قائد موقعة العش "نبيل أبو النجا" يروي من ذاكرة أكتوبر: العبور كان أشبه برحلة إلى جهنم.. وكان بيننا "خائن"

نبيل أبو النجا قائد موقعة رأس العش

اللواء نبيل أبو النجا قائد موقعة رأس العش، والتي تمكن من خلالها الاختراق والدخول خلف صفوف العدو، يروي لنا ذكرياته من الأيام الخالدة - كما وصفها.

ويقول أبو النجا، إن هذه الأيام لن تستطيع كتب التاريخ رصدها مهما كانت، كنا نحث ونتنافس في المعاناة فكل منا يريد أن يحفر اسمه في أعمال بطولية تخلده، مضيفًا: "تقدمت بالسير في الصحراء 70 كيلو متر ووصلنا خلف خطوط العدو بعد اختراقها باستخدام الجمال بعد فشل محاولتين ونجاح الثالثة، وتوصيل المؤن والذخائر لإحدى الوحدات فهي رحلة أقل ما توصف به أنها رحلة إلى جهنم، استطعنا السير 70 كيلو مترًا خلف خطوط العدو ومعه عدد من الجمال تحمل مؤنًا وذخيرة لكتيبة صاعقة في رأس سدر وكنت وقتها برتبة العميد نبيل أبوالنجا".

ويضيف "ابو النجا" : "حملنا أرواحنا على أيدينا فالحياة كانت بالنسبة لنا متر أرض وشويه تراب وكانت لي الشرف بالمهمة المستحيلة بنجاح ووصلت بالجمال عندما تعذر الوصول بالطائرات، ونجح رجال الصاعقة بالوصول خلف خطوط العدو لإمدادهم بالمؤن.. خطورتها الحقيقية أن الحرب كانت علي أشدها أيام 10 و11 و12 أكتوبر، فمع كل تدريب أو مهمة كنت أقوم بها كنت أري الموت بعيوني، ويروي لنا عن أكثر المواقف التي مازالت تمثل له سعادة فيقول: من أكثر المواقف إيلاما لي والتي أثرت بداخلي جدا لدرجة لا يمكن محوها من الذاكرة هي الخيانة التي تعرضنا لها، والتي جسدها فيلم السقوط إلى الهاوية ولكنه جانبه بعض التحريف تحت مسمى الإبداع الفني، ولكن فاروق الفقي كان مقدم مهندس كان السبب في ضرب وحدات الجيش وكان المقدم نبيل شكري أيامها هو رئيس الوحدة، وعندما كان ينزل في إجازة كان هو المناوب له، وأثناء عمليات العبور للقناة كان يقوم بالإبلاغ عنها لخطيبته التي كانت جاسوسة، فيقوم الجانب الإسرائيلي بضربها وسط المياه أو يتم تحويطها، فضلا عن ضرب مدرسة الصاعقة في 6 يناير 1970 وبعدها بشهر في 7 فبراير من نفس العام، فضلا عن عدد الضحايا والجنود المدربة علي أعلي مستوى".

وأضاف نبيل أبو النجا: "طبعا الجانب الإسرائيلي انتقاما من عمليات العبور دك هذه الوحدة، وشعرنا أن هناك حالة غريبة وقبل الحرب تم اكتشاف أنه العنصر الخائن بيننا وكانت المعلومات تبلغ من خلال أبنه خالته " هبه سليم", وكان لي شرف أن أكون قائد كتيبة الإعدام التي نفذت فيه الحكم وكنت أشعر بسعادة غامرة أن أخذ بثأر من راحوا ضحية الغدر والخيانة من أصدقائي وزملائي في الوحدة, وشعرت أن ربنا كريم أنني من قمت بتنفيذ هذا الحكم لأن ثمن الخيانة هو الموت ولا بديل عن هذا العقاب".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً