أعلن أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى أن المدينة أصبحت جهة محققة للأرباح خلال عامين، وتم سداد مديونية بلغت 185 مليون جنيه نتيجة تراكمات أعوام سابقة، مشيرا إلى أن استراتيجية عام 2017 ستعتمد على ضخ الأرباح إلى حزمة مشروعات استثمارية سيتم الإعلان عنها، وتفعيل آلية التسويق شرط الإنتاج.
وكشف هيكل – فى حوار صحفي، اليوم الجمعة، بمناسبة مرور عامين على توليه رئاسة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى، عن التفاوض مع مستثمر عربى - لم يحدد جنسيته - للاستثمار فى مشروع الماجيك لاند بعد تطويرها بقيمة 17 مليون جنيه لتحقيق الاستغلال الأمثل، موضحا أنه جارى وضع الخطوط العريضة، وسيتم الإعلان عنه قريبا.
وقال هيكل، إنه تم تحقيق ارتفاع فى الأرباح بنسبة 94% خلال النصف الأول من العام الحالى على أساس سنوى وارتفاع الإيرادات لتصل إلى 167. 87 مليون جنيه.
وأشار إلى أنه سيتم وضع سياسة سعرية جديدة لتسويق الاستديوهات، وجارى الانتهاء من الدراسة وتحديد نظام “الباكدج”، فضلا عن الاستغلال الأمثل للمنطقة الخلفية للمدينة للتصوير المفتوح، وذلك بعد تخفيض الأسعار لتحقيق المنافسة.
واعتبر هيكل، أن "نجاح تجربة مدينة الإنتاج الإعلامى بتحويلها من جهة مدينة إلى جهاز يحقق الأرباح، يصعب تحقيقها فى ماسبيرو لعدة أسباب، أبرزها الروتين، وكونه يجمع ما بين كونه جهاز خدمى واقتصادى”.
وأوضح أنه تم وضع منظومة لتحقيق الإنضباط بين العاملين، وتفعيل نظام البصمة الإلكترونية، وتحقيق مبدأ الثواب والعقاب والمكافأة على أساس الإنجاز، كما تضم القطاعات بمدينة الإنتاج الإعلامى من 13 قطاعا إلى 7 قطاعات لسرعة الأداء وتفعيل عملية اتخاذ القرار، وسيتم لاحقا إعادة دمج لهذه القطاعات قريبا.
ووصف رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى شراء مقر بوسط البلد بأنه “ليس بدعة”، ولكنه قرار استثمارى، حيث أن المدينة كان لديها مقر سابق بوسط البلد وعانى من سوء الخدمة بالعقار، وتم استبدال الوحدة المؤجرة بشراء مقر جديد، ليضاف إلى أصول المدينة.. مشيرا إلى انتهاج الكيانات الإعلامية لسياسة زيادة أصولها مثل النايل سات التى تمتلك مقرا بالمهندسين.
ونوه هيكل بأن استراتيجية العمل تقوم من خلال إنتاج المسلسلات بنظام التسويق، ولن يتم إنتاج مسلسل ما لم يتم تسويقه، حيث أن السياسة الإنتاجية بالسابق كانت تقوم على الكثرة العددية دون النظر إلى عامل التسويق وتحقيق الأرباح، مما أدى إلى تراكم المديونية على مدار الأعوام السابقة، موضحا أنه لم يتم العبث مطلقا بأموال المساهمين.
وأكد أن مدينة الإنتاج الإعلامى تمتلك حاليا 79 استوديو منها 75 تم تأجيرهم، بعد أن كانت نسبة الإشغال 60% فقط.
وفيما يتعلق بالاتجاه إلى تحويل مصر إلى مركز رئيسى لتصوير الأفلام العالمية، كشف هيكل عن التقدم بمقترح لرئيس الوزراء بشأن مخاطبة مدينة الإنتاج الإعلامى لشركات الإنتاج العالمية لتقديم تسهيلات وجذب استثماراتها، لافتا إلى تحقيق المغرب أرباح سنوية تبلغ مليار ونصف المليار دولار من عائدات تصوير الأفلام العالمية بأراضيها.
وأوضح أن المقترح سيؤدى لثقل مصر على الخريطة السياحية الدولية، فضلا عن دعم المنظومة السياحية ورفع نسبة الإشغالات الفندقية، لافتا إلى أنه لم يتلق ردا على المقترح حتى الآن.
وأشار إلى أن الوضع الحالى يعانى من البيروقراطية “العقيمة” أمام المنتجين العالميين من حيث كثرة التراخيص المطلوبة، وارتفاع قيمة الجمارك على المعدات - التى قد تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولار- مما يؤدى إلى عزوفهم عن التفكير فى مصر والاتجاه للبدائل.
وأعلن هيكل أنه جارى مد المدينة بخط كهربائى بديل، من خلال التفاوض مع وزارة الكهرباء، ضمانا لعدم تكرار حادث انقطاع التيار الكهربائى، بالإضافة إلى عمل محطة طاقة شمسية لإنارة الشوارع بالمدينة فقط وليس الاستديوهات.
وأضاف هيكل أنه “ يعانى من البيروقراطية والصراع مع الفساد بعد إصدار حزمة قرارات لمواجهته، وتغيير آلية الإنتاج التى كانت تهدر المال العام طوال الأعوام الماضية “، مشيرا إلى أنه يتم مهاجمته بالرغم من سداد كافة مديونيات مدينة الإنتاج الإعلامى، وتحويل المدينة لجهة محققة للأرباح.
وتابع: "تم سداد الديون بالكامل - والتى بلغت 185 مليون جنيه، منها 135 مليون جنيه للبنك الأهلى - فضلا عن احتساب الجهاز المركزى للمحاسبات لبيع البعض للأراضى الخلفية للقنوات وتم احتسابها - بالخطأ - ضمن إيرادات للمدينة"، مشددا على ضرورة محاسبة الجهاز لمن قام بالبيع وليس المدينة.
وأكد رئيس مدينة الإنتاج أن الفائض المحقق بعد تسديد كافة الديون سيتم توجيهه إلى مشروعات استثمارية أساسية، منها تشغيل الماجيك لاند بعد تطويره لتحقيق الأرباح مع المستثمر.
وأضاف، هيكل، أن منظومة التطوير تتضمن أيضًا تطبيق نظام أمنى بتكلفة 18 مليون جنيه على البوابات بالمدينة، ورصد أى تجاوزات داخل المدينة أو بمحيطها، مضيفا أنه جارى حاليا تفعيل الكروت الممغنطة على مرتادى المدينة، وهناك أنواع منها للعاملين بالمدينة وأخرى للقنوات، فضلا عن تثبيت كاميرات للمراقبة.
وبشأن عدم عرض مسلسل “أهل الإسكندرية” رغم إنتاجه منذ عامين، أوضح هيكل، أنه تم عمل لجنة لإعادة تقييمه بعد عدم تسويقه، لافتا إلى أن رأيه الشخصى أن الموافقة عليه كانت “جريمة “، وكل من وافق عليه يجب أن يحاسب، موضحا أن موافقة المدينة كانت قرار خاطئ.
وردا على تساؤل بشأن المسؤول عن خطأ إذاعة حوار الرئيس، قال رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى “ إن التحقيقات هى التى ستحدد المسؤول عن خطأ إذاعة حوار الرئيس، وإذا كان متعمدا أو إهمال جسيم“، منوها فى الوقت نفسه إلى أن هناك فارقا بين الخطأ الوارد، والخطأ المتعمد.. وهي ليست السابقة الأولى فى الخطأ.
وفيما يتعلق بشأن الجمع بين عضويته بالبرلمان ومنصبه الإدارى، أشار إلى أن المادة 103 من الدستور تنص على أن يتفرغ عضو مجلس النواب لمهام العضوية، ويحتفظ له بوظيفته أو عمله وفقًا للقانون، كما تنص المادة 109 على ألا يجوز لعضو المجلس - طوال مدة العضوية - أن يشترى، أو يستأجر، بالذات أو بالواسطة، شيئًا من أموال الدولة، أو أى من أشخاص القانون العام أو شركات القطاع العام، أو قطاع الأعمال العام، ولا يؤجرها أو يبيعها شيئًا من أمواله، أو يقايضها عليه، ولا يبرم معها عقد التزام، أو توريد، أو مقاولة، أو غيرها، ويقع باطلاً أى من هذه التصرفات.
ويتعين على العضو تقديم إقرار ذمة مالية عند شغل العضوية، وعند تركها، وفى نهاية كل عام، وإذا تلقى هدية نقدية أو عينية بسبب العضوية أو بمناسبتها، تؤول ملكيتها إلى الخزانة العامة للدولة، وكل ذلك على النحو الذى ينظمه القانون.