يحتفل العالم الإسلامي اليوم الأحد، ببداية عام هجري جديد، إلا أن هذا العام يبدو مختلفًا، حيث تزداد الأنباء حول تخلي الدولة الإسلامية الأولى في العالم وهي المملكة العربية السعودية، لأول مرة، عن اعتماد التقويم الهجري كتقويم أساسي لها.
"السعودية تتخلى عن التقويم الهجري"
وبحسب ما نقلته "سبوتنيك الروسية" فقد قرر مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته المنعقدة الاثنين الماضي، صرف رواتب العاملين في القطاع الحكومي بالتقويم الميلادي، بدلًا من الهجري اعتبارًا من الشهر القادم وذلك بعدما ظهرت إحصائيات أن قرار السعودية القاضي بربط صرف رواتب موظفي الدولة بناء على التقويم الميلادي، بدلًا من الهجري المعمول به حاليًا، سيوفر على المملكة 14.9 مليار ريـال (قرابة 4 مليارات دولار) حيث تزيد السنة الميلادية عن الهجرية عادة بنحو 11 يومًا.
وقال أحد الموظفين في الدوائر الحكومية السعودية، أنه باعتماد "التقويم الميلادي سيخسر كل موظف ما يقارب أجر نصف شهر من راتبه السنوي حيث يحصل الموظف، بعد تطبيق القرار على راتبه الشهري في الـ 25 من كل شهر ميلادي، بدلًا مما كان متبعًا سابقًا في حصول الموظف على المرتب كل 25 يوما من الشهر الهجري، إذ تنقص السنة الهجرية بنحو 15 يومًا عن الميلادية..
"المغرب الوحيدة الباقية"
وبعدما تخلت المملكة العربية السعودية عن التقويم الهجري يكون التقويم لا يستخدمه سوي المملكة العربية المغربية عن غيرها من الدول العربية حيث هي الدولة الوحيدة التي تفعل التقويم الهجري بدلا من الميلادي.
التقويم الهجري أو التقويم الإسلامي، هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر ويستخدمها المسلمون في تحديد المناسبات الدينية، حيث تتخذ بعض البلدان العربية (مثل المغرب والسعودية) التقويم الهجري كتقويم رسمي لتوثيق المكاتبات الرسمية بين دوائر الدولة الرسمية، إلا أن عامّة الشعوب العربية تتعامل بالتقويم الميلادي أكثر من التقويم الهجري، نظرًا للهيمنة الغربية التي سادت العالم الإسلامي.
"تاريخ التقويم الهجري"
يذكر أن التقويم الهجري أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعًا لأول سنة فيه وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري.
رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كانت تستخدم منذ أيام الجاهلية وأول یوم من هذا التقویم الجمعة 1 محرم 1 هـ (16 يوليو عام 622م).
ويتكون التقويم الهجري من 12 شهرا قمريا أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريبًا، بالتحديد 354.367056 يوما، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يومًا (لأن دورة القمر الظاهرية تساوي 29.530588 يوم). وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلاي الشائع والتقويم الهجري فإن التقويمين لا يتزامنان مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.
والتقويم الميلادي أو الغريغوري أو الغربي أو المسيحي هو التقويم المستعمل مدنيًّا في أكثر دول العالم ويسمى هذا التقويم في أغلب الدول العربية بالتقويم الميلادي لأن عدَّ السنين فيه يبدأ من سنة ميلاد المسيح كما كان يعتقد واضع عد السنين وهو الراهب الأرمني دنيسيوس الصغير.
ويسمى بالتقويم الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما الذي قام تعديل نظام الكبس في التقويم اليولياني ليصبح على النظام المتعارف عليه حاليًا.
"الفرق بين التقويم الميلادي والهجري"
والسنة الميلادية سنة شمسية، بمعنى أنها تمثل دورة كاملة للشمس في منازلها، وهي مدة (365.2425) يومًا ولذلك فالسنة الميلادية 365 يومًا في السنة البسيطة و366 في السنة الكبيسة، وهي تتألف من 12 شهرًا.
وعن التحويل بين التقويمين الهجري والميلادي فقد ورد بالقرآن في سورة الكهف: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ وتفسيرها: عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلثمائة سنة شمسية وهنا ذكر ثلثمائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة سنة ثلاث سنين فيكون في ثلثمائة تسع سنين فلذلك ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ حيث يوجد فرق حسابي قدره ثلاث سنوات كل مائة عام بين التقويمين ولم يكن العرب أهل علم بالحساب ولم يكونوا يعرفون كيف يحسبون السنين الميلادية والهجرية، أي باختلاف سني الشمس والقمر؛ لأنه يتفاوت في كل ثلاث وثلاثين وثلث سنة سنة فيكون في ثلثمائة تسع سنين، ولذلك ذكر الفرق في القرآن فازدادوا تسعا ليبين لهم الفرق بين التقويم المستخدم في عهد أهل الكهف وهو تقويم شمسي والتقويم القمري المستخدم عند العرب، فأخبرهم الله بذلك توضيحا لهم.