يعد مشروع الأسمرات الذي افتتح الرئيس، المرحلتين الأولي والثانية منه، يوم ثلاثين مايو الماضى، من أكبر المشروعات القومية التي شهدتها مصر، خلال عهد الرئيس السيسي، والذي أطلق عليه اسم "مشروع إسكان تحيا مصر"، بحي الأسمرات، حيث تضم المرحلتان ما يناهز 11 ألف وحدة سكنية بتكلفة إجمالية بلغت مليارا ونصف المليار جنيه.
ويضم المشروع مدارس للتعليم الأساسي ووحدات علاجية وملاعب رياضية، ونقطة للشرطة وأخرى للإسعاف، ومكتبا للبريد، وسجلا مدنيا فضلا عن أسواق حضارية لتوفير احتياجات المواطنين بشكل كامل.
وقد تم تدشين المرحلتين الأولى والثانية في يناير 2015 وتم الانتهاء منهما في زمن قياسي، حيث يسكنهما حاليا قاطنو العشوائيات الخطرة من مناطق الدويقة وعزبة خير الله وإسطبل عنتر، وذلك تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وتزامنا مع مرور 4 شهور علي افتتاح المشروع، حرصت "أهل مصر" علي الذهاب إلي المشروع والتواصل مع الأهالي، لرصد أهم المشاكل التي مازالت تعوقهم، فكان هذا التقرير..
العمال: "الوحدات تسلم مفروشة بالكامل"فى البداية، التقي "أهل مصر"، مع العمال المسئولين عن تزويد الشقق بالأثاث والأجهزة الكهربية، والذين أشاروا إلى أن الوحدات تسلم مفروشة بالكامل تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسي.
وقد تم تجهيز المدينة لتكفل حياة آدمية بالكامل للمواطن حيت تم افتتاح مدرسة للتعليم الأساسى مع بدء العام الدراسى الجديد، حيث تكفل الاستاذ حسن الغندور رئيس حي الأسمرات بالتعاون مع بعض المؤسسات الخيرية بزي خاص للطلبة في كافة المراحل والأعمار لتخفيف العبء عن الأهالى، علاوة على ملاعب لكرة القدم افتتحها وزير الشباب والرياضة أثناء تواجد صحفيي "أهل مصر" هناك، فضلا عن تنظيم يوم رياضي بحضور أطفال من مختلف مراكز الشباب فى القاهرة لدمج أطفال الاسمرات مع غيرهم ويعتادوا الحياة الجديدة وضمان سلامة سلوكهم.والتقي "أهل مصر"، مع الأسر المستفيدة من الانتقال للأسمرات، حيث روي العديد من العائلات أنهم كانوا يسكنون مناطق يكثر فيها الإجرام وممارسة البلطجة وتجارة المخدرات واستخدام السلاح الأبيض مما كان يعرض حياتهم للخطر وحياة أطفالهم أيضاّ، الأمر الذي كان يجعلهم يمنعون أطفالهم من الذهاب للمدارس ومتابعة حياتهم الدراسية فى حين أن الكثير من تلك المناطق كانت تفتقر لوجود مدارس أو مستشفيات ومراكز للشرطة مما عرض حياتهم دوما للخطر.
أسرة عم حسنلكن علي الجانب الآخر عبرت أسر أخري عن رفضها للعيش في الأسمرات، لاسيما أن حياتهم كانت مستقرة في مناطقهم، منها عائلة عم حسن والتى أعربت زوجته عن استيائها الشديد جراء انتقالهم من مسكنهم الاصلى فى منشية ناصر، حيث كشفت أنهم كان يقطنون في منزل مساحته 423 مترا فى حالة جيدة، وهى عائلة كبيرة تضم 6 أبناء ولكل ابن أسرة حيث كان مرفقا بالمنزل ورشة كبيرة يعمل بها كل أفراد الأسرة، ومحل بقالة تعمل به الأم، حيث استلمت العائلة 6 وحدات، يدفعون إيجار 300 جنيه عن كل وحدة، مع وعد الاسرة بتسلم الورش البديلة فى منطقة الحرفيين ومحل للأم فى الأسمرات، وهذا الأمر الذى لم يتم حتى الآن مما اضطر الأبناء لاستئجار ورش خاصة بهم فى منطقة أبو زعبل، بالقليوبية، تكلفة إيجار الورشة يصل إلي 1800 جنيه مما يشكل عبئا اضافياً عليه.
فيما أشار أحد الأبناء إلي أنهم تسلموا عقودا باستلام محال وورش لممارسة عملهم ولكن لم تنفذ حتى الآن ولم يأخذوا مواعيدا بتسلمها.
أسرة الحاج عاطف الجزاروفى لقاء آخر مع عائلة الحاج عاطف أحمد حسن، 56 عاما، قال إنه كان يعمل جزارا فى منشية ناصر، وكان لديه منزل يتكون من 4 طوابق مرخص من رئيس الحى، والآن لا يجد عملا يكفل معيشته والإيجار الذى أصبح ملزما به فى حين أنه من الأسر الأولى التى تسلمت من الرئيس السيسى بنفسه، ولم يذكر فى العقد أن عليه سداد ايجار بعد ذلك ليفاجئ بأنه ملزم بسداد 3800 جنيه هو وكافة السكان في المبني، وألف جنيه تأمين لعداد الكهرباء وألف جنيه لتأمين عداد المياه و6 شهور إيجار مقدم وإلا سيكون العقد ملغيا وتؤخذ منه الشقة مرة أخرى ونظرا لعدم وجود عمل مناسب له حيث يمنع ممارسة الأنشطه الخاصة فى الأسمرات مما أضطر زوجته للتقديم فى "تكافل وكرامة" لأخذ إعانة مالية توفر لهم دخل شهرى لحين بلوغ السن القانونية لأخذ معاش اجتماعى.
"الحي" يردمن جانب آخر توجهنا للأستاذ حسن الغندور، رئيس الحي، لعرض شكاوي الأهالي وأصحاب الشكاوي لكن أوضح أنه ليس من سلطته إلغاء بند الإيجار ولا يجوز استثناء عائلات دون الأخرى، ولكنه يعمل على تجهيز المحلات التجارية التي تتيح لهم ممارسة أنشطة تجارية مختلفة والتنسيق مع المسئولين عن الورش فى منطقة الحرفيين ليعود العمال لممارسة عملهم كما نسق مع صندوق التكافل الاجتماعي لتنظيم ورش عمل تعليم السيدات حرفا صغيرة يكتسبن منها الرزق مثل الخياطة لتوفير ماكينة لكل ربة منزل ومساعدتهن فى تأسيس العمل الخاص بهم وتنظيم معارض لمنتاجاتهم.
كما يعمل على تنظيم فصول لمحو الأمية حيث يلبى رغبة عدد كبير من الأهالى.
فيما حصلت "أهل مصر" علي صور للعقود الإيجارية التي حصل عليها الأهالي، ونفي رئيس الحي حصول الأهالي عليها من الأساس.