يستعد كلا من المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، لأول مناظرة لهما لإقناع الناخب الأمريكي، وإظهار أهليتهما للجلوس على مقعد البيت الأبيض.
ويرجح متابعون أن يشاهد قرابة 90 مليون أميركي، مناظرة المرشحين، الاثنين، وفق ما نقلت "فرانس برس".
ورغم كون المناظرة "محطة خطابية"، لا تختلف كثيرا عن مقابلات صحفية يجريها المرشحان بشكل منتظم، إلا أن جملة فيها أو جوابًا غير موفق، قد تكون لهما تبعات وعواقب، فتعتبر المنظرات جزء هام من العملية الانتخابية، فبحسب جريدة "الجارديان" البريطانية، يقول مدير النقاش في جامعة جنوب إلينوي، تود غراهام، إن المناظرة تكشف عن نقاط القوة والضعف لدى المرشحين، فيكون عليهم الاعتماد على قوة الحضور ولغة الجسد.
ويعتقد غرهام، أن أول مناظرة ستجرى بين مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، ومرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب في ولاية نيويورك، ستحظى بنسب مشاهدة عالية قد تكون الأعلى في تاريخ المناظرات الرئاسية.
وأشار غرهام إلى أنه لم ير من قبل اثنين من مرشحي الرئاسة الأمريكية لا يطيقون التعامل مع بعضمهما البعض، مثل هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، حتى أنهما لا يرغبان في تجاذب الحديث معًا، ولديهم اختلافات كبيرة، وهو الأمر الذي يدفع لمتابعة المناظرة المرتقبة.ويوضح غرهام أن أهمية المناظرات تكمن في كشف مدى قوة الحضور ولغة الجسد والمظهر العام للمرشحين، كما تظهر اللباقة والثقافة ومدى الاطلاع على الأحداث العالمية وكيف يتلقى المرشح السؤال ويظهر اهتمامه بالإجابة ومتى يبتسم ومتى يبدي جدية وكيف يواجه "الإساءة" من المرشح الآخر.
ووفقا لغرهام، فإن دونالد ترامب لديه حس فكاهي خلال مناظراته السابقة التي جرت مع منافسيه على مقعد الترشح عن الحزب الجمهوري، إضافة إلى قوة الحضور، لكن ما يعاب عليه هو عدم قدرته على التعامل مع معارضيه من الجمهور.
ولفت مدير النقاش في جامعة جنوب إلينوي، إلى أن ترامب عليه أن يغير من أسلوب حواره في المناظرات ويتصرف بلباقة مع الجمهور وعدم إظهار نفسه خبيرا في كل الأمور، مشددا على ضرورة أن يقلل ترامب من الإساءات التي يوجهها خلال حديثه.
أما هيلاري كلينتون، فتصنف من أفضل المحاورين في المناظرات، وفقا لغرهام، الذي يرى أن لديها مميزات عدة وإمكانيات هائلة في الحوار والمناقشات.
وأضاف أن كلينتون تعي جيدا أن النقاشات مبنية على المعلومات والحقائق وهذا ما يميزها، إلا أنه يعاب عليها الحديث كثيرا فهي لا تلتزم بالوقت المخصص لها خلال المناظرة، وذلك ما بدا جليا خلال مناظرتها أمام بيرني ساندرز.
وأضاف غرهام أن كلينتون بحاجة للوصول إلى الجمهور من خلال تجسيد الموضوعات التي تتحدث فيها، ثم تبسيطها وطرحها بشكل يفهمه الجمهور.
"السوشيال ميديا في المناظرة"
والجديد في مناظرات 2016 سيكون من نصيب موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فوفقًا لخطة أعلنت عنها لجنة المناظرات، سيتم الاعتماد لأول مرة على فيسبوك كوسيلة يمكن من خلالها طرح أسئلة المستخدمين على المرشحين في المناظرات، كما ستبث المناظرات على الهواء مباشرة.
وتتطلب مناظرات هذا العام من هيلاري وترامب قدرًا كبيرًا من الشجاعة ليس فقط لعرض أفكارهما ورؤيتهما، و"التمثيل" أحيانا لإبهار ملايين المشاهدين، ولكن لتقبل النتائج السريعة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنقل وجهات نظر المتابعين للمناظرات، وتؤثر على قرارات غير المتابعين لها.
وبحسب موسوعة "ويكيبديا" يتجه المرشحون أحيانًا لإجراء مناظرة علنًا، وعادةً ما يكون ذلك أثناء حملة الانتخابات العامة، وفي بعض الأحيان، يطلق على مثل هذه المناظرات اسم مناظرات القادة، فبدلًا من التوصل إلى قرار جراء هذه المناظرة، يكمن الغرض من مثل هذه المناظرات في عرض سياسات وآراء المرشحين، والكشف عن أوجه النقد ضدهم، أمام الناخبين المحتملين، وعادة ما ينقل التليفزيون هذه المناظرات، وقد يُجرى التنظيم لها من محطة تليفزيونية أو أكثر.