"الإيمان، العزيمة، العمل، الوطن، الشهادة"، كلمات صنعت من ذهن المصريين خيال فما بين "الحقيقة والسراب" انتشرت حواديت حول نصر أكتوبر ففي ذكراه 43 يستعيد المصريون تلك الحواديت والأساطير التي تناقلت على مدار السنين.
ففي مدينة السويس، طبقا لما سردته بعض التقارير الصحفية، فإن هناك عددا من الجنود الإسرائيليين ممن تحدثوا معهم في وقت انسحابهم من المدينة وكانوا يتحدثون باللغة العربية، أكدوا أنهم شاهدوا جنودا يتسمون بالبنيان العملاق والوجه الأبيض الوسيم، ويستطيعون حمل أكثر من سلاح لقتالهم، وكان هؤلاء الجنود يرتدون ملابس بيضاء واسعة حتى أن الإسرائيليين اعتقدوا أنهم سلاح جديد بالجيش المصري له قائده وأسلحته الخاصة.
أيضا أكد قادة المقاومة الشعبية أن محاربة الملائكة بجوار المصريين في حرب أكتوبر كانت حقيقة أساسية، خاصة أنهم شعروا في كثير من الأحيان بأن الله معهم، والغريب أن بعضهم يزعم بأنه كان يصوّب الرصاصة في اتجاه قلب الجندي الإسرائيلي، إلا أنه كان يفاجأ بأن هذه الرصاصة تصيب اثنين من العسكريين الإسرائيليين، الأمر الذي يعكس أن هناك يدا خفية إلهية تساند المقاتل المصري.
وعلى الجانب الآخر، تناولت إسرائيل هذه القضية عن طريق بعض الأعمال الدرامية لتزعم أن الملائكة بالفعل كانوا متواجدين في هذه الحرب، إلا أنهم حاربوا مع الإسرائيليين وليس مع مصر بعد الانتصار الكاسح الذي حققته القوات المصرية والسورية في أول أيام الحرب من أجل إنقاذ اليهود من العرب.
كما اهتمت الدراما الإسرائيلية بهذه القضية، وعرضتها في الكثير من الأفلام التي أنتجتها خصيصا لمناقشة هذه القضية مثل أفلام حرب الغفران أو الانتصار أو دموع في سيناء إلى هذه الدعاوى، زاعمة أن الله يحب إسرائيل، وبالتالي لم يسمح بهزيمتها، ومن هنا كانت مشاركة ملائكة الله وجنود السماء مع اليهود من أجل الانتصار الإسرائيلي خاصة مع الهجوم المضاد الذي نفذته ظهيرة يوم 12 أكتوبر، بعد 6 أيام من الانتصارات المصرية والسورية المتوالية.
وأيضا قامت إسرائيل بإنتاج أكثر من اثني عشر فيلما عن حرب الأيام الستة عام1967 خلال عامين فقط بعد الحرب مباشرة، في مقابل ذلك لم تنتج السينما الإسرائيلية عن حرب أكتوبر عام 1973، والهزيمة الساحقة التي لحقت بها سوى ثلاثة أفلام، فضلا عن أن هذه الأفلام لم تنج من الهجوم الجارف لردع المخرجين الإسرائيليين عن الإقبال لصنع أفلام على هذه الشاكلة لتنتهي بذلك مرحلة تصوير البطولات العسكرية الإسرائيلية والأساطير اليهودية التي صورتها بانتصارها على المصريين والتي باتت أكثر ألمًا لتذكرهم بهزيمتهم في يوم الغفران.
وجاء قيام إسرائيل بإنتاج فيلمها الأول بعد عشر سنوات من حرب أكتوبر، ليوضح مدى الصدمة التي تلقتها إسرائيل، وأيضا يعود ذلك للاعتقاد السائد لديهم حينذاك بأن الوضع سيتغير وسيناء ستعود مرة أخرى تابعة لإسرائيل، مما يؤكد أنه باندلاع حرب أكتوبر انتهى العصر الذهبي لصورة الجيش الأسطورة في السينما العسكرية الإسرائيلية.