عُرف رسم الكاريكاتير بأنه فن ساخر يبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي أو السياسي، ويملك فن الكاريكاتير القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحافية أحياناً.
وفي السباق الانتخابي الأميركي، لا تحتاج إلى أكثر من دقائق قليلة من تصفح الإنترنت ليتجمع لديك عدد كبير من الرسوم الكاريكاتيرية التي تحاول إيجاد الفروقات ما بين هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري.
اللوحات التي رسمها رسامون أميركيون اشتركت جميعها بالسخرية اللاذعة من المرشحين، وحملت زخماً سياسياً كبيراً.
وإن كان النقد عبر الكاريكاتير هدفاً، فإن سلاح هذا النوع من الرسم هو السخرية والمبالغة بذلك، وبالطبع فإن الواقع هو الملهم في هذه الحالة، وفي حالة الانتخابات الأمريكية، فإن تصريحات ترامب وكلينتون شكلت الأرض الخصبة لكل تلك الآراء والأفكار، وتبدو أمريكا من جديد بلد يرعى حق الرأي مع العدد الكبير من الرسوم الكاريكاتيرية التي انتشرت عن السباق الرئاسي.
فمن تشبيه دونالد ترامب بدون كيشوت "البطل الأسطوري"، ولكن مع تجريد ذلك البطل من البطولة، وإلصاق فيه صفة العنصرية بدلاً عنها، لدرجة أن خادم "دون كيشوت" سانشو، هرب منه.
كلينتون بدت متسرعة وعنيفة وعصبية بكاريكاتير أخذ ضجة كبيرة، لأن الكاريكاتير صورها وهي تتهجم على ترامب قبل حتى البدء بالمناظرة.
ورسم آخر صور كلينتون بأنها تحاول استغلال فكرة أنها امرأة، واستغلال تصريحات ترامب المناهضة للمرأة "إلى حد ما"، في مجتمع منفتح يرى في حقوق المرأة أمراً لا نقاش فيه.
وتتالت الرسومات، من واحدة ترى أن هيلاري كلينتون ما قبل الترشح للرئاسة لا تختلف عن تلك المرشحة في العمق، ولكن الاختلاف الوحيد جاء على شكل "وجه مبتسم" أظهره الرسم أنه كاذب وسطحي.
ورسم آخر يظهر عنصرية ترامب، ورسومات عديدة تصور الاثنين كلاعبي رياضة يتسابقان في الملعب الأميركي للوصول إلى نقطة النهاية والفوز بالكأس.