عامان ونصف مرا على رحيل النجم الخلوق طه بصرى أحد أفضل من أنجبت الكرة المصرية ونادى الزمالك عبر التاريخ .
ويتوافق اليوم الثانى من أكتوبر مع ميلاد النجم الراحل ، والذى ولد يوم 2 أكتوبر من عام 1946 بحى الجبل الأصفر بمدينة القليوبية .
ويعد بصرى أحد أبرز نجوم كرة القدم المصرية على الأطلاق فى حقبة السبعينات ، كما يعتبر أحد أفضل هدافى المنتخب المصرى على الأخص ببطولات كأس الأمم الأفريقية فى الفترة ما بين 1974 حتى عام 1976 عندما تمكن من تسجيل 4 أهداف فى هذا العرس الأفريقى الكبير .
وبرزت موهبة النجم الخلوق والذى أشتهر طوال تاريخه بأخلاقياته الحميدة بحى الجبل الاصفر فى سن مبكر جداً ، وأكتشفه نجم الزمالك السابق على شرف عندما كان يلعب بصرى وقتها بصفوف سلاح الحدود ليأمر بضمه لصفوف ناشئى الزمالك ليستمر هناك لمدة عامين ، وبعد مرور عامين على وجوده بقطاع الناشئين بالفريق الأبيض أخبره مسئولى قطاع النائين بالزمالك بضرورة أن يبحث عن فريق آخر إلا أنه رفض ذلك وأنقطع عن تدريبات الفريق بعد أن أمتلكه الضيق الشديد من هذا التجاهل الذى عاناه خلال هذا التوقيت بالزمالك .
وخلال إحدى مباريات دورى القوات المسلحة الداخلى شاهده مدير الكرة بالنادى الأهلى آنذاك على زيوار ، وطالب بسرعة ضمه لأسبال الأهلى ، وبالفعل أنتقل زيوار للأهلى وتدرب بصفوف الناشئين لمدة 3 أشهر فى أنتظار نهاية الموسم حتى يتم قيده فى صفوف الفريق للموسم الجديد ، وعلم على شرف نجم الزمالك السابق والمشرف على قطاع الناشئين بالنادى الابيض خلال تلك الفترة بوجود بصرى بصفوف أشبال الأهلى ، ليقنعه شرف بالأنتقال إلى صفوف الزمالك مجدداً ليمنع بذلك قيده بصفوف الفريق الأهلاوى ، وبالفعل أنتقل بصرى للزمالك وتم تصعيدة للفريق الأول وهو بعمر الـ 19 عاماً .
وخاض بصرى أول مباراة له مع الزمالك أمام السويس وأنتهت بالتعادل الإيجابى بين الفريقين بهدف لكل فريق ، ليخوض بصرى ثانى مباراة له مع الفريق الأول أمام الطيران ويتمكن من إحراز 3 أهداف ، وذلك فى اللقاء الذى أنتهى بفوز الزمالك بسباعية بيضاء ، وكان بصرى أحد اللاعبين القلائل الذين لم ينالوا طوال تاريخهم أى كروت صفراء أوحمراء ، أو أى عقاب مادى أو معنوى طوال تاريخه مع الزمالك .
وفى عام 1971 انضم بصرى لصفوف العربى الكويتى، حيث كانت تعانى مصر وقتها من آثار النكسة ، حيث توقف النشاط وقتها منذ عام 1967 ، ووضعت إدارة الزمالك بنداً فى تعاقد بصرى مع الفريق الكويتى بأن يعود الى صفوف الزمالك من جديد عند أستئناف النشاط الكروى مجدداً و، خلال وجوده هناك حصل مع العربى على كأس الأمير مرتين وكأس الدورى المشترك مرة واحدة وظل يلعب هناك حتى عاد للزمالك فى يونيو 1974، وخلال تلك الفترة لعب بصرى مع المنتخب الوطنى فى مبارياته فى بطولتى أفريقيا بالخرطوم والقاهرة ووصلت عدد مبارياته الدولية 60 مباراة وتعد أفضل مبارياته الدولية على الإطلاق كانت ضد المغرب بالقاهرة فى عام 1971 وفازت مصر بثلاثة اهداف مقابل هدفين، كما ساهم طه بصرى فى فوز الزمالك بالدورى موسم 77/1978، وكأس مصر عامى 1975 و1977 .
وحصل بصرى على وسام الجمهورية من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن ساهم فى فوز الزمالك على ويستهام بطل انجلترا وقتها بخمسة اهداف وأحرز بصرى وقتها هدفا، وقد اختير بصرى كأحسن لاعب فى مصر موسم 77/1978، وهى آخر مواسمه فى الملاعب.
وعلى الصعيد التدريبى تولى بصرى تدريب الزمالك وعدد كبير من الأندية المصرية أمثال غزل المحلة وإنبى والمقاولون والإسماعيلى والإتحاد السكندرى وحرس الحدود وطلائع الجيش وبتروجت، كما تولى تدريب منتخب الناشئين تحت 17 سنة عام 1987 ، وصعد بهم لبطولة كأس العالم بكندا، وكان ضمن الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى الأول الفائز بكأس الامم الافريقية عام 1986، كما حصل على لقب أفضل مدرب مصرى لعام 2003 .
وكانت أفضل إنجازاته التدريبية الحصول على لقب كأس مصر مع إنبى موسم 2005/2004 .
وفى يوم 9 أكتوبر من عام 2013 تلقى بصرى خبراً صادماً له بوفاة أحد أقرب أصدقاؤه ورفقاء دربه خلال عمله التدرريبى يحيى إسماعيل والذى كان يتولى منصب المدير العام بشكل دائم فى جهاز طه بصرى فى معظم الأندية التى تولى تدريبها، كما أنه أحد أفراد الجهاز الذهبى الفائز مع أنبى ببطولة كأس مصر موسم 2004/2005 .
وتأثر بصرى بهذا الخبر الصادم كثيراً لاسيما وأن الفقيد هو أحد أوفى وأقرب أصدقاؤه على الإطلاق، وفى يوم الأربعاء وبعد صراع طويل مع المرض توفى النجم الخلوق عن عمر ناهز الـ 68 عاماً .