"صراخ، عويل، قائد على الأرض طريحا، ملثمين، أسلحة، عرض عسكري" مشاهد لن ينساها التاريخ.. هي أحداث المنصة التي راح ضحيتها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات عقب هجوم إرهابي أثناء حضوره العرض العسكري الخاص بانتصارات أكتوبر 1973.
فما بين عشية وضحاها تحول الاحتفال بالذكرى الثامنة لنصر أكتوبر إلى صراخ وعويل عقب اغتيال القائد الذي قاد النصر قبل 8 سنوات ولكن حياته انتهت علي أيدي الإرهاب الغادر فيما يعرف بحادث المنصة أو عملية الجهاد الكبرى كما أطلق عليها هؤلاء القتلة.في الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة، توقفت أثناء العرض العسكري سيارة تجر المدفع الكوري الصنع عيار 130مم، أمام المنصة تمامًا، وفي لحظات وقف القناص (حسين عباس)، وأطلق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات، بينما صرخ خالد الإسلامبولي بالسائق يأمره بالتوقف، ونزل مسرعًا من السيارة، وألقى قنبلة ثم عاد وأخذ رشاش السائق وطار مسرعًا إلى المنصة.
وعقب إصابته في عنقه نهض السادات يصرخ وسط الدخان فاتجه نحوه الاسلامبولي بعدد من الطلقات الجديدة استقرت في صدره في الوقت الذي ألقى فيه كل من عطا طايل بقنبلة، لم تصل إلى المنصة، ولم تنفجر، وعبدالحميد بقنبلة ثانية نسى أن ينزع فتيلها فوصلت إلى الصف الأول ولم تنفجر هي الآخرى. بعدها قفز الثلاثة وهم يصوّبون نيرانهم نحو الرئيس. وكانوا يلتصقون بالمنصة يمطرونه بالرصاص. وفي تلك اللحظات سقط السادات على وجهه مضرجًا في دمائه، بينما كان سكرتيره الخاص فوزي عبد الحافظ يحاول حمايته برفع كرسي ليقيه وابل الرصاص، فيما كان أقرب ضباط الحرس الجمهوري، عميد يدعى (أحمد سرحان)، يصرخ بهستيريا "إنزل على الأرض يا سيادة الرئيس"، لكن صياحه جاء بعد فوات الأوان.
وفي ذلك اليوم قرر الرئيس المؤمن أن يرتدي بدلته التي صنعت في لندن وألحت عليه زوجته جيهان السادات أن يرتدي القميص الواقي لحمايته من الطلقات النارية وقرر أن يتوجه الي ارض العرض وعلي يمينه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وعلي يساره المشير أبو غزالة.وخلال مشاهد العرض كان الحاضرون يستمتعون بعروض القوات المسلحة فما بين طائرات الفنتوم التي تعرض ألعابا في السماء الا ان الايدي الغادرة قررت ان تسرق لحظات السعادة من الحاضرين بل وتسرق معها الأرواح الطاهرة.