قبلت بيكي" وكأنها قطعة قماش يشتريها.

لماذا يحاسبني الرجل على أشياء ليست من صنعي، ولكنها من صنع الله؟.. ولماذا أَعرض نفسي لذلك الموقف المؤلم لكرامتي، فشعورى بالقهر ليس لأنني سلعة معروضة للبيع في بيت أبي، ولكن أبي نفسه هو سر هذا القهر الذي أتعرض له مع كل طارق جديد.!.

من الممكن أن تكون طريقة صالحة للجواز ولكن عندما يتغير تفكير الشباب وتصبح الأخلاق والروح أهم من المظهر والملامح التي ستزول مع الأيام ويبقى الأصل فقط...

سيدي الرجل..أنا لست سلعة في يديك، أنا روح وكيان ولي قلب وعقل وأحلام وطموح، أريد ك أن تحترم كل هذا وتقبلني على ما أنا عليه، واعلم أن حقي أن أتزوج من أحب، وإلا فلا حاجة لي بالزواج منك أو من غيرك، وأنا قادرة على تحمل نتيجة قراري..لا أنت ولا أبي ولا أي شخص آخر..وانتهى الأمر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً