ساعات وينتهي عام هجري مودعا المسلمين، ويفسح المجال لاستقبال عام هجرى جديد يحمل رقم ١٤٣٨، يفتح فيها التاريخ صفحة بيضاء شاهدة على أعمال المسلمين، حيث أن لكل أمة مواسم دينية تحتفل بها سنويا، فإن بداية السنة الهجرية من أهم المناسبات عند المسلمين، إذ أنها تخلد ذكرى هجرة النبى من مكة إلى المدينة ٠
"العام الهجري"
تعد الهجرة النبوية حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عند المسلمين، ويقصد بها هجرة النبي محمد عليه صلي الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب والتى سميت بعد ذلك "بالمدينة المنورة "، هربا مما كانوا يلاقونه من إيذاء من زعماء قريش، خاصة بعد وفاة أبى طالب عم الرسول وزوجه السيدة خديجة، وبهذه الهجرة الناجحة تمت المرحلة الأهم فى الدعوة الإسلامية، وانقضت المرحلة المكية بأحداثها وآلامها ومشاكلها وأحزانها٠
وما بينهما من أسباب بشرية كثيرة حملت من الدروس ما لا يحصى ولا يعد، كالاختفاء والسرية والأخذ بالأسباب، والاعتماد على الله، والأمل والثقة فى النصر، والاستعداد للتضحية بالنفس لضمان تحقيق الهدف، والحرص على الصحبة، وقدوة القائد، وحسن اختيار الرفيق، واستعداد الصديق للعمل تحت أى ظرف، وبذله وعطائه لدعم الدعوة، وجهد الداعية مع أهل بيته وعشيرته ٠
لقد كانت الهجرة نهاية مرحلة وبداية عهد جديد، استغرقت الهجرة بجميع مراحلها اياما عديدة، ولو تمت بين عشية وضحاها لخسر المسلمون دروسها، ففيها ما يلجؤون إليه عند كروبهم، وفيها حلول لأزماتهم وأمراضهم، وفيها ما يفرق بين التوكل والتواكل وضرورة الأخذ بالأسباب والحذر والحيطة، وعدم الاستكانة أو قبول الذلة فى الدين ٠
"اعتماد التقويم الهجري"
وقد جاء اعتماد التقويم الهجري كتقويم رسمى بعد عامين ونصف من تولي عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين للخلافة، حيث وافق على اعتماد التقويم العربي تقويما رسميا للدولة الإسلامية مع اعتماد الهجرة النبوية كبداية لهذا التقويم ليتم تسميته بالتقويم الهجري، وكان ذلك في يوم 12 ربيع الأول الموافق 24 سبتمبر 622 ميلادية، وعنده تم استبداله ليكون يوم الأول من المحرم لعام 17 هجرية والذى مثل بداية أول عام هجري عقب اعتماد التقويم الجديد، والذى وافق حسابيا يوم الخميس ١٥ يوليو عام 622 ميلادية طبقا للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية٠
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
