أكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى، التزام بلاده بالموقف الذى تنتهجه الدول العربية فى تعاملها مع إسرائيل بالمحافل الدولية، متمثلا فى أن يكون وجود وفودها عندما يتحدث مسؤول إسرائيلى “ليس بالمستويات العليا”.
وقال الشيخ صباح فى تصريحات، اليوم الإثنين، ردا على سؤال لأحد نواب مجلس الأمة الكويتى، إن الممارسة المتبعة فى الأمم المتحدة منذ سنوات طويلة هو بقاء الدول العربية فى قاعة الاجتماعات عندما يتحدث ممثل إسرائيل باعتبار الأمم المتحدة محفلا دوليا.
وأضاف أن العادة جرت لدى الدول العربية بأنه عندما يتحدث مسؤول إسرائيلى فى المحفل الدولى، أن يكون وجود وفودها ليس بالمستويات العليا، مبينا أن ذلك ما التزمت به تلك الدول فى الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة ومنها دولة الكويت.
وأوضح أنه عندما انضمت دولة الكويت والدول العربية الأخرى إلى الأمم المتحدة كانت تدرك أن اسرائيل عضو فى هذا المحفل ولديها بيانات وخطابات ومواقف تعبر عنها من خلال عضويتها مضيفا انه لذلك فإن الدول العربية والدول الإسلامية ودول حركة عدم الانحياز تبقى جميعها فى القاعة عندما يتحدث أى مسؤول إسرائيلى ولا تترك مقعدها وتحرص على أن تكون ممثلة ومتواجدة وجاهزة لطلب الرد فى حال الإساءة إليها.
وذكر أن الانسحاب من الاجتماعات هو بشكل عام مواقف شكلية علما بأن المواقف المعلنة والرسمية هى التى يعتد بها ويتم اعتمادها.
وقال انه يمكن الاستدلال على مواقف دولة الكويت الرسمية تجاه إسرائيل من خلال البيانات الرسمية والكلمات التى يتم القاؤها من قبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فى الأمم المتحدة والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء إضافة إلى كلمات عديدة من المسؤولين وعلى كل المستويات سواء كان ذلك فى الأمم المتحدة أو منظمة التعاون الإسلامى أو حركة عدم الانحياز.
وأضاف أن ذلك تم من خلال كلمات تضمنت إدانة للحكومة الإسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولى بتحمل مسؤوليته فى الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية حول القضية الفلسطينية.
وأفاد بأن دولة الكويت قادت بصفتها رئيسة المجموعة الإسلامية فى نيويورك حملة ضد ترشيح مندوب إسرائيل لرئاسة اللجنة القانونية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة فى شهر يونيو الماضى وألقت كلمة نيابة عن المجموعة.
وأوضح أن دولة الكويت تصوت ضد إسرائيل فى جميع القرارات التى تقدمها فلسطين والمجموعة العربية والإسلامية فى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى ولا تكتفى بذلك بل تعمد إلى تبنى القرارات التى تساند القضية الفلسطينية وتتصدى لممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلى.
وقال إن المقاطعة العربية لإسرائيل تحكمها قوانين فى إطار جامعة الدول العربية والتزمت دولة الكويت ولا تزال تلتزم بها من خلال تشريعاتها الوطنية التى أصدرتها تنفيذا لتلك القوانين.
وأضاف الشيخ صباح الخالد انه فى الآونة الأخيرة تعرضت الخطوط الجوية الكويتية وهى مؤسسة رسمية إلى ضغوط من السلطات الأمريكية لاجبارها على قبول راكب يحمل جوازا اسرائيليا فى رحلتها من نيويورك إلى لندن.
وأفاد بان الحديث الذى أشارت له صحيفة إسرائيلية حول تعاون استخباراتى بين دولة الكويت والحكومة الإسرائيلية عار من الصحة ولا يستند إلى أساس فلم يحصل ولن يحصل هذا التعاون على الإطلاق.
وقال إن الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح كان له قول مأثور بهذا الصدد حيث قال (بأن دولة الكويت ستكون آخر دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل) مضيفا أن دولة الكويت اليوم ملتزمة بهذا الموقف الذى عبر عنه ولن تحيد عنه.
واكد أن موقف دولة الكويت من قضية الصراع العربى الإسرائيلى ينطلق من الموقف العربى بشكل عام من هذه القضية ويلتزم بكل معطياته وهو يستند إلى مطالبة مجلس الأمن بالقيام بمسؤولياته بالضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يفضى إلى حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه السياسية المشروعة والاعتراف بدولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يوليو لعام 1967 ووفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
وذكر أن مما يدعو إلى الاستغراب أن يستند النائب فى معلوماته إلى إعلام إسرائيلى معاد عبر تلك الصحيفة وهو إعلام يهدف إلى التشكيك فى موقف دولة الكويت كما يدعو إلى إحداث الفتن فى أوساطنا وهى أغراض تخدم فى النهاية إسرائيل.
وأوضح أن الزيارات التى تمت إلى فلسطين تمت فى إطار رئاسة دولة الكويت للقمة العربية فى ذلك الحين وبتكليف من الدول الأعضاء فى الجامعة العربية للتعبير عن موقف عربى مساند للسلطة الفلسطينية وداعم لها فى مواجهة الممارسات الإسرائيلية وبالتنسيق مع دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية التى تتولى الإشراف الإدارى على مجمع الأقصى الذى يضم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
